الأقباط متحدون - ثم قررت ألا أكتب
أخر تحديث ١٨:٤٠ | الثلاثاء ٢٨ مايو ٢٠١٣ | ٢٠ بشنس ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٤٠ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

ثم قررت ألا أكتب

ثم قررت ألا أكتب
ثم قررت ألا أكتب

بقلم: أوليفر

يأخذنا التفكير إلي شتي الإتجاهات.يستغرقنا الخيال مع الحقيقة.ثم نستقر علي ما نكتب هذا ما يحدث مع كل من يكتب.هذا هو مقال اليوم.

كانت مسرحية خطف الجنود تشغلني كما شغلت كل مصري حتي تبين لنا أننا كنا نشاهد أحدي مسرحيات المسرح القومي العقيم.وقتها قررت أن أكتب لأبرهن أن خطف الجنود تمثيلية كتبها بديع في أحد أركان المقطم و أنتجها الشاطر و وزع أدوارها هنية علي البر الآخر من غزة.و بعد أن تم إغراق الصحف بالتحليلات قررت ألا أكتب عن هذه المسرحية الفاشلة لأنني لن أضيف جديداً.

ثم أخذني التفكير في الكتابة عن الشخصيات المعتدلة من المثقفين سواء كانوا سياسيون أم صحفيون أم فنانون أم شعراء أو من شخصيات عامة.و حددت أشخاصاً بالإسم و كتبت قليلاً عن كل واحد و واحدة منهم ثم وجدت أن كتابة هذا الموضوع في هذا التوقيت لن يجد له صدي و أن أنسب وقت له هو ما قبل الإنتخابات –أي إنتخابات- لذا قررت ألا أكتب عن هذا الأمر.

ثم حدثت مناوشات بين بعض النشطاء كادت تعكر صفو الروح الجديدة التي ننشدها قبل مؤتمر الأقباط المزمع عقده.فقلت أن أكتب مناشداً من يقوم بتعكير الصفو أن يهدأ قليلاً ريثما نتنسم روح العمل الجماعي.ثم وجدت الأمر يخفت بمرور الوقت فقررت ألا أكتب عن هذا الأمر.

ثم جائني تصور أن أكتب عن سوريا و جرائم الإخوان في سوريا و ماذا سيكون مصير المسيحيون في سوريا بعد المذابح التي يفتخر الإسلاميون هناك بإرتكابها و يمثلون بجثث ضحاياهم بل و يأكلون أكبادها كالضباع المفترسة ثم وجدتني سأحتاج إلي تفاصيل لو سردتها لن يرتاح القارئ الذي يفضل النبذات المختصرة فقررت ألا أكتب عن هذا أيضاً.

ثم قلت لماذا لا أعرض تجربة جنوب السودان و هل تحققت رغبتها في الإستقلال و ما هي توجهات الدولة المسيحية في جنوب السودان و ما هي فرص التلاقي بيننا كأقباط و بين جنوب السودان .الحقيقة كان موضوعاً شائكاً أكثر من كل ما سبق لذلك قلت ليس هذا وقته فالناس تنقطع عنها الكهرباء كل ساعة و تحتاج إلي مقال سريع يستكملونه قبل أن تنقطع الكهرباء عنهم مرة أخري  فقررت ألا أكتب في هذا الأمر.

ثم تفاجئت كما تفاجئ الشعب المصري كله بموافقة مرسي علي مشروع سد النهضة و سألت نفسي هل يملك الرئيس أن يمنح موافقة مصر من نفسه؟ و ماذا بعد أن زاد عدد السدود التي ستبنيها أثيوبيا إلي أربعة ؟ ثم ماذا لو بموافقة مفاجئة شبيهة من مرسي باع سيناء ثم باع قناة السويس ؟ من ينقذنا من مرسي؟

ووجدت أن الناقمين علي خيانة هذا النظام لمصر و المصريين لديهم فصاحة أكثر مني للتعبير عن رفضهم و أن حركة تمرد سوف يكون لها ثمر يوم 30 يونيو فقلت أن أنتظر و أدعو الجميع إلي التمرد أفضل من ان أكتب عن خيانة الإخوان لمصر فهي واضحة للجميع و لا تحتاج إلي مزيد من المقالات لذا قررت ألا أكتب في هذا الأمر.

ثم كانت زيارة قداسة البابا تاوضروس للنمسا فقلت أن أكتب عن تصور جديد للخدمة في المهجر و نظام أكثر عدالة في العلاقة بين الشعب و بين القيادات الدينية ثم قلت في نفسي أن أنتظر قليلاً لعل البابا يلمس هذا الوتر دون ضجيج فإذا لم نقرأ عن ذلك فلنكتب عنه فيما بعد لذا قررت ألا أكتب عن هذا الأمر أيضاً.

و بعد ذلك سألت نفسي عن ماذا أكتب .هل أكتب موضوعاً سياسياً ؟ و تفكرت فوجدت أن مخابرات الدول المختلفة علي أرض مصر (الأمريكية و الموساد و الإيرانية و مخابرات فرنسا و إنجلترا و ألمانيا و حماس و حزب الله و قطر ) كلها تعمل بكل حرية علي أرض مصر أكثر حرية مما تعمل علي أراضي دولهم الخاصة.

هذه القوي هي التي تدير سياسة مصر و أن السياسة الآن ليست علي المكشوف بل هي تدار  في الظلام.و أن أي تحليل سياسي يجب أن يصدر بعد إستقراء معلومات إستخبارية أو بعد جولة مع خفافيش الظلام السياسية مثل الإخوان و إلا فهو تحليل سطحي لا يضيف شيئاً .و حيث أن مصر صارت مرتعاً للمخابرات من كل الدول فقلت لنفسي لا تتكلم عن السياسة .لذا قررت أن لا أكتب و ها أنا لم أكتب......
إليك
إليك يأتي كل عطشان و كل جائع إلي البر.لكي يأخذ منك فيشبهك.يرتدي محبتك فيصير صورتك.يكون فيك و يكون منك.

إليك يأتي الراغبين في عشرتك الأبدية.ليس فقط يزهدون الدنيا بل ينسونها حتي كأنها كانت ظلاً أو سحابة عابرة أو يخاراً قد إضمحل.

إليك يأتي المشتاقون .أنت تشبعهم بملئك.تسقط عنهم أتعاب الجسد.أوجاع النفس.معاناة الروح.فيعيشون ما أنت فيه من قيامة و مجد.و لا يصبح الموت حتي ذكري لأنه لا يوجد فيما بعد و لو كذكري.

إليك يأتي الساقط و الضعيف و المهمل و المجهول فيجد فيك كل الكيان و الوجود و النعمة.فيهتف لك.بطل أنت يا ربي يسوع.أنت منتصر علي ضعفي و سقوطي و عدمي.ما أجمل أن تكون أنت يا سيدي هو أصل وجودي و سر قوتي و محركي إلي الأبدية.

إليك يأتي من ذاق محبتك.يريد أن يخرج من نفسه.يتحرر من كل حجابات الجسد و المادة.لكي ينطلق و يبشر بعظمة حنانك.من ذاق محبتك لا يكف عن طلب المزيد.أنت الخمر الطيب الذي لعرس السماء .من يذوقك يجد أن كل ما عداك هو خمر ردئ.من تذوقك لا يكف عن الإفتخار بك في كل محفل.

إليك يأتي الإنسان و إليك تأتي الشعوب.أنت تهدي الخروف الضال و تهدي الأمم أيضاً إلي الحق.أسألك يا سيدي متي يكون إحتفالنا جماعياً.شعوب أرضنا لها زمن لم تفرح بك.أنت الآن مرغوباً فيك عما قبل.شعوباً كثيرة تحققت من مرارة الحرمان منك فهل ترضي أن تعلن لها ذاتك.

إليك تأتي  أرواح المظلومين و صلوات المقهورين و إحيتاجات المحرومين .إليك تأتي أحاسيس الخائفين و لوعة الأمهات علي بناتهن.إليك ترتفع أدخنة الكنائس المحترقة و القلوب المحترقة معها.

كل الخليقة تئن إليك فأنت راحة الجميع يا ربنا يسوع المسيح 
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع