بقلم:  حنا حنا المحامى

أبنائى شباب الاخوان المسلمين:  إن قلبى يهفو إليكم وإلى ذويكم وآبائكم وأمهاتكم الذين تمثلون لهم فلذة أكبادهم كما تمثلون مستقبل مصر ونجاح وازدهار مصر.

أبنائى:  من المعروف أن قادة الاخوان المسلمين الذين ينعموا بالرفاهيه والخير والمال والجاه كل همهم أن يحتفظوا بهذا السلطان وذلك المال على حسابكم وحساب مستقبلكم وأرواحكم وحياتكم وقلوب أبائكم وأمهاتكم.  إنهم يزرعون فى عقولكم أنكم تحاربون من أجل الاسلام وتضحون من أجل الدين الحنيف.

وهنا يثور سؤال بسيط جدا.  هل إذا كان الامر كذلك فهل يزجون بأبنائهم فى آتون النار والقتال والقتل الذى يصل إلى الهلاك؟  بالطبع لا.  إذن الامر لا يعدو أن يكون تضحيه بكم وبشبابكم وبمستقبلكم وبسلام قللوب آبائكم وأمهاتكم فى سبيل أن يحققوا لهم الخير والسلطه والسلطان.

إنهم يخدعونكم بأنكم ستنالون جزاءكم فى الآخره.  وإذا كان ذلك حقيقه وليس خداعا, فلماذا لا يضحوا هم بأبنائهم وبأنفسهم وذويهم؟  يا أبنائى الاعزاء, إنى كأب لا أرى فيكم إلا أبناء برره بوطنكم.  ولكن هؤلاء الطامعون فى نهم وجشع إلى أموال الدنيا يضحون بوطنهم وبكم فى سبيل ما يسمونه الخلافه.  والخلافه يا أبنائى ليس لها أى صله بالدين بل هى حكم دنيوى بحت ولكنهم يزجون بالدين فى ذلك الامر السياسى البحت حتى يأمنوا اعتراضكم على جشعهم ونهمهم وأنانيتهم فيوهمونكم بأن الاسلام دين ودنيا.  ولما كنت مسلما أيها الشاب فعليك أن يتومن بأن الدنيا وما فيها من مباهج وسلطان وجاه ليست إلا للخليفه والحكام وحاشيتهم.  أما أنت فيتعين أن ترضى بما قسم الله لك حتى تحصل على كل مباهج الدنيا فى الآخره فقط.  كل ما هنالك عليك أن تطيع الخليفه حتى تدخل الجنه ويتحقق لك كل ما تبفيه "فى الآخره فقط".  أما فى الدنيا فعليك أن ترضى بالفتات التى تتساقط من ذوى السلطه والسلطان.

يا أبنائى الشباب, شباب الاخوان المسلمين, إنكم بعقلكم الناضج وفكركم الراجح تدركون أن الدين أمانه وصدق وسلام وقيم رفيعه بكل ما تحمله الكلمه من معان.  أما السياسه فهى كذب وتضليل وخداع وكما يقول المثل "اللى تغلب به إلعب به".  فكيف ينسجم ويجتمع هذان الضدان؟  إننا أيها الشباب فى القرن الواحد والعشرين نمت ثقافتنا واتسعت مداركنا وأصبحنا ندرك الغث من الثمين.  فإنى أربأ بكم أن تستسلموا لهذا الغى الذى لا يهدف إلا إلى الكسب المادى والادبى والسيطره والجاه والسلطان على حسابكم وحساب عقولكم التى لم تعد تستسلم فمثل ذلك االخداع.

يا أبنائى الشباب, شباب الاخوان المسلمين, هل شاهدتم كيف أن الرئيس الاخوانى كان أول ما فعل أن حول لابنه مبلغ مليونى ونصف مليون دولار أمريكى؟  هل هذا من مستلزمات الاسلام وحكم مصر؟  هل هذا من مقتضيات تطبيق الشريعه الاسلاميه؟  إنى إدرك تمام الادراك أنهم يعطيكم المال, ولكن هل ما يعطيكم إياه يزيد عن الفتات التى تتساقط منه ومن أبنائه وحاشيته ومن قادة الاخوان؟

يا شباب مصر العظيمه إن أى دين فى الدنيا لا يمكن أن يرضى بمبدأ الخيانه. فهل خيانة مصر مباحه أو استثناء من أى مبدأ أخلاقى؟  إنهم يحرضونكم على أن تخونوا وطنكم ويوهموكم أن هذه التضحيه أو الخيانه ما هى إلا فى سبيل الاسلام الحنيف.  أبنائى ... أى دين يبرر الخيانه؟  أى دين يبرر الرشوه؟  إنكم تعرفون  طبعا أن مرسى العياط قد باع النيل ومياه النيل إلى إثيوبيا وقبض الثمن مليار دولار.  أبنائى إنكم إذا ساعدتم العياط على هذا الفساد فثقوا أن أبناءكم وأهلكم سوف يموتون عطشا.  وهل يمكن أن تردوا على جنه مع هذا الاذى الذى الحقتموه وعضدتموه على أبنائكم وذويكم؟ ألا ترون كيف أنهم يخدعونكم وللأسف يخدعونكم باسم الدين.

ويهذه المناسبه أقول للعياط وقادة الاخوان المسلمين إتقوا الله فإن شباب مصر لهم الحق فى أن يعيشوا فى سلام مثلهم مثل سائر شباب دول الكره الارضيه.  لا تخدعوهم باسم الدين ولا تستغلوهم باسم الدين.  وأود أن أقول لكم إن كنتم قادرين على خداع الشباب فإن جزاء الله وعقابه شديد.  وهو العزيز الحكيم.