كشفت السفيرة الأمريكية في القاهرة آن باترسون، أن الإدارة الأمريكية والسفارة الأمريكية في القاهرة خاصة على اتصال مع جماعة الإخوان المسلمين منذ 20 عاما، ولكن لا يوجد دليل على وجود خطة طويلة لدعم الإخوان لتحل محل نظام مبارك.
وقالت باترسون، في كلمتها مساء أمس بمركز ابن خلدون والتي حصلت "الوطن" على نسخة منها، "إن سياسية الولايات المتحدة الأمريكية أن تدعم مصر وشعبها فقط، ولا ندعم شخصيات سياسية، لأن المنبوذين في السياسية ربما يصبحوا قادة الغد أو العكس، وبالتالي من الحكمة أن نتعرف عليهم وعلى آرائهم".
وأضافت باترسون أن رغبات الشعب الأمريكي تتمثل في تحقيق النجاح لمصر، ونريد أن يعيش المصريون في مجتمع حر وديمقراطي، وأن يكونوا لهم الحق في اختيار قادتهم، وأن تكون هناك قوانين عادلة تطبق على قدم المساواة للجميع، بغض النظر عن الطبق الاجتماعية لكل طائفة.
وشددت السفيرة الأمريكية أن الولايات المتحدة تريد فقط تحقيق الديمقراطية المستقرة في مصر، فنحن نعارض الفوضى لأنها "أرض خصبة لعدم الاستقرار، وأن مصلحة أمريكا في شيء واحد هو تحقيق الاستقرار في مصر، لأن نجاح مصر كدولة ديمقراطية مستقرة تحترم فيها حقوق جميع المواطنين هو الأفضل بالنسبة لأمريكا".
وأكدت السفيرة آن باترسون على أن الانتخابات الرئاسية في مصر خضعت للمعايير الدولية، قائلة "لا أعتقد أن نتائج الانتخابات بها شك، والولايات المتحدة اتخذت موقفا للتعامل مع الفائز في الانتخابات مثل أي دولة، ونتعامل مع الإخوان حاليا وحزبها الحرية والعدالة لأنهم يمثلون الحكومة، ونتعامل معهم في مختلف القضايا التجارية والثقافية والسياسية".
وتابعت باترسون "بعد 30 عاما من القمع السياسي وانعدام النتائج عن مسؤولية اتخاذ القرارات السياسية، فمن المفهوم أن البعض قد يلجأ إلى نظريات المؤامرة لتفسير ما يرونه ويسمعونه، ولكن، في رأيي، مصر تستحق أفضل، مصر تستحق أيضا أن تمتلك عقول منقحة تبعد عن هذه النظرية".
وأشارت باترسون إلى أن "البعض يقول إن أعمال الشارع والمقصود بها (التظاهر السياسي) سوف تسفر عن نتائج أفضل، لكن كي نكون صادقين أنا وحكومتي نشكك في ذلك بشدة، لأن مصر بحاجة إلى الاستقرار، والمزيد من العنف في الشوارع سوف يضيف أسماء جديدة إلى قوائم الشهداء، فإنني أوصي المصريين أن ينظموا أنفسهم، ويشتركون في أحزاب سياسية أو تأسيس أحزاب جديدة ليعكسوا طموحاتهم، والمصريون بحاجة إلى معرفة أفضل مسار إلى الأمام، وسيستغرق التغيير وقتا طويلا".
واعترفت باترسون أنها وأعضاء السفارة الأمريكية يجتمعون مع المصريين من مختلف ألوان الطيف السياسي، كي يحدثوا نوعا من التوافق والتواصل بينهم.
وختمت السفيرة كلمتها أن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية تدعم مصر وشعبها وحكومتها، وتريد تحقيق النجاح لمصر والعيش في مجتمع حر وديمقراطي، وأن يختار المصريون قادتهم سلميا.