الأقباط متحدون - المستقبل السياسي للأقباط
أخر تحديث ١٦:١٤ | الخميس ٦ يونيو ٢٠١٣ | ٢٩ بشنس ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٤٩ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

المستقبل السياسي للأقباط

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

Oliver كتبها
نريد أن نحسبها صح هذه المرة.نريد أن نعرف أين نضع أقدامنا حتي ندرك علي أي أرض نقف و ما هي الخطوة التالية.
لو سألنا اي قبطي في اي إتجاه ستقف بالتأكيد سيجيبك أنه سيقف في صف حركة تمرد.ليس كرهاً في أحد و لا نكاية في أحد لكن لأنه يعاني مثله مثل كل مصري(عدا سارقي الثورة).

إذن سؤالي ليس في اي جانب سيقف فهذا معروف لنا و لخصومنا قبل أن نعلنه.بل هم يتهمون أن حركة تمرد هي إئتلاف مسيحي كما قالوا بالضبط علي حركة بلاك بلوك.لقد صار وصف أي تمرد أو إعتراض بأنه من تدبير الأقباط لعبة مفضوحة.و الحقيقة أن أي تمرد هو وليد ما يصنعه الإخوان لصوص الثورة و لصوص مصر في كل المجالات.و الذي أريده هنا هو التأكيد أن حركة تمرد هي مصرية مسيحية مسلمة معتدلة.لكنني أرحب بالترويج أن تمرد مسيحية أكثر مما هي معتدلة.أنا أريد الترويج للدور القبطي في حركة تمرد لأن هذا في صالح الأقباط.

السؤال الذي أطرحه هنا هو ما موقف الأقباط بعد 30 يونيو و إذا ما حطت السفينة بعيداً عن قرصنة الإخوان.ماذا لو نجحت تمرد؟ أين سنقف ؟في صف من؟من سيتكلم عنا و يعبر بشكل محترف عنا؟ من سيضع نفسه منا في خندق صانعي السياسة.
لقد قضينا كل عصورنا نتلقي السياسة فمتي نصنعها؟ متي ندخل مطابخ السياسة و نمزجها بطعم أحلامنا.متي يرتفع صوتنا حين ترتفع بقية الأصوات.متي نظهر مع الذين يظهرون؟ و نشاركهم خطوة بخطوة و يداً بيد .

لست أضع رهاني علي اي من الأسماء القديمة.و لا أي من الوجوه المحروقة.أنا أضع رهاني علي وجوه لا أعرفها.أطلب منها من الآن أن تشارك في ترويج تمرد و تعلن أنها ضمن المؤسسين للحركة وجوه تصنع نفسها بنفسها.لا يقدمها أحد بل هي تتقدم من تلقاء نفسها و تتحمل مسئولية جيل من الأقباط و ستنجح .
أنا فقط أضع بعض الأفكار لعلها تؤخذ في الإعتبار حين نحتاجها.

الفكرة الأولي: فككوا كل إئتلافات الأقباط الوهمية.فلا نحن الأقباط نعرفها و لا  غير الأقباط يعرفونها.لقد نشأت في بيئة مسممة يوم كان يبحث كل فصيل عن نصيبه من الكعكة حين ظن بسطاء من الأقباط أنهم مؤهلون للمنافسة علي المكاسب.لكنني أضع فشل السلفيين مع الإخوان دلالة واضحة علي فشل من هم أقل منهم نفوذاً من جميع الفصائل .و يأتي في ذيل الفاشلين  إئتلافات الأقباط التي ولدت و ماتت في ظروف غامضة.لست أعيب عليهم أنهم فشلوا بل أحيي فيهم محاولتهم و إن شابها بعض التشوهات إنما  أريد أن نقرأ الأحداث قراءة صحيحة هذه المرة.
إن تواجد هذه الإئتلافات سيتسبب في تقسيم إتجاهات الأقباط و سيكون من جديد صراع علي الظهور أكثر مما هو صراع من أجل مصالح الأقباط.أفضل شيء تصنعه هذه الإئتلافات هي أن تعلن إنخراطها من الآن في حركة تمرد.

الفكرة الثانية: إلتفوا حول الأسماء غير المحروقة.شجعوا الجدد منهم.إجعلوهم أبطال في قنواتكم القبطية.لمعوهم و قدموهم للشعب.لا تستهينوا بحداثتهم.لقد رأينا جميعاً من كنا نظنهم مخضرمين في السياسة علي الهواء في مؤتمر سد النهضة و هم يهذون بعبارات سوقية و أفكار مهلهلة  مخزية مريضة.
أكاد أجزم أن أي شاب في الشارع يفهم عنهم عشرات المرات.و أنهم لو كانوا قد جمعوا شباب من مقاهي الإنترنت لكانوا قد قدموا آراء تفوق خيالات هؤلاء المدعين الذين صنعوا أسماء من ورق.لذلك علي القنوات القبطية أن تبحث عن هؤلاء و تقدمهم و تلمعهم حتي تلتقطهم بقية القنوات لكي يحسب حضورهم و إنتشارهم حضوراً و إنتشاراً للأقباط في حركة تمرد لأنني علي يقين أن من هذه الحركة سيخرج شيء بل أشياء صالحة.

الفكرة الثالثة:إجادة الكنيسة لتوقيت التصريحات و مستويات الذين يدلون بتصريحاتهم و توزيع أدوارهم هو أمر هام للغاية.نحن نريد أن نكسب مساحة من القطاع العريض من المحتجين.الحذرالشديد من أن تدلوا بتصريح غير محسوب أو مدروس.لأن تصريحاً من هذه النوعية قد يكون نكبة علي حقوق الأقباط لوقت طويل.لا أستطيع أن أطلب من الكنيسة أن تحدد موقفها اليوم لكنني أريدها أن تتابع الأحداث و تقرأها جيداً.تستعين بمن تخصصه السياسة .ثم تستعين بمن تخصصهم الإعلام  مع تسخير القنوات القبطية للترويج لآراء غير رسمية يمكن افستناد إليها في مواقف لاحقة.مع تصريحات حذرة في كل المواقف.لا تقدم تأييد الأقباط بدون مقابل و لا تميل إلي جانب بفجاجة و دون حذر.
لتضع في حساباتها مصير جميع الإحتمالات ليوم 30 يونيو.ماذا لو صار يوماً دموياً عنيفاً أو ماذا لو صار هادئاً أو ماذا لو تطورت الأحداث إلي حرب أهلية بين المصريين و الإخوان.هل تفتح أبوابها للجرحي و تكسب بعمل الرحمة نقاطاً سياسية فضلاً عن المكاسب الروحية.المهم أن يتسع خيال الإدارة الكنسية لجميع التصورات .

لتبتعد عن التصريحات المقولبة. تستعد جيداً لهذا اليوم و تمنع أي تصريحات غير منطلقة من سياسة إعلامية كنسية  تدير هذا المشهد كاملاً بعيداً عن العشوائية.تعط إنطباعاً بأنها في صف الشعب.تحس بما يحسونه.و تطلب حقها في تشكيل مصيره.
الفكرة الرابعة:من المهم أن ندرك ماذا نريد ؟ من المهم أن توجد لدينا أهداف نقيس علي هديها مواقفنا.من المهم أن ندرك ماذا نريد و نؤسس علي هذه الأهداف إرادة و سياسة .علينا أن نضع نصب أعيننا أن السؤال ليس سهلاً.و يحتاج تركيز شديد .أنا أعرف أننا نريد وطناً لا نشعر فيه أننا مختلفون عن غيرنا.نتساوي فيه في كل شيء مع الجميع.أنا أعرف هذه الإجابة. و أعرف أنها ليست إجابة بل هي تسطيح للإجابة.كما أنني  أعرف أنها بقيت مجرد أمنيات ألف و خمسمائة عام و لم تحقق.إذن علينا أن نبحث عن إجابة أخري.مثلاً هل نريد حق الأقليات.هل نريد قوانين خاصة تحمينا في مصرو تضمن كينونتنا كأقلية.هل نريد حق الأقباط في أوقافهم و ضرائبهم لتمول المعاهد الكنسية كما تمول الأزهر. إذا لم تتحقق المساواة في مصر فهل لدينا بدائل نجعلها أهداف .هل لدينا خطوات تضمن سلامة شعبنا حتي تتحقق المواطنة الحلم.أنا مثل باقي الناس أحلم بالمساواة لكنني لا أريد أن أكتفي بالحلم و أري أنه يجب أن توجد بدائل.المطلب هنا أن نضع بدائل و لا نكتفي بالإجابات السهلة التي لم تتحقق خلال 15 قرناً من الزمان.
يا إله العدل أشرق

وسط ظلمات الظلم تشرق.فيكون نورك هو الحق ذاته.من فمك تخرج نسمة حياة فيجد المعدم غير الموجود وجوداً لم يكن يحلم به.إذا ما حل شخصك في وطن سيجد المنسحق إطلاقاً.و يجد الأسير حرية و يجد مظلوم حقه كاملاً أمام عينيه.
أنت يا ربي يسوع هو الفرق الوحيد بين الحق و الظلم.أنت هو الطريق الوحيد للعدل و المساواة.أنت وحدك الذي يجعل فرقاً بين النور و الظلمة.أنت يا ملك الملوك الوحيد الذي يمكنه أن يحيي الشعوب و يبيدها.و ها نحن مثل الموتي في مصر أحيينا.

يا من في القديم تبنيت العبيد و تكفلت بإنقاذ إسرائيل من ظلم المصريين. قدمت نفسك للبشرية كمخلص يشعر بأنين شعبه.أسألك ...ألم يصلك من مصر أنيننا.أم وصلك و أنت لم تنتفض لأجل كثرة آثامنا.منذ متي تأخذ الجهلاء بجهلهم.ها أنا أعرفك في البرية .تذمر عليك إسرائيل فأطعمته.هاج عليك فأسقيته من الصخر.قبلت شفاعة موسي عن شعب قاس غليظ الرقبة.فكيف تأخذنا بسقطاتنا.أليست مصر أيضاً شعبك.لماذا تتحرر الشعوب الكثيرة و يتقيد المصريون.لماذا تتجه الأمم نحو النور الذي منك بينما تغرق مصر في الظلام.أليست وعودك لمصر كثيرة.فكيف تسمح لنيلها أن يجف.و كيف يبقي مذبحك في وسطها و هي تتكسر أمامنا كالفخار.

ليس مثلك يصنع تاريخاً للحق وسط الشعوب.يكسر أعناق المفتخرين علي بسطاء شعبه.ليس مثلك يصنع من بركة سلوام نوراً للأعمي.إصنع لمصرالعمياء  نوراً.و أغسل آثامها في مراحمك.في بحر سلامك طهرها وأخرجها من غربتها عنك لتصل إليك فأنت أرض موعدنا.
لا تقطع عنا رجاؤك لئلا نخيب.أشرق أنت في الظلمة فنستعيد حياتنا.نشتاق إلي ترانيم الغلبة و تسابيح الإنتصار.نشتاق لأن نعيش كالأبطال في نعمتك.كالأطفال في إيمانك.كالأسود في قوتك.نريد أن نختبر عهداً ليس عهد الضعف.نريد أن نعيش زمناً ليس زمن الجهل.هل كثيرة هي طلباتنا ؟و لو كثرت فأنت الغني الذي لا تفرغ خزائنه.الذي قال مهما سألنا يعطينا.و ها نحن نسأل شفاءاً لمصر.و راحة من الضربات.نسأل الفرح لشعبها من جديد.
نسألك يا سيدنا الصالح يا من باركت أرض مصر أن تحمي أرضها من جنود إبليس و خدامه.لا تتركها نهباً للغرباء بل إجعلها غنيمة لك.حصن أنت مذابحها.و أكثر الأيادي المرفوعة تطلب سلامها.نحن نؤمن أننا لن نتلاشي لأنك وسطنا.و كنيستك لن تنقرض لأنك أنت مؤسسها.لكننا في مصر نئن .أنزل و أنقذنا.
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع