السبت ١ يونيو ٢٠١٣ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
بقلم: ماجد سمير
أشعر أن هناك خلافا شخصيا بين الرئيس مرسي وحكومة الإخوان المسلمين ومكتب ارشاده من جهة والرئيس الراحل جمال عبد الناصر من جهة أخرى ، حكامنا الجدد تقريبا اختزلوا عبقرية مشروع النهضة - الذي أصاب ملايين المصريين بالصداع والدوار والقيىء وخلافه - في تشييد وافتتاح المصنع الزراعي الصناعي التاريخي لإنتاح "الأستيكة" (ممحاه)، يخصص انتاجه بشكل دائم وحصري لمحو ومسح كل ما أنجزوه ناصر من الوجود، رغم أنه على حد معلوماتي أن عائلة الرئيس مثل عدد كبير من عائلات مصر حققت استفادة كبيرة من فترة حكم عبد الناصر ومن الفكر الناصري على الأقل من قرار الإصلاح الزراعي الذي اتخذه الزعيم الراحل وغنت له البلد وقتها "فدادين خمسة ...خمس فدادين" .
وميزة " استيكة الإخوان" أنها عابرة للزمن تستطيع بمنتهى السهولة الهجرة للتاريخ، فالبداية كانت واضحة ولن ننسي "الستينات وما ادراك ما الستينات" الجملة التي قالها الرئيس في أحد خطابات الأولى مستخدما كل "الأوبشن" الخاص بأستيكة التاريخ "تمسح وتتوغل وتتسرب وتبيد" وهاجت الدنيا ضد "ناصر" وانطلقت بعدها أعمال اللجان الأليكترونية للجماعة في مهاجمة عبد الناصر ومعتقلاته ونكسة 1967 بشكل ليس لافت للنظر فقط بل مثير للضحك، لأن الجماعة نست وسط الزحام تدريب لجناها الأليكترونية على تنويع تعليقاتهم بدلا من تركرارها بنفس النص والكلام مع كل الأشخاص كانهم قطيع يردد المطلوب منه دون تفكير، والأعجب تخليهم أن الشعب يصدقهم أو عدم ملاحظة أخطائهم الساذجة.
ولأن استيكة الإخوان فاشلة لم تنجح في تشويه صورة الزعيم ولم تؤثر في تفكير الشعب يدا الشعب في تذكر المصريين المستفدين من الفدانين الخمس وطالبوا من كل من أنكر جميلها، بردها والتنازل على كل ماحققه من وراءها، تراجع الرئيس مرسي عن حديث الستينات وما أدراك ما الستينات وقال في عيد العمال الأخير أنه يمشي على خطى عبد الناصر ...هنا أصاب الأستيكة دوار شديد وذهول ووتقف مكن المصنع عن العمل، وسيباع خردة في وكالة البلح أو سيتم تكليف حكومة هشام قنديل الجلوس بفرشة تضم مكن المصنع ومنتجاته في الأسواق الشعبية المختلفة مثل سوق الثلاثاء بالمنيب والخميس بالمطرية والجمعة في منطقة السيدة عائشة، حماية للمال العام.
ولأن حكامنا الجدد وجماعتهم سواء كان بأستيكة أو بدون لاعلاقة بالوطن لأن حلمهم دولة خلافة عظمى تحكم العالم ولنا في "طظ في مصر وأبو مصر " أسوة غير حسنة بالمرة بدأو حرب جديدة على وزارة الثقافة لمحو الهوية المصرية تماما، فعادت الأستيكة للظهور مرة أخرى، ويوم قيام أثيوبيا بالإحتفال بتحول مجرى النيل الأزرق وكل مصر لا تتحدث إلا عن خطر العطش القريب منا بشكل كبير، خرج أحد أعضاء في مجلس الشورى مطاليا بالغاء فن البالية لانه – حسب وجهة نظره فن العراة و...و....، كأنهم وصلوا لمراكزهم الرفيعة فقط من أجل حل مشاكل النصف الأسفل من جسم الإنسان.
الأستيكة الإخوانية تهدد الثقافة وبدأت بالفعل حريها على وزارة الثقافة منذ تعيين الوزير الجديد ونقلوا نشاطهم "مسهحم" للهوية الثقافية المصرية إلى دار الأوبرا ومركز الإبداع ونحن في انتظار مسح مصر كلها بالأستيكة.