الأقباط متحدون - ايه اللي جاب القلعة جنب البحر!
أخر تحديث ٠٠:٥٠ | الاربعاء ١٢ يونيو ٢٠١٣ | ٥ بؤونة ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٥٥ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

ايه اللي جاب القلعة جنب البحر!

بقلم: ماجد سمير

لو كنت ممن يسمون أنفسهم حزب الكنية هؤلاء البشر المتابعين للأحداث من بعيد لبعيد ويدخلون الحياة ويخرجون منها دون أن يشعر بهم أحد، حتما ستسال نفسك سؤال بسيط جدا "أيه اللي جاب القلعة جنب البحر" فبكل بساطة ستشعر أنك لاتفهم شيئا وسبب عدم الفهم ليس بسبب عيوب في قدراتك العقلية  والعياذ بالله بل لأن الحكومة تدير مصر بطريقة دخول السلوك على بعضها البعض، وأصبحت انت ومعظم أفراد الشعب دون أن تدري مابتجمعش تماما مثل منصور ابن الناظر في مسرحية مدرسة المشاغبين

ورغم امتلاك  محمد سعد "عوكل" عذرا مقنعاعلى  سؤاله الشهير لأن المسكين نام في مصر وإستيقظ في تركيا، فضلا على أنه سينما وخيال سيناريست ومخرج، لكن عندما يكون حلم العامة معرفة سبب وجود القلعة على البحر، تصبح الأمور أشد هزلا وبعيدة تماما عن الواقعية، ومن حقك توقع خروج أحد كبار مسئولي  دولة الاخوان ربما على التليفزيون المصري بصحبة وزير الإعلام تحت شعار "تعالى وأنا أقول لك" أو قناة 25على  التابعة قلبا وقالبا لحكامنا الجدد ليؤكد أن إقامة القلعة بجانب البحر كان بسبب موجة الحر الشديدة التي تتعرض لها البلاد ليس أكثر، وأن القلعة – رغم اسمها الذي يبدو للجميع خليعا – من حقها التصييف ولكن بشكل شرعي .

وتجنبا للشائعات قصد الملك "محمد منير" عندما غني مع ينبوع الجمال والأنوثة الطاغية "نانسي عجرم" رائعة شريفة فاضل " ماتروحش تبيع المية في حارة السقايين" المعنى المباشر للكلمات ولم تكن هناك رسالة لأولي الأمر في مصر بين سطور الأغنية وبعيدا عن جمال عيون "عجرم" التي تسقط قلوب الملايين من العشاق، لم يقصد "منير"عندما قال : " مافيناش حاوريني يا كيكا مفيناش لف ودروان"، أي اسقاط سياسي.

حالة التوهان المصاب بها المجتمع يشك البعض أن مقصودة وهدف أن تظل الأمور غامضة وغير مفهومة ربما لأن السلطة تدرك تماما أن قيادة شعب مصاب بحالة ارتباك في الفهم – نتيجة لسياستها – سهلة  جدا وشديدة البساطة، والأمر لايحتاج إلا لسياسات متضاربة تجعل المواطن لف حول نفسه وكأنه يعيش على "رمان بلي" ويصبح باكورة انتاج مشروع النهضة وتنطلق أبواق الفرح في كل مكان وقد يقنعوا الشعب بأن الحياة على "رمان بلي" لها عدة فؤاد أولها المرح والسعادة كأنك في ميدنة ملاهي وثانيها وجود امكانية جديدة تصاف لقدراتك لأنك بلفة صغيرة للخلف تستطيع أن ترى كل ماهو خلفك، وسواء اقتنع المواطن أم لم يقتنع في النهاية لف حول نفسه ولم يعد يفهم شيئا.

وسبق وأن كتب "لينين الرملي" للمسرح في مسرحية "تخاريف" جزء يوضح حرص السلطة الدائم على عدم فهم الشعب، ففي مشهد "الديكتاتور"، قررالحاكم تغيير النظام إلى الرأسمالية وبعد فترة أصر إلى تغييره إلى الإشتراكية وفجأة قرر ابتكار نوع جديد أسماه "الرأسماكية" ولما أخبره أحد المستشارين  أن الشعب "مش فاهم حاجة" قال بزهو : "أنا كدا نجحت"، وطبيعي جدا أن تكون نتيجة عدم  فهم الشعب الوحيده والحتميه استمرار ترديد السؤال الباحث دائما عن إجابة " ايه اللي جاب القلعة جنب البحر!"


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter