الأحد ١٦ يونيو ٢٠١٣ -
١٧:
١١ ص +02:00 EET
بقلم: مدحت بشاي
medhatbe@gmail.com
لست من بين هؤلاء أصحاب رسالات التخوين أوتوزيع الاتهامات على كل صاحب رأي مخالف ، بل أسعد وأتابع بكل شغف ما يطرحون ، فمنهم بالفعل من يحرك متاريس الثبات عند فكرة أو رأي ، وباتت تمثل لزومية تتردد باعتبارها الحكمة في زمن الجنون أو المرفأ الحنون في مراحل الشرود والتوهان ، وبارك الله في من يدفع متابعيه نحو الحلول الإبداعية والتي باتوا يطلقون عليها "التفكير خارج الصندوق"..
ولكن ــ للأسف ــ هناك من يمتطون جياد التعالي والمنظرة والتمترس خلف مسميات وإصطلاحات ونظريات أيديولوجية من منطلق الإبداع خارج الصندوق ..
يقولولك التحول اليمقراطي في زمن الإخوان.. ( طيب ده كلام ؟!)
يقولك العلمانية الليبرالية هي شاطئ النجاة، وإذا كان التوجه إليها غير متاح الآن في مصر، فلابأس من أن نرزح فيما نحن فيه أو في أمثاله، حتى تتيسر لنا استقامة التوجه إلى حيث ينبغي أن نمضي. . ( وكأن اللي بيقول مش عايش معانا ولا شايف التتارفي سينا ولا شايف الفلس والقحط زاحف على البيبان والحيطان .. ببساطة كده يقولك معلهش خلينا نرزح شوية لحد مانوصل لدرجة يقتنع فيها معاليه انه قربنا من العلمانية والليبرالية كما الكتاب مايقول .. ارحمونا !!).
ويقولك أحاول جر الناس للتفكير خارج ذلك الصندوق اللعين المحشو بالأفكار البالية باختلاف أنواعها، بدءاً من الرجعية الدينية إلى الرجعية اليسارية والعروبية، وصولاً إلى منظومة العادات والتقاليد والقيم الشعبية التي بقيت أكثر مما يسمح به عالم يتغير بسرعة غير مسبوقة في تاريخه. . هي دعوة لنحرر أنفسنا من أنفسنا في البداية، وعندها أو قبيلها ستختفي من على الخارطة المصرية كل تلك العصابات الملتحفة بعباءة الدين!! ( تصور عزيزي القارئ ،علينا الانتظار حتى نتجاوز مرحلة الأفكار البالية والرجعية .. كيف ياليبرالي لم تفكر أن كل ساعة تضاف إلى عمر الجماعة الحاكمة على الأرض تضيف قروناً من تثبيت ما تراكم من تلك الأفكار وتضيف إليه بأمر السلطان ورجاله ودعاته ما يصعب مقاومته في حينه ... إنها عجرفة رجال التنظير عبر دوائر التوهان ) !!!
ويقولك.. " ترتيب أولوياتي كان دائماً هو إسقاط أيديولوجية الإخوان في الشارع، ثم إسقاطهم من على كراسي الحكم، ومحاولة قلب هذا الترتيب جري وراء سراب إن تحقق ستكون الكارثة القادمة لا تقل كثيراً عن الكارثة الحالية. . ثمة شواهد كثيرة تجبرني على الثبات على هذا الموقف، وتمنعني من الانجراف وراء حماسة التخلص سريعاً من الكابوس الراهن. . عفواً يا سادة، لست معكم ولست منكم!!. " ...لا كده كتير ياعلماني .. أولاً الإخوان عمر ماكان ليهم فكر إيديولوجي بالمعنى العلمي .. هل نعتبر فكرة البنا " أن الإسلام هو أسلوب شامل للحياة ودين ودولة، ومصحف وسيف ،و لكي تكون مؤمناً صادقاً، يجب أن تهتم بكل ما يدور حولك من أمور، ويجب تطبيق الإسلام بالأسلوب الذي ينعكس على جميع أوجه الحياة " نظرية أيديوجية أم مجرد قراءة دينية يتم الذهاب بها لتحقيق أطماع سياسية مدعمة بوسائل يأتي العنف في صدارتها ، وحتى لو اعتبرنا تلك الفكرة نهج أيديولوجي ، كيف تسقطها يا عمنا الليبرالي سوى بحل ثوري باتر يكشف نواياهم بعد إبعادهم عن كراسي السلطان ؟ !!
يامن لا تعرفون للعروبة قيمة ، ولا ترون أي ور لعبه اليسار ، والآن تحبطون شباب " تمرد " وتسخرون بتسميات " القومجية والعروبية والسرسجية وغيرها " .. ياريت تعرفوا أن هناك الف شهيد والاف المصابين والمفقودين ومن فقدوا أشغالهم ومصادر أرزاقهم واقتصاد وبل تضيع ( تلك حقيقة على الأرض ) ، فلا تقل لي أن 25 يناير كانت من أولها لأخرها مؤامرة من الخارج بتعاون عناصر داخلية ، ولا ينبغي أن نخدع مرة أخرى .. قد أوافقكم ، ولكن الحل ليس عبر ترك الدنيا وما عليها على الطريقة البيضواحباطية ..
وإلى حديث قادم أقول لأهل الفكر المتعالي لقد حرق شبابنا سفن العودة ، ولم يعد لدينا سوى رفض الاستمرار على هذا الحال ، والميادين عطشى لزغاريد وفرحة 11 فبراير 2011 ,,