الأقباط متحدون - اللاجئون السوريون: لبنان يضيق بهم وعليهم
أخر تحديث ١٥:٢٧ | الثلاثاء ١٨ يونيو ٢٠١٣ |   ١١ بؤونة ١٧٢٩ ش   |   العدد ٣١٦١ السنة الثامنة  
إغلاق تصغير

اللاجئون السوريون: لبنان يضيق بهم وعليهم

اللاجئون السوريون في لبنان يواجهون صعوبات كثيرة
اللاجئون السوريون في لبنان يواجهون صعوبات كثيرة
لطالما اختلطت اللكنتان السورية واللبنانية على باقي العرب.
 
توافد السوريين إلى لبنان واختلاطهم مع اللبنانيين في الأماكن العامة والخاصة زاد من هذا الارتباك. فأينما مشى الزائر في لبنان وصلته ذبذبات باللكنة الشامية.
 
إلا أن الفارق لا يغفل على أهل البلاد. فيكفي أن تُلفظ أمامهم كلمة واحدة، ليصنّفوا هوية ناطقها ويلحقوا الأمر بدهشة من كثرة السوريين في البلاد بأحسن الأحوال أو بامتعاض بأغلبه.
 
بعد أكثر من عامين على بدء توافد اللاجئين السوريين إلى لبنان لم يعد أحد من المسؤولين يخفي التململ من الحالة التي فُرضت على اللاجئين وعلى لبنان.
إعادة توزيع اللاجئين
 
"كم يستطيع أن يتحمل لبنان أكثر؟"، يتساءل وزير الداخلية اللبناني مروان شربل الذي يتخوف من انفجار سكاني.
 
تحصي المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة عدد اللاجئين السوريين المسجلين لديها حتى منتصف حزيران/ يونيو بأكثر من خمسمائة ألف وثلاثمائة لاجىء. لكن شربل يؤكد أن العدد الفعلي أكبر بكثير ويصل إلى مليون وثلاثمائة ألف لاجيء.
 
يتوزع هؤلاء على مختلف المناطق اللبنانية مع تركز الأعداد الأكبر في منطقتي الشمال والبقاع.
 
يؤكد المسؤولون اللبنانيون أن لا نية لديهم لإغلاق الحدود مع سوريا ، ولكن شربل يتحدث عن خيارات لا بد من بحثها.
 
."هناك مناطق داخل سوريا آمنة، فلماذا لا تقوم الأمم المتحدة بنقل اللاجئين إليها وتؤمن سلامتهم هناك"
 
كما يطرح الوزير مسآلة مشاركة دول ثالثة في تحمل تبعات الأزمة السورية.
 
 
 
"يجب أن نطرح بجدية قضية إعادة توزيع اللاجئين على دول ثالثة. كما تساعد بعض الدول بقضايا الغذاء وغيرها، عليها أن تساعد بمسألة ايجاد مأوى لهؤلاء وأن تستقبل أعدادا منهم لديها".
 
تؤكد دانا سليمان ، المتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، أن لا خطة لإعادة توطين اللاجئين السوريين وأن الأمر يعود أولا وآخرا لبلاد إعادة التوطين كالولايات المتحدة واستراليا وكندا.
 
 
اكبر مركز للإيواء الجماعي للسوريين في لبنان يضم أكثر من 700 شخص.
 
"ليس هناك برنامج لإعادة التوطين اليوم كما كان الوضع عليه مع اللاجئين العراقيين إلى لبنان عقب غزو العراق."
 
طرحت ألمانيا استقبال خمسة آلاف لاجىء سوري إلى لبنان، دون أن يرتقي ذلك إلى مستوى الخطة المتكاملة التي يجب أن تشمل أعدادا أكبر بكثير، حسب سليمان.
 
حتى الوزير خفف من قيمة العرض دون تسمية ألمانيا بالإسم.
 
"هناك دولة طرحت استضافة خمسة آلاف لاجىء على الأرجح من طائفة معينة. هذا ليس مقبولا. ما نريده هو خطة متكاملة لتخفيف العبء فعليا."
 
ولكن في الوقت الحالي الأمر غير مطروح من قبل الدول الثالثة، والأرقام تتزايد واللاجئون يحاولون تدبّر أمورهم بما تيسر.
 
لا تزال الأمم المتحدة تعمل على تأمين المستلزمات الأساسية للاجئين من غذاء وحاجات ضرورية، ولكن التحدي الأكبر هو في إيجاد مآوى للموجودين أصلا في لبنان والذين لا يزالون يتوافدون.
مراكز إيواء
 
فلبنان لم ينشىء مخيمات للاجئين السوريين وهم يتوزعون إما عند عائلات لبنانية مضيفة آو في منازل مؤجرة، تساهم جمعيات ومنظمات دولية في دفع ايجاراتها، آو في مآوى جماعي.
 
في هذا الإطار، يضم أكبر مركز للإيواء الجماعي للسوريين أكثر من سبعمائة شخص.
 
المركز كان لا يزال قيد التشييد ليصبح جامعة خاصة. ولكن مالكه وضعه مؤقتا في تصرف اللاجئين عبر المفوضية العليا.
 
في أحد الشوارع الداخلية لمدينة صيدا في الجنوب٬ يظهر المبنى الضخم الذي تتدلى منه الألبسة المغسولة بينما تتنقل لاجئات وهن يحملن أوعية مياه على رؤوسهن.
 
في المكان أيضا أعداد من الأطفال التقيناهم في ساعات النهار. يقولون إنهم جميعا يريدون الالتحاق بالمدارس ولكنهم ينتظرون تسجيلهم.
 
سهّلت الدولة اللبنانية دخول السوريين إلى المدارس الرسمية في لبنان ولكنّ أعدادا كبيرة من الأطفال السوريين يجدون صعوبة بالغة في فهم المنهاج اللبناني، لا سيما وأن موادا كثيرة تعلّم في لبنان بالفرنسية، بينما كانت تدرّس في سوريا بالانكليزية.
 
كما أن التوافد الكبير للاجئين فاق قدرة المدارس على الاستيعاب بالرغم من لجوء بعضها إلى تنظيم دوامين، واحد صباحي وآخر في المساء.
 
في المركز أيضا محال صغيرة يديرها لاجئون. أحدها يبيع المأكولات وآخر للعطور ولوازم الخياطة، تديره بثينة السيد من داخل غرفتها الصغيرة في المركز.
 
"أربح بكل قطعة مئتين وخمسين ليرة آو خمسمئة ليرة (ما يعادل ثلث الدولار الواحد). ولكنّ القليل الذي أجنيه يساعدني على تحسين وضعي وأولادي الخمسة، ولو قليلا."
 
"هذه هي المشكلة، يقول شربل. يأتي السوريون ويقبلون بالعمل مقابل أجور بخسة. وفي المقابل يصبح اللبنانيون بلا عمل".
 
في بداية بروز أزمة اللاجئين، كان لسان حال المسؤولين وشريحة كبيرة من اللبنانيين هو ضرورة التعامل مع الأزمة من منطلق إنساني بحت.
 
اليوم لم تعد تذكر القضية الإنسانية، إلا لتزييل خطابات طويلة من التذمر والتآفف، وكأنها عبارة رفع عتب لا بد منها.
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.