دعا المشاركون في مؤتمر "موقف علماء الأمة من القضية السورية"، إلى وجوب الجهاد لنصرة سوريا بالنفس والمال والسلاح، معتبرين أن ما يجري في أرض الشام من حزب الله وإيران وروسيا والصين، المعاونين للرئيس السوري بشار الأسد، هو "إعلان حرب على الإسلام والمسلمين"، مطالبين الحكام العرب والمنظمات الحقوقية بمقاطعة البضائع والشركات والمصانع وأي تعاملات سياسية مع إيران وروسيا والصين، وكل الدول التي تتعامل مع بشار الأسد.
جاء ذلك في البيان الختامي للمؤتمر الذي عقد بأحد فنادق القاهرة، أمس، بحضور الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، والشيخ محمد العريفي الداعية السعودي، والشيخ محمد حسان، ولفيف من العلماء العرب والمصريين الآخرين، بحسب ما أفادت صحيفة "المصريون".
وقال الشيخ يوسف القرضاوي، إنه وقف بجانب الشعب السوري منذ اللحظة الأولى، وإن ما أثير حوله من دعم بشار الأسد كذب وغير حقيقي بالمرة، موضحاً أنه دعا العديد من رجال الجيش السوري للتراجع عن مساندتهم لبشار الأسد والعمل على الوقوف بجانب الشعب.
وطالب القرضاوي الدول العربية بالسعي نحو إنقاذ الشعب السوري، منتقداً الإهمال تجاه قضية سوريا خلال الفترة الماضية، مؤكداً أن هناك وقتاً سينتفض فيه العرب للانتقام من بشار وأعوانه.
تحرك الشعوب
لفيف من العلماء حضروا المؤتمر
وبدوره، طالب الشيخ محمد حسان بمقاطعة النظام السوري على المستوى السياسي والدبلوماسي والاقتصادي، مؤكداً أهمية تحرك الشعوب العربية لمقاطعة كل منتجات وشركات ومصانع تلك البلدان خاصة إيران، إلى جانب تشكيل لجنة منبثقة من العلماء والمشاركين في المؤتمر للنظر في تنفيذ توصيات المؤتمر.
ومن جانبه، صرح الداعية السعودي، محمد العريفي، بأن الأمة لن تصبر على قتل شبابها وذبح أطفالها واغتصاب نسائها، بل ستجند رجالها من كل الدول لتنتفض لنصرة أمتها وارتقائها، وسيبدأ ذلك من الشام، مشيراً إلى أن الشعب السوري يواجه ويقاتل حزب الله وإيران وروسيا وغيرها من بلدان الغرب.
وأشار العريفي إلى أن حزب الله انكشف على حقيقته، بذبح أبناء الشعب السوري والأطفال لينتقموا من السنة في أبناء سوريا.
ألوية قتالية
الشيخ محمد العريفي
فيما أكد الدكتور صفوت حجازي، الداعية الإسلامي، أن رابطة علماء الأمة سترسل لواء إلى سوريا للقتال في وجه بشار الأسد ونصرة شعب سوريا، مطالباً الحكام العرب والروابط الإسلامية بتشكيل ألوية وكتائب إسلامية لنصرة شعب سوريا والجهاد فيها، ومقاطعة الغرب وطرد سفرائهم من الدول العربية.
وفي السياق أيضاً، قال الشيخ أسامة الرفاعي، رئيس رابطة علماء المسلمين في سوريا، إن الحرب في سوريا تقودها إيران، لأن الأطماع الصفوية لن تنتهي بسوريا، بل هي مقدمة لتنفيذ مشروعها في المنطقة. وطالب باتخاذ موقف حاسم تجاه ما يجري في سوريا، وذلك من خلال الاستعانة بخبراء سياسيين واستراتيجيين لمواجهة الأطماع الصفوية في المنطقة العربية والإسلامية.
وفي وقت لاحق، استقبل الرئيس المصري، الدكتور محمد مرسي، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، وفداً من علماء المسلمين المشارك في المؤتمر، وحضر اللقاء الشيخ القرضاوي.
وأكد الرئيس خلال اللقاء على ثوابت ومحددات الموقف المصري تجاه الأزمة السورية الداعم للسوريين، كما تناول المبادرات التي قدمتها مصر لحل الأزمة.
وأوضح الرئيس أن مُعاناة الشعب السوري تستلزم توحيد جهود الأمة الإسلامية والعربية، والعمل على إنهاء هذه المعاناة التي لا يقرها المجتمع الدولي، مؤكداً أن مصر تُساند أي خطوة من شأنها وقف نزيف الدم السوري، والحفاظ على وحدة سوريا، وأن هذه الجهود سوف تستمر حتى يتحقق للشعب السوري حريته التي يتطلع إليها.
وأكد الوفد أهمية وثقل مصر في محيطها الإسلامي والعربى، وتقدير الرابطة للجهود المصرية لحل الأزمة السورية، ومناصرة الشعب السوري، وأعرب الوفد عن تطلعه لمواصلة هذه الجهود حتى يتم التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة.