د. رأفت فهيم جندي

لو كان فرعون مصر حيا ولم يغرق في البحر الأحمر بعد خروج الشعب العبرانى من قبضته، لأبتسم أكثر من ابتسامة مبارك بل وقهقه وهو يسمع عن جوع وعطش ومعاناة الشعب العبرانى الهارب من قبضته في البرية فى طريقه لأرض الميعاد.

فعندما خرج الشعب العبراني من أسر الفرعون لم تكن معيشته سهلة بعدها من اكل وشرب، وأيضا قام عليه البعض ليحاربه حتى دخل ارض الميعاد، وكان بعض من الشعب يصرخ لموسى فى كل مرة يلومه قائلا "هل لانه ليس هناك قبور فى مصر أتيت بنا هنا"، وكانوا يتذكرون اكل الكرات والبصل وقدور اللحم فى ارض العبودية، وهكذا كل من يتحسر على أيام مبارك والحزن الوطنى حتى آن جماعة آسفين يا ريس جمعت أكثر من مليون اسم، فخروج مصر مثل الخروج من مصر.

طريق الحرية ليس سهلا وكثيرا ما تعرضت الأمم للنكبات بعد تقويض الطبقة الحاكمة ولقد كانت عشوائية احكام القتل بعد الثورة الفرنسية كثيرة جدا حتى صار المثل الشعبي السائد وقتها "أرسل عدوك للمقصلة قبل ان يرسلك هو اليها"

وعندما اتينا حديثا لبلاد المهجر صادفتنا صعوبات كبيرة حتى ان البعض كان يقول وقتها ليتنا ما هاجرنا، ولو ارتقى البعض منا فى منصبه سيواجه مصاعب اكثر، وربما يقول وقتها ليتنى لم ارتقى واترك منصبي القديم.

لنعتبر حكم الأخوان الأن هو معركة من معارك " شعب عماليق" أو تآمر "شعب الأموريين" أو مقاومة "الكنعانيين" او صعوبات المنصب الجديد أو متاعب الهجرة من عبودية العهد القديم ولنستمر فى جمع التوقيعات لحركة تمرد التى اود ان اطلق عليها حركة "تصحيح المسار" وليس تمرد لأن التمرد هى صفة المأسورين والسجناء والعبيد، والثورة جعلت المصرين أحرارا بالرغم من وجود مرسى على الكرسى وتآمر الأخوانيين.

وكما قال قداسة البابا شنودة الحرية الحقيقة هى حرية الفكر من الانحراف والقلب من الرذيلة، والمصريون الأن احرار سياسيا وفكريا واعلاميا بالرغم من محاولات أخوان الشياطين لحصار وتقويض الأعلام الحر، ولنتذكر أن اسقاط نظام حكم مبارك بدأ بحرية الأعلام التى اجبره عليها الأمريكان.     

وكل من ينضم لصفحة آسفين يا ريس كأنه يقول "ليتنا لم نخرج من أسر فرعون حيث الكرات والبصل وقدور اللحم"، وحتى هذه القدور لم تكن متوفرة فى العشوائيات وكانت توشك أن تنضب للآخرين بادارة جشعة لا ترى غير اموالها المكدسة ولا تعتنى سوى بنفسها.

لقد قالت النبؤات على بيت لحم لولادة السيد المسيح فيها "سيخرج منك مدبر يرعى شعبى" ولقد استعار المصريون هذا التعبير واخترعوا نبؤة تقول "وانت يا مصر لن يخرج منك مدبر يرعى شعبك" وبالطبع لا وجود لهذا فى الكتاب المقدس.

جمع التوقيعات لأسقاط مرسى ليس له الزام قانونى ولكنه سياسي وادبي وعندما يجمع ملايين الشعب على اسقاط الرئيس يجب عليه ادبيا اجراء انتخابات مبكرة ولكن كلنا نعلم ان عصابة الأخوان منعدمين الأدبيات، فلنخاطب بعدها العالم كله لكى يجبر مرسى على الأدب وايضا يمنع التزوير الذى يبرع فيه الأسلاميون، وكما عاد جنود مصر من اسر المختطفين ستعود مصر للمصريين بعد أن خطفها الأخوان لزمان قصير.