بقلم: عماد توماس
لا يملك أي دارس لحياة  لويس عوض وإنتاجة الفكري والأدبي إلا أن يطيل الوقوف والتأمل أمام هذا الجهد الهائل؛ محاولاً التعرف على مضمونة وفهم ما ثار حوله من إتهامات وصلت به إلى حد مصادرة كتابة "فقه اللغة العربية" الذي منع من مصر وبيع في معظم الدول العربية!!
فالمصادرة هي سبيل الضعفاء والخائفين، الذين يتشدقون بالكلمات وشعارات حرية التعبير والفكر وهم عنها معرضون.

المولد والنشأةالراحل لويس عوض

وُلد الناقد الأدبي والمؤلف المسرحي المفكر الدكتور "لويس عوض" في 21 ديسمبر 1914-رغم أن أمه قيدته في دفاتر المواليد بالصحة في 5 يناير1915 بسبب إنتظار جواب من والده في الخرطوم لتحديد إسمه- (يمكن الرجوع لكتابة أوراق العمر-سنوات التكوين- مكتبة مدبولي-ص8)
ولد بقرية شارونة مركز مغاغة بمحافظة المنيا، وله 9 إخوة وكان عقيمًا "لم ينجب"، عاش أول 5 سنوات من عمره في الخرطوم -محل عمل والده- جعلته من أشد المصريين إيمانًا بالإخاء المصري السوداني، وبعد 1952 حزن خزنًا عميقًا يوم قرر السودان الإنفصال عن مصر في إستفتاء 1955.

الشهادات العلمية
حصل علي ليسانس الآداب قسم "لغة إنجليزية" عام 1937 بتقدير إمتياز مع مرتبة الشرف، وفي عام 1943 حصل على درجة الماجستير في الأدب الإنجليزي من جامعة كامبريدج، وفي عام 1953 حصل علي الدكتوراه في الأدبين الفرنسي والإنجليزي من جامعة "بريستون" بالولايات المتحدة عام 1953.

تولى رئاسة قسم اللغة الإنجليزية في عام 1954، ليكون أول مصري يتولى رئاسة قسم الأدب الإنجليزي بكلية آداب القاهرة.
قام بالإشراف على القسم الأدبي بجريدة الجمهورية في عام 1953. كما شارك في العديد من المؤتمرات الثقافية والأدبية التي عقدت بمصر وخارجها، إضافة إلى هذا عمل أيضًا بإدارة المؤتمرات في منظمة الأمم المتحدة في الخمسينيات وإنضم لهيئة تحرير صحيفة الأهرام عام 1983.أحد مؤلفاته
اُختير لويس عوض مديرًا عامًا لإدارة الثقافة بوزارة الثقافة عام 1958، كما عمل أستاذًا زائرًا بجامعة كاليفورنيا للأدب المقارن عام 1974.
يُُعد أهم ما كتبه هي الكتب الأكاديمية الثلاثة التي دُرست في الجامعة، وضع الأساس النظري للمنهج التاريخي في النقد؛ الأول: فن الشعر لهوارس عام 1945، والثاني: برومثيوس طليقًا لشيلي عام 1946، والثالث: في الأدب الإنجليزي الحديث عام 1950.

أهم مؤلفاته:

1ـ المؤثرات الأجنبية في الأدب العربي الحديث عام 1963.
2ـ نصوص النقد عند اليونان عام 1965.
3ـ دراسات في النظم والمذاهب عام 1967 .
4ـ البحث عن شكسبير عام  8196 .
5ـ تاريخ الفكر المصري الحديث الجزء الأول عام  1969.
6ـ دراسات أوروبية عام  1971.
7ـ مقدمة في فقه اللغة العربية عام 1980.
8 ـ تاريخ الفكر المصري الحديث.
له عدة مسرحيات من بينها: مسرحية "الراهب".

الكتاب المشكلة - فقه اللغة العربية
لويس عوض صاحب منهج فكري ولدية قضية يؤمن بها ويدافع عنها، ففى كتابة "فقة اللغة العربية" يدعو لإمتحان اللغة العربية بتطبيق كافة قوانين علم الصوتيات وعلم الصرف وقوانين الإشتقاق عليها.
وقضيته في أنه يرى أن اللغة العربية كغيرها من كافة لغات العالم مكونة من طبقات شبيهة بالطبقات الجيولوجية، التي إندمجت وتكاملت مع نفسها وإنصهرت في هذه البوتقة وخرجت منها هذه اللغة التي نسميها اللغة العربية.
وكتاب "فقة اللغة العربية" يمهد الطريق لوضع أسس وقواعد لدراسة اللغة العربية، بما يتمشى مع المناهج التعليمية الحديثة التي تربط بين هذه المناهج والإنثروبولوجيا الإجتماعية.كتابه الذي يحمل عنوان فقه اللغة والذي كان مثارًا للجدل

مناطق شائكة
دخل لويس عوض في هذا الكتاب منطقة شائكة ومحفوفة المخاطر، فهي منطقة نشأة ونسب أمة العرب ولغتهم، بالإضافة إلى تطرقه لنظرية اللوجوس"الكلمة" وأصول أسماء الأعداد،أو القرابة وأعضاء الجسم وأسماء الحيوانات والطيور، وحاول المؤلف أن يقدم منطقة معرفية وسطى بين القصص الدينية والحقائق التاريخية، وأكد في كتابة أن اللغة العربية حديثة نسبيًا إذا قيست بما جاورها من الأمم، خاصةً إذا إرتبط ذلك ببداية عصر التدوين وإستعمال الأبجدية.
وقد وجد عوض أن تاريخ الحضارة العربية الشمالية والحضارة العربية وسط شبة الجزيرة بداية القرن الثاني قبل الميلاد؛ أى بنحو ثمانمائة سنة قبل ظهور الإسلام.

تاريخ أسماء الأعلام
يرى لويس عوض في كتابة "أوراق العمر-سنوات التكوين" أن هناك عدد كبير من أسماء الأعلام في مصر يشترك فيها الكافة من المصريين وهى تبدو عربية ولكنها في حقيقتها باقية من قبل أديان التوحيد، ومثلها "حبيب" و "عفيفي" و"لطيف" و"شكري" و"صبري" و"حلمي" و"رمزي"...الخ
ويوضح عوض أن أغلب الناس يحسبون أن هذه أصلاً أسماء عربية الجذور صيغت على الطريقة التركية للتبرك بالمولود بمعنى قولك "فوزي" يعنى أن المولود هو "فوزي من الدنيا" وقولة "شكري" يعنى أن أنك تشكر الله على المولود، لكن عوض ينفى صحة هذا القول ويقول   "لو كان هذا صحيحًا لما وجدنا أسماء عبثية في هذه الصيغة مثل "لمعي" و"نظمى" و"حربي" و"رسمي" و"وصفى" ...الخ.
 ويضيف  إذا كانت "فتحي" أو "صبحي" ممكنة التفسير فمن الصعب أن نتصور رجلاً يباهي بأن ابنة "رشدي" يمثل رشدهُ، كما أن صيغة "رمزي" و"رامز" والمؤنث "رمزية" توحي بأن الاسم لا علاقة له بالرموز، ويرجح لويس عوض أن هذه الأسماء بقايا لأسماء كأكثر أسماء البلدان، أسماء مُحرفة الصيغة من عصور ما قبل التوحيد، وإستمرت في وجدان شعوب المنطقة بعد إنتشار الإسلام مقربة إلى أقرب لفظ عربي ذي معنى، وأضيف إليها بالقياس عليها.

الوفاةكتابه أوراق العمر كتبه قبل الرحيل

توفى د/ لويس عوض في أغسطس 1990، بعد أن حصل علي وسام الإستحقاق من الطبقة الأولى في عيد العلم عام 1996، ووسام فارس في العلوم والثقافة الذي أهدته إليه وزارة الثقافة الفرنسية عام 1986، جائزة الدولة التقديرية في الأدب عام 1988.
أخر الكلام
جاهد لويس عوض لتحرير الإنسان المصري من الخوف والقهر والضعف، إعتز بمصريته في وقت كثرت فيه خفافيش الظلام الذين يرتاحون لجو الجهل والتخلف ويرهبون نور العلم والحرية.

مراجع
•"أوراق العمر-سنوات التكوين"-مكتبة مدبولى
•"مقدمة في فقه اللغة العربية"-دار رؤية للنشر-2006

•أعلام وشخصيات مصرية
http://www.sis.gov.eg/VR/figures/arabic/html/3w.htm

•ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
http://ar.wikipedia.org/wiki