انطلق موسم الامتحانات لطلاب الجامعات المصرية، منهم طلاب تغيّبوا عن أدائه، بينما ظلّت أسماؤهم مُقيّدة بكشوف الممتحنين في انتظار حضورهم ولكن دون جدوى؛ حيث أجبرهم الموت على الغياب، وسط خطأ غير مقصود من شؤون الطلاب بوفاتهم، من بين هؤلاء الطالب "محمد حسين قرني"، أو "محمد كريستي"، شهيد أحداث الاتحادية.
داخل مدرج "أ"، حيث قاعة امتحان الفرقة الرابعة لطلاب كلية التجارة بجامعة القاهرة، يتوافد الطلاب لأداء امتحان أول مادة لهم، ينادي المراقب على الأسماء للتأكد من تواجدهم فيرد كل منهم معلنًا حضوره، لكنه يقف عند نداء اسم "محمد حسين قرني" فلا يسمع إلا صمتًا، ونظرات زملائه تتفاوت ما بين الدهشة والحزن، ليجيب أحدهم "الله يرحمه يا دكتور".
"صورة كبيرة تحمل وجهه مبتسمًا وهو يرتدي جلبابًا بيضاء وطاقية.. قلم.. وبعض الأوراق"، أدوات وضعها فريق "فرسان تجارة" في نفس المكان الذي أدى فيه امتحان التيرم الأول، رافضين أن يظل مقعده شاغرًا طوال فترة الامتحانات، وسط تعنت من أمن الكلية والمطالبة بالحصول على إذن من العميد للسماح لهم بذلك، بحسب قول "أحمد أهلي" عضو الفريق.
اللافتة الإنسانية التي أقدم عليها طلاب "فرسان تجارة" لتخليد ذكرى "كريستي" خلال الامتحانات لن تكون الأخيرة، فيقول أهلي، "عندما اتصلت بوالد الشهيد كريستي لأتأكد إن كان سحب أوراقه من الكلية أم لا، وجدته لم يسحبها، فأحضرنا صورته لوضعها على مقعده، ونجهز حاليًا لوضع بانر كبير يحمل صور الشهداء من طلاب كلية التجارة ووضعه على مجمع القاعات، ويحمل جملة (في عز الامتحانات مش ناسيين اللي مات)".