لطيف شاكر
من الدروس المستفادة من اظهار حركة الجماعة الاسلامية علي حقيقتها في ضوء ارتباطها الوثيق بالايدلوجية النازية التي رأت فيها صورتها الحقيقية فاخذت من النازية المثل والقدوة لتطبيق منهجها والسير في خطاها ,حتي اذا تحقق لها النجاح وقفزت علي كرسي مصر, امكن لها ان تفشي سمومها في الشعب المصري وجيرانها العرب تثير النعرات الدينية والافكار الوهابية لتنشر خطورتها الي كل بلاد العالم ممتطية موجة التدين الظاهري وملتحفة بالغطاءالشرعي لدغدغة مشاعر البسطاء وعامة الشعوب الذي انطلي عليهم الاعيبهم ..
وفي هذا المقال نتناول القواسم والأسس المشتركة بين النازية الألمانية وايدلوجية حركة الاسلام السياسي حاصة وانهم يظهرون للناس بغير حقيقتهم فالمظهر ديني والمخبر دنيوي الصورة عبادة الله والاصل تقديس الذات والفرد الشكل اسلام حنيف والحقيقة سياسة والقفز الي الحكم , وهذا شأن النازية التي سعت عن طريق سلام الديمقراطية الي عنف الديكتاتورية .
ويمكن توضيح هذه القواسم في النقاط التالية حتي تتضح الرؤية وتصحح المفاهيم :
1 يشغل فكرة القائد،الزعيم، الخليفة،أمير المؤمنين و المرشد .. وإلخ في النظريتين مركز الصدارة وهو يجسد في شخصه السلطتين التشريعية والتنفيذية ويضاف في حركة الجماعة السلطة الروحية أيضا
2- النازية كانت ديانة سياسية،بينما النازية العربية مزجت الجانبين السياسي والروحي لتبرير سيطرتها وتحكمها،فالدين عامل مساعد وفعال في تطويع الجماهير وارضاخه
3-معاداتهم لليهود بشكل مفرط جدا لدرجة الابادة العرقية ولكن مايميز النازية العربية هو إلى جانب معاداتهم فهم يتهمونهم بانهم قردة وخنازير وكفار ويحل دمهم .
4- الأسلاميون يستخدمون الدين ببراعة كأداة للسيطرة الاستعمارية وممارسة سياسية النازية من خلال الهيمنة والسيطرة (يقول حسن البنا : اننا نحن الاخوان نعتبر حدود الوطنية بالعقيدة وهم يعتبرونها بالتخوم الارضية والحدود الجغرافية فكل بقعة فيها مسلم وطن عندنا له حرمته والجهاد في سبيله, وكل المسلمين في كل اقطار الارض هم اخوة لنا وهم اهلنا... ..ورفع علم الاسلام خفاقا في كل ربوع الارض)
- يقول علي الدالي :كانت دعوة حسن البنا نبذ فكرة الوطنية المصرية الضيقة (في نظره) واعتناق مبدأ الاستيلاء علي العالم واخضاعه لراية الاسلام نفس فكرة هتلر والنازية الاستيلاء علي العال
5- العسكريتاريا او الميليشياتية - إقامة ميليشيات مسلحة ومدرية لابادة الشعوب المعارضة لانظمتهم داخل الدول العربية والإسلامية
6- عند استيلاء النازيين على السلطة في عام 1933 أنشأ هتلر وزارة الرايخ العام للتنوير والدعاية التي ترأسها جوزيف غوبلز. هدف الوزارة هو ضمان نشر الرسالة النازية بنجاح عن طريق الاكاذيب واتبعت النازية الاخوانية هذا الاسلوب بفجور منقطع النظير فاكاذيبهم ملأت كل مصر وازكمت الانوف واشمئزت لها النفوس .
7-حظر كافة مظاهر الديمقراطية والتعددية وإنتقال السلطة بالوسائل السلمية.يتميز النازيون العرب عن النازية الألمانية بخاصية أخرى سيئة جدا ألا وهي:وصلت النازية في ألمانيا إلى سدة الحكم بواسطة انتخابات ديمقراطية في العام 1933،بينما معظم النازيات العربية اغتصبت السلطة بواسطة انقلابات دموية أو انتخابات صورية
8- العنصرية ونظرية الأسياد والعبيد. وهي أيضا لها خلفية دينية:" وكنتم خير أمة أخرجت للناس، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر" وعلى الرغم من أن العرب تصرفوا عمليا عكس تلك الأية تماما،
9-القداسة أو التفويض الإلهي:عندما كان هتلر يبيد مجموعات كاملة من الشعوب الأخرى ولاسيما اليهود كان على قناعة راسخة انه يتصرف وفق تفويض إلهي،فهوقال: "إنني أرى في محاربة اليهود فضيلة وعملا إلهيا" وعندما غزا العرب أوطاننا برروا ذلك تحت شعار: الجهاد في سبيل الله. "
10-سلطة الإستخبارات ونشر الرعب والخوف،وهذا النموذج النازي قائم في كافة الدول العربية والإسلامية في الشرقين الأوسط والأدنى إلى يومنا هذا
11-الحروب العدوانية في الخارج تؤدي إلى نشر الخوف والرعب في الداخل.أتقنت النازية الألمانية هذا الأسلوب ببراعة فائقة واقتفت النازية الاسلامية آثارها بإخلاص منقطع النظير.
12- توزيع وظائف الدولة وكل المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية والعسكرية حتي الثقافية علي اعضاء الجماعة الاسلامية اسوة بالحركة النازية حيث تم احتلال جميع مراكز الدولة من اعضاء الحزب النازي ليتحكموا في مصائر الاوطان (احمد عبد المعطي حجازي في تقديم استقالته «إنها خطة مرسومة مدبرة، للانفراد بالسلطة وتزوير التاريخ، وإسقاط الدولة وتدمير مؤسساتها وانتهاك الحقوق، والعدوان على الحريات، والتنكيل بالمعارضين"».
,ولكل شئ نهاية:
انتهى المطاف لقادة الحزب النازي إلى الانتحار مثل رئيسهم ادولف هتلر وتم تاسيس محكمة في مدينة نورمبرغ في جنوب وسط ألمانيا عرفت بمحكمة نورمبرغ واستمرت لمدة سنوات لمحاكمة قياداة النازية المتورطون بجرائم ضد الانسانية ونفذ حكم الاعدام شنقا بحق عدد كبير وتم تصوير جثثهم بعد عملية الاعدام وهم عراة من غير ملابس ولا ينسى التاريخ صورة النازي وليم فرانك وهو عاري الجسد والدم يتساقط من راسه بعد عملية الاعدام وكانت عملية الاعدام بالشنق بحق القادة النازيين صباح 21_ديسمبر _1946] حيث اعدم في هذا الصباح أكثر من 85 قياديا نازيا
وماذا عن النازيين الجدد ..الله اعلم