الأقباط متحدون - حديث آخر الشهر
أخر تحديث ١٩:٣١ | الخميس ٣٠ مايو ٢٠١٣ | ٢٢ بشنس ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٤٢ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

حديث آخر الشهر

بقلم: مينا ملاك عازر
رغم اعتيادنا أن نكتب مبتعدين عن السياسة في نهاية كل شهر وباحثين عن راحة البال إلا أنني لا أستطيع أن أمنع نفسي اليوم أن أجتزئ جزء ولو بسيط من مقال اليوم، وأقول فيه للرئيس مرسي" لو عايز تعرف إيه هو إحساس معارضيك بعد ما تجتمع معهم وفي الآخر تعلن قراراتك الكارثية أو تسيبهم يشرحوا لك وجهات نظرهم وتوعدهم وعود وفي الآخر تطرقع لهم أو إحساس منتخبيك بعد اكتشافهم إنك مش حاتنفذ أي وعد من وعودك لهم، باقول لك لو عايز تعرف إحساس كل دول؟ مش حاتتعب في حاجة لإنه ببساطة هو نفس حساسك أول ما أعلنت أثيوبيا عن بدء تحويل مجرى النيل كخطوة أولى في تنفيذ سد النهضة بعد ما كنت قاعد عندهم ومجتمع بيهم، وده طبعاً لو غضينا النظر عن الجلد التخين ومدى تأثير الحاجات دي فيه، لإني أعتقد إنه بيتأثر مهما كان الجلد تخين.

عزيزي القارئ، أعتذر لك كل الاعتذار لاقتطاعي هذا الجزء الثمين من المقال لهذا الأمر، لكن برضه ما يرضكشي إني أبقى متأخر عن باقي زملائي الكتاب وما أكتبشي عن  الموضوع ده لالتزامي بالابتعاد عن السياسة في لحظة جافة زي دي، وعلى العموم يعلم الله وحده إنني كتمت الكثير مما كنت أريد كتابته بسبب التزامي هذا، ومراعاة لرغبات البعض المنتظرين لنهاية كل شهر لاتخاذهم من هذا الحديث الخالي من عقد السياسة فرصة لإراحة أعصابهم.
 
على كل الأحوال، إننا كلنا نتجه نحور الراحة الأبدية بخطى ثبتة ليس لجفاف النهر مما قد يؤدي بنا إلى أن تصبح مصر أثراً بعد عين، ولا لمشروع النهضة ولا لدموية الحكام ولا لأنهم حايحطونا كلنا في السجن، ولا لأنهم حايقهرونا وهم بيوزعوا البلد أرض ومية، وبيفرطوا فيها لصحابهم وأقاربهم، لكن لإن الموت هو مصير الإنسان بعد عمر طويل سيبك من كل ده، أصله مش معقول إني أسيب السياسة وأكلمك بلغة الحانوتية، وأقلك دنيا فانية، وأكلمك على الموت لكن هانعمل إيه في الزمن إللي بيخلي الواحد بيحس إن الراحة الوحيدة من العالم والأرف إللي عايشه يبقى الموت ولأنني أرى أن الموت في هذه الحالة  نوع من أنواع الاستسلام وسيابان البلد لمن لا يستحقوها أبداً فأطالبك بكل جدية أن تقف مع نفسك وتطبطب على أقرب زجاجة مياه ساقعة وقد تكون الوحيدة- إن يبقى عندك مية ساقعة ما يعني إن عندك كهرباء- وتقول لهذه الزجاجة ما تبقيش تغيبي مش عشان الكهرباء بس ده كمان لإن المية كمان ما بقيتشي مضمونة. يللا عزيزي القارئ، أسيبك الآن أشوفك تحت نفس العامود الشهر الجاي بإذن الله.
 
المختصر المفيد الماء هو سر الوجود.
 
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter