حنا حنا المحامى
الان قد أصبحت المدرسه دميانه فى يد الله, أى فى يد القضاء. نعم إن القضاء رسالته أن ينطق بإرادة الله, أن ينطق بالعدل والعداله ذلك أن الله عدل وعادل. سيدى القاضى ... لا يكن أن تكون متأثرا بما يثيره الغوغاء من تهريج وسفه يسمح لهم بأن يتدخلوا فى القضاء مع ما يتبع ذلك من تهديد ووعيد.
إننى يا سيدى لا ولن أطلب إليك حكما معينا. ذلك أن إرادة الله وكلمة الله توجد الآن بين يديك. إن القدر جعلك المسئول عن النطق بكلمة الحق ... بالكلمه التى ينطق بها الله .. بكلمة الحق والحقيقه.
سيدى ... إن الحق والحقيقه لا يرهبهما تهديد أو وعيد. إن هذه القضيه يا سيدى لا تمثل عداله فحسب بل هى أخطر من ذلك أيضا. إن الغلاه الذين باعوا ضمائرهم للشيطان يهددون ويتوعدون إن لم يصدر حكم معين ضد المدرسه. وهنا يا سيدى تظهر هيبة القضاء واحترام القضاء للارادة الالهيه وليست الاراده المشحونه بالحقد على الآخر والمملوءه شرا.
إننى يا سيدى حين أخاطب العداله لن أتعرض لتفاصيل القضيه إذ أنها فى أيد أمينه, أيدى العداله, أيدى العنايه الالهيه. إن الله العادل سوف ينطق بالحكم على لسانكم. لذلك فإنكم لن تأبهوا لتهديدات الموتورين والمتعصبين وزارعى الفتن بين الانسان وأخيه الانسان بدعوى التدين الزائف.
سيدى ... إننا لا نطلب من عدالتكم إلا العدل والحكم العادل دون خوف أو وجل. إن من يخاف الله لا يعبأ ولا يخاف من أى إنسان. سيدى ... هذه القضيه التى أنتم بصدد الحكم فيها لم تعد ملكا لشخص أو مدعى أو شاك أو مشكو فى حقه. إنها قضية وطن. وطن يرزح تحت نير الصراعات الدينيه التى تفتته. سيدى إن الحكم العادل سوف يعمل على رأب الصدع, سوف يقول بكل وضوح إن العداله لا تعرف ولا تفرق بين دين وآخر أو بين شخص وأخر, أو بين مواطن وآخر. سوف يعلن الحكم أن العداله هى النبراس الذى يسترشد فى نوره القاضى. ربما يكرهك المتطرفون ولكن سوف يرضى عنك إلهك وإله المتطرفين وإله الخصوم.
أخيرا يا سيدى القاضى وليس آخرا فإنى أناشدك أن تنقذ مصر من روح التعصب المقيت وتحكم بما يمليه عليك ضميرك فقط. ذلك أن العداله ستكون أول نبراس يضئ الطريق إلى الرقى والتقدم ونجاح الوطن.
سيدى ... أجثو إلى الله عز وجل أن يحافظ عليكم ذخرا للعدل والعداله وتكون ركنا ركينا فى صرح القضاء العادل.
وفقك الله إلى ما فيه الحق والعدل.