الأقباط متحدون - سد النهضة أراء واقتراحات
أخر تحديث ٠٩:١٧ | الأحد ٢ يونيو ٢٠١٣ |   ٢٥ بشنس ١٧٢٩ ش   |   العدد ٣١٤٥ السنة الثامنة  
إغلاق تصغير

سد النهضة أراء واقتراحات

سد النهضة
سد النهضة

بقلم : لطيف شاكر

طالعتنا   الصحف والمجلات  بعناوين متعددة تعبر عن أراء الشعب المصري تجاه مشكلة سد النهضة وكان لضيوف الفضائيات اقتراحات  وحلول للسد الجاري تأسيسه علي النيل الأزرق  واستطعت من خلال القراءات والمشاهدات  أن ارصد نبض الشارع المصري وإرهاصاته  إزاء هذا السد , والانزعاج  من ندرة وشح  المياه في المستقبل  , وما يترتب عنه  التأثير علي البنية الأساسية والحياتية  للشعب المصري  والإضرار بالثروة الزراعية والحيوانية والكهربائية والصناعة والسياحة  واستخلصت من هذا الزخم   إلي الأتي 

المتشنجون : حتمية  الخيار  العسكري
الخبراء: الالتجاء للمحكمة الدولية ومجلي الامن
الرئاسة : التأثر سلبي علي  حصة مصر المائية
التيار السلفي: زرع الإرهاب وإثارة الفوضى بأثيوبيا
الحالمون :تدخل الكنيسة المصرية وقداسة البابا 
العقلاء : مائدة التفاوض والوصول إلي اقرب الحلول
 
بلا شك ان بناء سد النهضة علي النيل الأزرق الذي يغذي مصر بنسبة 85% من ايرادات المياه الكلية  وحجز المياه التي تصب إلينا وراء السد تمثل  كارثة كبري علي مصر ومستقبل قاتم للغاية علي الشعب وهذا مااستشفه سابقا  خبراء المياه في مصر وحذروا منه , لكن للأسف ان الرئيس المخلوع  حسني مبارك ووزير خارجيته ابو الغيط لم يبالوا بهذا الشأن ضمن استهانتهم لأثيوبيا والقرن الإفريقي كله  وأداروا ظهرهم للعلاقات الافريقية مكتفيين بتحسين علاقاتهم بالدول العربية والإسلامية وكانت النتيجة المشئومة فالدول العربية تطمع في مصر وتزرع الفتن والضغائن  وابتعدنا في استعلاء وتشامخ  عن  دول منبع المياه شريان الحياة ووصل إلي درجة تهديد  حكومة إثيوبيا بعدم المساس بمياه نهر النيل أو مجرد التفكير في بناء سدود علي نهر النيل وإلا العاقبة الضرب . 
كانت النتيجة الحتمية لغباء مبارك وابو الغيط واستعداءهم لبلاد الجوار وشركاء الحياة الانصراف عن مصر  وتولدت كراهية  لها ولحكومتها  وصارت  فرصة ذهبية لاسرائيل لتحل مكان مصر  ليس في اثيوبيا فحسب بل في السودان وتقسيمه الي جنوبه وشماله ومازال الحبل علي الغارب  ومستقبل الايام ينذر بالتقسيمات المتعددة  والولاء لاسرائيل التي مدتهم بالاستثمارات والمساعدات الفنية والاقتصادية والحضور القوي لدي الحكومات حتي اصبحت لها الكلمة النافذة والمخططات الفعالة في توجيه ورسم سياسة افريقيا بمساعدة امريكا والصين وروسيا وبلاد الاتحاد الاوربي الذين يطمعون في نصيب وافر من كحكة القارة السوداء والغنية بالموارد كافة وهي حلم المستقبل  الدولي .
واخطر ما في الموضوع اشتراك  12 دولة اكثرهم دول كبيرة لها وزنها الدولي الثقيل في المساهمة الجدية في  بناء السدود والاستثمارات  المستقبلية وبالتالي  لايمكن ان نعاديهم او مجرد الاقتراب من هذا الشأن المحفوف بالمخاطر العالمية . ومع هذا لاتوجد مشكلة بلا حل وكما يقول المثل اخذ الحق حرفة ومن لايدرك جله لايترك كله  ويجب ان نأخذ في اعتبارنا الاتي
ان سد النهضة  موضوع اصبح في حكم المنتهي و لاتراجع عنه
ان اثيوبيا في حاجة ماسة الي مياه النيل لاستزراع اراضيها  وتاسيس صناعات  متعددة في امس الحاجة اليها  باستخدام المياه و الطاقة الكهرومائية ولا اظن ان احدا يتصدي لهذا .
ان  المؤسسين للسد وماوراءه من صناعات واستثمارات وعوائد ضخمة بلاد كبيرة الشأن وستحمي مصالحها 
اذا يجب ان  نضع نصب اعيننا هذه الاعتبارات ثم ناتي الي نبض الشارع ماذا يقول  للخروج من هذا المأزق حسب رؤيتهم وفكرهم واسلوبهم  وحاولت الاجتهاد في تقنين  ........
المتشنجون الذين مازالوا يحلمون ان القوة العسكرية المصرية تستطيع ردع اثيوبيا 
اظن ان هذا الكلام  درب من الجنون والخبل للاسباب التالية
الجبهة الداخلية مفككة فكيف نحارب وظهر الجيش في حالة اضطراب 
توجد جيوب ارهابية وفصائل جهادية لاتريد الا خراب مصر 
ان  ضرب سد النهضة سيقابله حتما ضرب السد العالي وغرق مصر 
إننا يجب أن نحسب حساب التكلفة جيدا خاصة انه لم يعد الطرف الأخر وحيدا  لتهديده والنيل منه بل يستقوي بترسانة إسرائيلية وقوة صينية باطشة مهيبة  ناهيك عن باقي الدول المشتركة  الاخري  ولن تحل المشكلة بل ستعقدها ونحن الخاسرون 
أما الخبراء  كان رأيهم الدفع بهذا الموضوع الي  محكمة العدل الدولية ومجلس الأمن  والأمم المتحدة وهذا الأمر قد لايكون في صالحنا و يستغرق وقتا طويلا يكون السد تم  الانتهاء من بناءه او قرب كما ان البلاد المشتركة في بناء السد لها دور مع هذه الجهات القانونية ولدي أثيوبيا حجتها فالسد هو الوسيلة  الوحيدة للخروج من مأزق الفقر المدقع كما إنها لاتستفيد من مياه النهر الا بنسبة ضئيلة رغم انها دولة المنبع وان المعاهدات السابقة كانت بقوة وضمان المحتل البريطاني  ناهيك ان الحكومة  قد ترفض هذا الحل علي ضوء التصاريح التي أعلنت .
وبالنسبة للمؤسسة الرئاسية لاتعبأ بهذا الموضوع ولا تكترث به ولايبالوا الا بالكرسي دون الشعب ومن مصلحتهم أن يلهوا الشعب في هذا الموضوع حثي يتم تنفيذ مشروعات محور القناة ويشغلوا الشعب عن  محاولة سحب الشرعية من النظام  .
اما تيار الخراب السلفي فتهديداتهم بدفع الجيوب  الارهابية والعصابات التكفيرية  ودعم الجماعات الانفصالية  في اثيوبيا وتخومها مما يسبب القلاقل سيكون له تاثرا مضادا ويكون طامة كبري  علي مجريات الأمور مما يؤدي إلي تفاقم الخلاف وسد طاقة الامل نحو التوصل الي حلول    وهذه عادتهم التدمير والخراب  في أي مكان يذهبون اليه 
اما الحالمون بالتوصل الي حل المشكلة عن طريق الكنيسة  فهذا هو  المستحيل بعينه فلم تعد الكنيسة الأثيوبية ابنة للكنيسة القبطية فبعد رسامة بطريرك لهم أصبحت الكنيسة الأثيوبية اختا شقيقة للكنيسة المصرية يتبادلون الاحترام والود والعلاقة الروحية  وليست الطاعة  لان اذعانهم لسياسة الحكومة والشعب الإثيوبي  وليس للبابا  ولم يعد  رئيس  أثيوبيا في تدين الأباطرة السابقين  فالرهان علي الكنيسة غير مجدي  بالتاكيد
وهنا اشير علي قداسة البابا عدم الدخول في هذا الطريق الشائك والخاسر  إلا في حدود النصح والإرشاد لجاثليق أثيوبيا وتبصيره بعواقب الأمور لعله يستطيع أن يشير علي الحكومة او رأس الدولة  بالنظر بعين العقل إلي النتائج الوخيمة لنقص المياه علي شعب مصر, وما يترتب عنه من عواقب مريرة  وهو مجرد رأي فقط , وليس إلزام خاصة وان الكنيسة الأثيوبية باتت كأحدي مؤسسات الدولة وليست شريكة روحية في إدارة البلاد
وقبل ان انهي المقال  قرأت علي هامش موضوع السد اقتراح يدعو للضحك واخر يدعو للسخرية فالأول من عضو لجنة الإنقاذ يطالب الحكومة بعدم السماح للدول المشاركة في بناء السد من استخدام قناة السويس ويشبهني بالمثل القائل زوج اراد ان يغيظ زوجته فخصي نفسه كما ان  مصر لاتملك هذا القرار   , وهذا يدل علي ضألة معلومات عضو جبهة تحتاج إلي إنقاذ.
 اما الاقتراح الثاني طلب إحالة الموضوع إلي الجامعة العربية التي لاتملك أمر نفسها ولا تعرف دورها ولا حول ولاقوه لها  إنها اقتراحات جاهلة ومضيعة للوقت والجهد .
ويبقي دور العقلاء ومائدة التفاوض والحلول الدبلوماسية ولنا عودة مع العقل والحكمة لان العقل زينة للعقلاء وبالحكمة يبني البيت .

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع