حنا حنا المحامى
تبين لنا أن الساده المؤمنين أولياء الامور جميعهم بلا استثناء ينتمون إلى الاسلام المتطرف. على العين والراس. فقط هناك حدود دنيا للمفاهيم الدينيه والعقائد
المختلفه. منها الصدق والسعى إلى السلام, والدفاع وليس العدوان, وحسن الجوار, والاخلاق الحميده بوجه عام.
اإن ناظر المدرسه التى اتهمت فيها المدرسه دميانه بأنها سبت الرسول وأساءت إلى الدين الاسلامى قصه تثبت أن الدين فى مصر ليس غايه بل هو وسيله ولكن للاسف الشديد والشديد جدا ليس وسيله للخير والسعى إلى السلام والوئام.بل هو وسيله لابداء روح التعصب مع ما يتبع ذلك من إبراز كل انواع الشرور منها الكذب وإلقاء التهم بالاباطل وتفصيلها بل اختراع أحطر الاساليب التى لا تبتعد فقط عن الدين بل يلفظها أى دين وأى قيم إنسانيه.
إن الساده المشرفين على المدرسه من الواضح أنهم "الشر بره وبعيد" ممن يلقبون أنفسهم بالسلفيين. وهم –ولا فخر- يتمثلون بالسلفيين بالمظهر وليس بالجوهر. فلا يمكن أن نتصور أن إنسانا ينسب لنفسه أى دين من الاديان ويكون على هذا القدر المنحدر من الاخلاق. مدرسه مسيحيه "لامؤاخذه" تدرس طلبه فى سن يتراوح بين التاسعه والعاشره على سبيل الانتداب. فمن الاخلاق السلفيه أنه لا يجوز أن تكون هناك مدرسه كافره "أى مسيحيه" تدرس الطلبه المتدينين الذين ينتسبون لدين الحق.
على ذلك لا بد من ترتيب تهمه لهذه المدرسه حتى تترك المدرسه لتكون المدرسه قاصره على المسلمين أصحاب دين الحق ولا يطأ المدرسه كافر أيا كانت وظيفته. حسنا .... إننا لم نعد نستبعد أى شئ فى عهد وزاره كل همها ورسالتها أنها تناصب العداء للشعب المصرى ويؤكد أنها ستظل جاثمه على أنفاسه.
من هنا يتعين على المتطرفين أن يستأسدوا على المدرسه التى لم يكن لها ناقه أو جمل فى أن تدرس بصفه مؤقته أى تنتدب للتدريس فى المدرسه. على ذلك يتعين أن تلفق لها تهمه. وهذه التهمه تلفق بوسيله لا يقرها أى دين من الاديان أو أى خلق من الاخلاق أو أى عرف من الاعراف بل لا يقرها أى حثاله من الحثالات.
الوسيله إذن هى تلفيق إتهام لتلك المدرسه. ولا يكفى الاتهام بل يتعين أن يزج بها فى السجن لانها تجرأت وقامت بتدريس مجموعه من أبناء المؤمنين الذين يرتدوا الجلباب ليدخلوا الجنه. إنه محراب خاص, محراب الجهل والتعصب والتدين بمفهومهم الخاص وليس بالمفهوم الحقيقى طبعا.. فالتدين فى عرفهم هو الكراهيه, هو البغضاء, هو الكذب, هو تلفيق الاتهامات للابرياء, هو الشهاده الزور وما إلى ذلك من الرذائل التى لا يتقنها إلا أمثال أبو جلابيه.
إسمع يا أبو جلابيه, إنك تهدد بقتل ألف شخص إذا لم تذهب هذه البريئه إلى غياهب السجون حتى ترتاح نفسيتك المريضه وترضى خلقك الغير قويم. وإنى فى المقابل أقول إذا أصاب القاضى هذه الفتاه البريئه بأى سوء سوف نرفع الامر ألى أعلى الجهات الدوليه لنكشف عوار هذا النظام أمام العالم كله.
لا تنسى يا حضره السلفى غير الموقر أنك تطالب بحبس بريئه لانك تدعى أنك تحب النبى محمد. وثق أن النبى لو كان فى أيامنا هذه للفظك لفظ النواه. من له ذره من الدين أو التدين يرضى على بريئه بأى عقوبه أيا كانت؟ إلا إذا كان بلا ضمير وبلا أخلاق وبلا دين مثل سيادتك.
لقد كشفت هذه القضيه عن حقائق مؤلمه للغايه. مدرسه بأكملها بمدرسيها وطلابها يذهبون إلى المدرسه بجلابيه. يادى الخيبه. هذا هو الرداء الذى ستذهب به إلى الجنه؟ لعلمك الجنه لا تقبل المتخلفين الذين يهدمون فى الدوله التى ربتهم وآوتهم وجعلت منهم بنى آدمين. إنك أيها السلفى الغير موقر تهدد بقتل ألف شخص إن لم تلقى البريئه فى غياهب السجون. ومن الغريب أن وكيل النيابه –ولعله سلفى أيضا- قد أفرج عنها بكفاله عشرين ألف جنيه. ياسلام؟ ما هذا الهراء؟ لعل وكيل النيابه المذكور هو أحد دلاديل السلفيين وإن كنت أشك جدا أنه يرتدى جلابيه مثل المؤمنين أمثالك. إن بعض المتهمين فى تهم خطيره أفرج عنهم بكفاله قدرها ألفى جنيه. ما هذا الهراء؟ هل يكال فى مجال العداله بكيلبين؟ أين مصر المثاليه؟ أين أم العداله والمساواه؟
لقد بلغ السيل الزبى أيها السلفى القاتل. حتى تعرف حق قدرك اسألك سوال بسيط: هل تتجرأ أن تتفوه بمثل هذا التهديد فى أى دوله أجنبيه؟ إذا حدث –وهذا فرض جدلى بحت- سوف تلقى فى غياهب السجون بجلابيتك يا حضرة السلفى الموقر. ذلك أن جلابيتك لن تنفعك ولن تشفع فيك. ذلك أن دول العالم تعنى بالاخلاق والسلام الاجتماعى قبل الزى والجلاليب. أما أنت فتسعى إلى تطبيق الباطل والظلم والضلال.
من أخطر ما حدث فى تلك الجريمه الاخلاقيه والانسانيه أنكم لقنتم ثلاثه من الطلبه الذين تتراوح أعمارهم بين تسعه وعشر سنوات أن يشهدوا شهاده باطله ويدعوا بالباطل أن المدرسه قالت ما لم تقل. ما شاء الله. إنكم تربون نشأ على الكذب والضلال وانعدام الاخلاق وهذا جميعه فى ظل ما تدعون أنه الدين والاخلاق. ما هو الدين أيها السلفى الذى يحث على الباطل والشهاده الباطله؟ وإذا لم يتحقق الهدف الخبيث الشرير سوف تقتل ألف من الابرياء طبعا. إنه أسلوب منحط من الجريمه لم تشهد البشريه مثله فى يوم من الايام.
لعلك أيها السلفى تتصور أنه بغيك وضلالك ترضى رسول الله. وهذا هو الجهل والغباء المفرط. من هو النبى أو الرسول الذى يحث أو يرضى بهذا الغى والضلال والشهاده الزور؟ إنك تترجم الدين ترجمه خاطئه ياسى فلان.
كلمه أخيره أيها السلفى الذى يبحث عن القتل والجريمه والغش والشهاده الزور, لو كان لك ذره من الضمير عليك أن تعتذر عما بدر منك ضد القانون والاخلاق والادب والسلام الاجتماعى.
أما موضوع الجلابيه فهو حلال عليك ولكن ثق أن الجلابيه لن تؤدى بك إلى الجنه ما لم تقوّم من نفسك وتعتذر عن هذا الهراء الذى بذر منك