فى حوار عفوى يتسم بالتلقائية والبساطة أكد قداسة البابا توا ضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية أن هناك حالة من رسائل الخوف التي يرسلها الإعلام في مصر وانعكس الأمر على مشاعر المصريين عامة والأقباط خاصة مع الأخذ في الاعتبار المشاكل التى تواجهها مصر اقتصاديا وأمنيا .

وقال فى تصريحات له بمناسبة ختام زيارته للنمسا أن أغلبية المسلمين فى مصر معتدلون وبين المصريين عموما هناك أقلية صاخبة وأكثرية صامتة مشيرا الى أن مسلمين كثيرين فى أحداث الكاتدرائية أظهروا لنا مشاعر طيبة وتضامنوا معنا فى كثير من المواقف كما أن كثير من الكتابات الصحفية دافعت عن الأقباط .

وأضاف أن مشاعر الخوف والقلق دفعت البعض الى الهجرة ولكنها ليست ظاهرة ونحن نسعى لمد جسور الحوار البناء مع الرئاسة والحكومة مشيرا الى أنه متفائل على المستوى الشخصى بأن الامور ستسير الى الأفضل فى مصر .
 

وبالنسبة لمشكلة مياه النيل وما تردد عن دور محتمل للكنيسة فى هذا الشأن قال قداسة البابا تواضروس أنه من المفترض أن تكون أثيوبيا الأولى فى دائرة اهتمامات السياسة الخارجية المصرية ولكنها أهملت على مدى ثلاثين عاما .
 

وقال أن أثيوبيا مصدر رئيسى لمياه النيل كما أنها تتمتع بإمكانات هائلة فى الانتاج الزراعي والحيوانى وكان لابد من دعم التعاون الاقتصادى معها ولكن للأسف بسبب المصالح والبيزنس كان رجال الاعمال يتجهون الى استيراد اللحوم من البرازيل ويمهلون أثيوبيا .
 

وأشاد بالجهد الكبير الذى بذلته الوزيرة السابقة الدكتورة فايزة ابوالنجا فى استيراد اللحوم الحية من أثيوبيا ولكنها تعرضت للتضييق حتى تم إفشال المشروع رغم الجودة الفائقة للحوم الاثيوبية التى تتسم بغزارة الانتاج والرعى الطبيعى .
 

وأوضح أن اثيوبيا تعانى من نقص الكهرباء ولذا فكرت فى إقامة السدود لتوليد الكهرباء خاصة أن اهمالنا لها شجع دول اخرى على ان تنشط فى هذا البلد ومنها الصين وإسرائيل .
 

وقال ان سد النهضة ضمن اكبر السدود التى تسعى أثيوبيا لاقامتها لإحداث التنمية فى البلاد .

وحول دور الكنيسة قال قداسة البابا يجب أن نعلم أن هذه المشكلة مشكلة بين حكومات ودور الكنيسة محدود وكان نفوذ الكنيسة فى أثيوبيا فى السابق أيام الإمبراطور هيلاسلاسى الذي كان ارثوذوكسيا محبا للكنيسة القبطية أما الان وبعد ان استقلت الكنيسة الأثيوبية لم يعد للكنيسة القبطية النفوذ السابق .

واضاف قداسة البابا انه سيناقش هذا الأمر مع بطريرك أثيوبيا خلال زيارته للقاهرة منتصف الشهر الجاري ولكن النقاش سيكون بشكل ودي ومن يحاول تضخيم دور الكنيسة مخطىء وكل ما نشر عن طلب الرئاسة من الكنيسة التدخل فى هذا الملف غير صحيح ونفته الرئاسة والكنيسة.

وحول التقارب مع الكنيسة الكاثوليكية عقب زيارة قداسة البابا للفاتيكان قال البابا أنه لم يتم مناقشة أمور تتعلق بتوحيد الاعياد أو ما شابه ذلك والزيارة كان للتهنئة والتعارف ولإعطاء دفعة للحوار المسكونى .
 

وقال قداسة البابا أن نيافة الانبا باخوميوس مطران البحيرة ومرسى مطروح والخمس مدن الغربية سيزور النمسا فى أكتوبر المقبل .

واضاف انه ارتبط منذ شبابه بالانبا باخوميوس الذى كان يتواجد فى كنيسة الملاك بدمنهور بصفة دائمة وكان محبا لخدمة الشباب والتواصل معهم وتواجد بصفة دائمة فى الكنيسة عشر سنوات متصلة منذ عامى 1971 و1981 .

واكد أن نيافة الانبا باخوميوس محب جدا للخدمة وربى أجيال وأجيال وهو مسئول عن ابراشية من اكبر ابراشيات الجمهورية وأدار بحكمة بالغة الكنيسة خلال فترة توليه مسئولية القائمقام.
 

وحول زيارة القدس أكد أن التطبيع الذى تم بين مصر واسرائيل كان على مستوى الحكومات فقط لكن بين الشعبين لا توجد علاقة طبيعية ولوذهب الاقباط وهم جزء صغير من الشعب بمفردهم الى القدس سيعتبرهم الاخرون أنهم خانوا القضية الفلسطينية مشيرا الى أن قداسة البابا شنودة كان مهتما بهذا الامر منذ عقود طويلة وقال مقولته المأثورة أنه لن يدخل القدس الا مع شيخ الازهر والاخوة المسلمين .

وقال انه التزم بهذا القرار بعدما استشار كثيرون وأدرك ان الحس الشعبى رافض لهذه الزيارة مشيرا الى ان عقوبة الحرمان مستمرة ولكن بمرونة وبتقدير لكبار السن.
 

وحول مؤلفات الاب متى المسكين قال البابا تواضروس أنه لا توجد اى قيود على بيع كتب الاب متى المسكين والامور استقرت فى دير ابومقار بعد اختيار رئيس له وهو من الاديرة الهامة التى اخرجت أكثر عدد من البطاركة وله تراث غنى وانضم الى منظومة الاديرة القبطية .

وحول مشكلتى ابراشيتى الاقصر والمحلة قال قداسة البابا انه شكل لجنة لدراسة الوضع فى الابراشيتين كما استطلع الكثير من أراء الكهنة وهناك شعور بأن الامور ستبقى على ما هو عليه .