الأحد ٩ يونيو ٢٠١٣ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
بقلم : مينا ملاك عازر
قالها مرسي عالية مدوية ومجلجلة "إحنا جلدنا تخين"وأنا صراحة من ساعتها عمال أفكر إيه إللي ينفع يخلي واحد جلده تخين وجماعته جلدها أتخن تعاني من هلاوس سمعية وبصرية، ترى الملايين ألوف، ومئات ألوف عشرات، تسمع شعباً يصرخ أنيناً وكأنه يصرخ هتافاً بحياتها كنت بأقول كيف لرئيس بهذه المواصفات وجماعة بهذه السمات أن يرحلا ويحلا عن سمانا؟ وكنت دائماً ما أغذي الأمل وأزكيه وأسعر لهيبه ولكن كان بداخلي هذا السؤال يتعظم كل يوم عن التاني، مع كل احتجاج تصم الجماعة أذنها عنه وتغلق عينها عن أن تراه مع كل موجة ثورة تهب عليهم فينعتوها بما ليس فيها، ويبقون جالسون يهزون أرجلهم في لا مبالاة في كل شتيمة توجه لهم ودعاء يدعى عليهم وكل سباب يوجه لهم، وهم لا يأبهون بهذا كله، كنت أشعر بأنهم حقاً ذوي جلد تخين لا يشعرون ومغشية على أبصارهم وأسماعهم فلا يسمعون ولا يبصرون، وإن سمعوا وأبصروا فلا يفهمون أن هذه جموع ضدهم، وهلاوسهم كانت تقنعهم بأنهم مأجورين وأنهم قلة، وما إلى ذلك.
كل هذا ولي ورحل مع لحظة انسحاب هاني صلاح الدين وطارق الزمر من على منضدة حوار برنامج ساعة مصرية الذي قدمه الإعلامي تامر أمين الذي قد تقول عنه ما تقول، قل فلول، قل موالي لمبارك لكنه إعلامي كان يدير حوار شاقاً طوال ستة أشهر ويزيد، بحنكة بارعة إلى أن انسحب الدكتور المحترم عماد جاد والأستاذة كريمة الحفناوي ذات يوماً احتجاجاً على أن يجلسا يتحاورا مع ممثلين لنظام سافك لدماء المصريين على أبواب وأمام اسوار قصره، وكلما كنت أرى الدكتور عبد الحليم قنديل الذي حل محل الدكتور عماد جاد وهو ينكل بهاني صلاح الدين وطارق الزمر وكلما رأيت الأستاذ المحترم سعد هجرس وهو يلقنهم الدروس في الأدب والاحترام والذوق الرفيع كنت أشعر أنها لا فائدة، فهم لا يشعرون إلى أن وقعت الواقعة وانسحبا احتجاجاً على نعت الدكتور قنديل للإخوان بأنهم خرفان ورغم أنه ليس وصفاً جديداً وهم يعرفونه وسمعوه كثيراً، وهم أنفسهم أظنهم متأكدون منه، فهم كما يشير الراعي يذهبون، وكما يريد المرشد يقولون، ويبدون آرائهم، أبدوا امتعاضهم من وصف الدكتور قنديل لعاصم عبد الماجد بأنه قاتل محترف رغم انه فعلا قاتل وتم محاكمته على قتله 108 من الجنود المصريين، وحكم عليه بالسجن على هذه التهمة، وكأنهم كانوا يريدون وصفه بالقاتل المحترم مثلاً، ناكرين الحقيقة التاريخية، أن طارق وعبود الزمر ومن معهم قتلى محترفين احتفى بهم الإعلام ووضعهم في مصاف السلطاويين لأنها أزمة ثورة مصر أنها حَكمت الإرهابيين في أكثر الشعوب وسطية، وتركت سافكي الدماء يجلسون على الكراسي، وهل هناك أكثر من سفك الدم يهز القلوب وإن فعلوها بقلب ودم باردين يوما ما، فهل يتعجب أحد من جلدهم التخين الذي أعلنوا عنه اليوم وإزاء طوفان ومد الثورة المصرية ؟ لكن الدكتور قنديل فعلها ودفعهما للتقهقر مما أعاد لي الأمل وأجاب على سؤالي، هل هناك ما يدفع أولائك أصحاب الجلد التخين على الانسحاب؟ نعم هناك ما يجبره ويجبرهم على أن ينسحبوا الضغط المتواصل الذي كان يمارسه الدكتور قنديل بكل أنواع التنكيل اللفظي بهم حتى أوصلهم للانهيار والتلكيك للانسحاب من أمامه، فهل يفعلها الشعب المصري بنفس مثابرة قنديل وكثافة ضغطه؟ بدءاً من يوم 30 يونيو بل من قبله حتى يجبرهم على الانسحاب رغم جلدهم التخين أم يكل سريعاً ويظن أنه يوم 30 يونيو النهاية، وإن لم يرحلوا يرحل هو عن الميادين ويترك لهم مصر ينهون عليها، هل سيفعلها الشعب المصري ويحرق جلدهم التخين ويتركهم عرايا أمام سهام النقد والضغط عليهم حتى ينهاروا ويخروا منسحبين ،هذا ما سنراه في الأيام القادمة ما تنسوش معادنا يوم 30 يونيو بإذن الله.
المختصر المفيد هانت.