كما تتضارب التقديرات حول أعداد المسيحيين في مصر ما بين 8% و15% من تعداد سكانها البالغ نحو 90 مليونا، لا يمكن كذلك الحصر الدقيق لعدد وسائل الإعلام المسيحية في البلاد بشكل عام، ولكن المؤكد هو أن 4 فضائيات و4 صحف تعبر عن الكنيسة الأرثوذكسية رسميا (الكنيسة الرئيسية بمصر).
أما الكنيسة الإنجيلية فقد أطلق القس رفعت فكري رئيس لجنة الإعلام والنشر فيها موقعاً إلكترونياً باسم 'مجلة الهدى'، ويرأس تحريره بنفسه.
الكنيسة الكاثوليكية بدورها دشنت موقعاً باسم 'حامل الرسالة' يشرف عليه الأب رفيق جريش رئيس المكتب الصحفي بها، وبدأ بثه التجريبي بتغطية زيارة البابا تواضروس بابا أقباط مصر لبابا الفاتيكان فرانسيس الأول الشهر الماضي، ومن المقرر أن تصدر عنه نسخة ورقية أسبوعية قريبا.
أما بقية الصحف والقنوات ومواقع الإنترنت المسيحية التي تبلغ العشرات فهي مدعومة من رجال أعمال مصريين مسيحيين، من داخل أو خارج مصر، ولكن لا تعبر رسميا عن الكنائس الثلاث.
وتعتبر الطائفة الأرثوذكسية أكبر الطوائف المسيحية عدداً بمصر ، تليها الطائفة الإنجيلية (يقدرها البعض بنحو مليون نسمة) ثم الطائفة الكاثوليكية (حوالي 300 ألف نسمة وفق تقديرات غير رسمية).
وأولى القنوات الرسمية هي قناة 'أغابي' التابعة للكنيسة الأرثوذكسية التي ينتمي إليها غالبية مسيحيي مصر.
و'أغابي' هي تعريب للكلمة اليونانية '?????' وتعنى 'محبة'، ويقصد بها في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية التحية المتبعة بين الآباء الرهبان بالأديرة والكنائس، ويقال أيضاً على مأدبة طعام في كنيسة أو دير أنها 'أغابي' أي اجتماع محبة للطعام.
وبدأت تلك القناة البث عام 2005 على القمر الأمريكي 'تلستار'، ثم بثت على أحد الأقمار الصينية، وأخيراً تبث على القمر المصري 'نايل سات'، حيث تركز على التراث والفن القبطيين.
ويشرف على 'أغابي' لجنة كنسية، مكونة من 15 عضوا، برئاسة بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية البابا تواضروس الثاني، شعارها 'الكنيسة في بيتك'.
وتؤكد القناة أن هدفها هو 'نشر الوعي المسيحي، عن طريق تقديم الرعاية الروحية والرعوية للمسيحيين في مصر والخارج، وتكوين صلة ربط ووصل بينهم، ونشر التراث القبطي للكنيسة، من تاريخ ولغة وفنون، ودعم السياحة الدينية في مصر، عن طريق تقديم برامج تسجيلية عن الأديرة والكنائس الأثرية، ورحلة العائلة المقدسة لمصر'.
وتقول 'أغابي' على موقعها الإلكتروني إنها 'أول قناة فضائية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والأنبا بطرس، الأسقف العام للكنيسة القبطية، وسكرتير البابا الراحل شنودة الثالث، هو مؤسسها ومديرها منذ بدأت'.
أما القناة الثانية فهي 'مار مرقس' التي تبث من المقر البابابوي بالقاهرة منذ العام 2011، ويشرف عليها الأنبا أرميا، سكرتير البابا الراحل شنودة الثالث، وأسقف الخدمات، حيث تعلن القناة أن هدفها هو 'الاهتمام بالشأن الروحي'.
والثالثة هي قناة 'اللوجوس' التي تقول على موقعها الإلكتروني إنها 'قناة الكنيسة القـبطية الأرثوذكسية الأولى بالمهجر'، أي تخاطب المسيحيين المصريين المهاجرين والمغتربين في الخارج، تحت الإشراف المباشر للكنيسة، ويرأسها الأنبا سرابيون أسقف جنوب كاليفورنيا وهاواي، وتذيع برامجها باللغتين العربية والإنجليزية.
وبالرغم من إعلانها على موقعها الإلكتروني أنها القناة الرسمية للكنيسة الأرثوذكسية، فإن قناة 'CTV' والتي تتخذ شعار 'ربنا موجود'، لا تتلق تمويلا من الكنيسة، ولا يشرف عليها أي من كهنتها، ويديرها ثروت باسيلي، وكيل المجلس الملي (المعني بالنواحي الإدارية وغير الدينية في الحياة الكنسية)، وتركز على الشأن الروحي و الوعظي.
وبخلاف القنوات الأربع فعلى قمر 'نايل سات' هناك قنوات مسيحية لا تتبع الكنيسة كقنوات 'الكرمة'، و'معجزة'، و'نور سات الشباب'، و'الراعي الصالح'، و'ترانيم'، و'الشفاء'، و'الملكوت' و'الطريق' و'سي سات'.
وعلى القمر الأوروبي 'هوت بيرد' توجد قنوات 'الروح'، و'الملاك'، و'قوس قزح'، و'الله الحي'، و'الإنجيل'، وهي قنوات خاصة تحت إشراف رجال أعمال.
كما أن هناك قناتين تتبعان قيادات كنسية، دون أن تكونا معبرتان عن الكنيسة ذاتها، هما قناة 'الفادي' للقمص زكريا بطرس أحد أشهر القمامصة الذين تم تجريدهم من الخدمة الكهنوتية في مصر في عهد البابا الراحل شنودة الثالث، ويقيم حاليا خارج البلاد ما بين أوروبا وقبرص، على خلفية إساءاته للدين الإسلامي.
والقناة الثانية هي 'الرجاء' التي يرأسها القمص مرقس عزيز كاهن الكنيسة المعلقة إحدى أشهر الكنائس القبطية التاريخية في مصر والعالم.
وعلى موقعها الإلكتروني، تقول قناة 'الرجاء' إنها تركز على حقوق الإنسان والمواطنة والقيم الإنسانية المشتركة والكرازة (التبشير) بالإنجيل.
وتناقش قناة 'الرجاء' أيضا قضايا مصر السياسية والاقتصادية والاجتماعية بشكل عام، إضافة إلى ما تصفه بـ'التمييز العنصري بسبب الدين أو الجنس أو اللون أو العقيدة أو القيم الشخصية'، وتركز على ما تصفه بـ'اضطهاد المسيحيين'.
وهناك أيضا قناة '7سات' الممولة من قبل رجال أعمال أقباط وتتناول شئون الكنائس الثلاث إلا أن الكنيسة الإنجيلية تحظى في موادها بالنصيب الأكبر.
وعلى صعيد الصحف، يقول المجلس الأعلى للصحافة أن هناك 16 صحيفة تصدر عن كنائس وطوائف مسيحية، من بينها مجلة دورية أقرب للنشرة تصدرها الكنيسة الأرثوذكسية عن أنشطة المقر البابوي تحت مسمى 'الكرازة'، ولها موقع إلكتروني باسم البابا شنودة الراحل، كما تصدر أسقفية الشباب بالكنيسة 3 مجلات هي 'الكلمة'، و'رسالة الشباب'، و'أغصان'، يشرف عليهم الأنبا موسى أسقف الشباب.
ويصدر بعض رجال الأعمال صحفاً تتناول أوضاع المسيحيين في مصر، مثل 'عالم المشاهير'، و 'نداء الوطن'، و'أجراس الوطن'.
أما صحيفة 'وطني'، أقدم الصحف القبطية المتداولة في الوقت الراهن، فتأسست عام 1958، لتشجيع الفكر الليبرالي والمواطنة، وهي تتناول الشأن المصري العام، إضافة إلى تناولها قضايا المسيحيين، ويصنفها بعض الإعلاميين على أنها 'الصوت غير الرسمي للكنيسة'.
ولا توجد إذاعات تعبر عن كنائس مصر، أما المواقع الإلكترونية فعلى المستوى الرسمي منها موقع 'الكرازة' وموقع 'أسقفية الشباب'، إضافة إلى عشرات المواقع غير الرسمية، وبعضها مجهول الانتماء، ومنها 'صوت المسيحي الحر'، و'الحق والضلال'، و'شبكة رصد القبطية'، و'الأقباط أحرار.
كما لا تمتلك الكنائس المصرية وكالات أنباء رسمية، لكن الكاتب الصحفي القبطي، وليم ويصا، أطلق أول وكالة أنباء مسيحية باسم وكالة أنباء مسيحيي الشرق الأوسط في العام 2012.
وتقول الوكالة، التي تعتمد نظام الاشتراكات المدفوعة لتقديم الخدمة الإخبارية، إنها تستهدف 'ملء الفراغ السائد حاليًا في تغطية أخبار هذا القطاع (المسيحيين) من مواطني دول الشرق الأوسط، والناجم عن تجاهل أجهزة الإعلام المحلية والدولية لهذه النوعية من الأخبار'.
من جانبه، يعلق الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن القبطي هاني لبيب، قائلا إن 'تجربة الإعلام المسيحي بشكل عام ظاهرة جديدة، باستثناء جريدة وطني؛ فغالبية وسائل الإعلام المسيحية لا يتعدى عمرها 10 سنوات'.
ويضيف في تصريحات خاصة لمراسل الأناضول إن 'القنوات المسيحية – سواء المملوكة للكنيسة أو الخاصة – تهتم أساسا بمناقشة أوضاع المسيحيين في مصر، لكن أحياناً يكون تناولها غير مكتمل الصورة والدقة'.
ويفضل أن يكون للكنيسة 'قناة واحدة بدلا من اثنتين؛ ليكون الخطاب موحدا، ولتدبير النفقات وزيادة قوة التأثير في مصر والعالم'.
و في رأيه فإن الإعلام المسيحي 'لا يجمل الواقع، ولا يلونه، لكنه يتناول الموضوعات من زاويته الخاصة'.
ويرى لبيب أن دور القنوات التابعة للكنيسة 'يجب أن يكون روحيا، خاص بنقل الصلوات، دون إقحام نفسها في الشأن السياسي'.
وعن التحديات التي تواجه الفضائيات المسيحية فيقول إنها 'تخص عدم الانفتاح الكامل، والقيود على مناقشة بعض القضايا'.
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.