بقلم : نبيل المقدس
!! صُدمتْ ... تفاجأتْ ... إندهشتْ ... حِزنتْ ... كدتُ أفقدُ عقلي , عندما أخبرني بعض من الشابات والشباب الموكلين لهم بتجميع توقيعات الخاصة باستمارات التمرد ,أن الكثيرين من أقباط مصر سيدات ورجال وشباب يرفضون التوقيع عليها . تذكرت فورا المراحل السابقة للإنتخابات بجميع مراحلها و أنواعها , حيث إتضح ان مابين 30 إلي 40 % مسيحي مصر هم الذين ذهبوا إلي لجان الإنتخابات , وكانت نتائجها وعواقبها سيئة علي مصر وعلي الأقباط بالذات .. . وها الآن نكرر ما حصل من قبل ... وكأننا لا نحاول أن نستفيد من أخطائنا الماضية .
علينا أن لا نخبيء ما في قلوبنا ونعلنها صراحة " بأننا لا نقبل الحكم الحالي ليس عيبا في شخصيات الرئاسة , فهم أيضا إخوتنا , لكننا نرفض مبدأ أن يحكمنا حاكم له خلفية اسلامية" .. فقد رفضنا من قبل ان تقوم أحزاب علي خلفيات دينية .. وإعتمدنا علي عهود المجلس العسكري السابق لكنه نقض عهده , فكان علينا أن نتقدم و نزاحم الآخرين في جميع مراحل الإنتخابات السابقة .. نحن لا نريد ان نكرر ما سبق ونرجع نندم , ونتوجه بالبكاء والصويت إلي المؤسسات الدينية صارخين .. " إلحقونـــا " .. مارينا إتخطفت ... كنيسة اتحرقت .. إلحقفوا الهجوم علي المواطنين الأقباط في إحدي القري بالصعيد ... يا حكومة أوقفي هذه المعركة بين المسلمين والمسيحيين من اجل تنصير او اسلمة فتاة .... إلخ !!
ما يؤسفني أننا كأقباط ما زلنا نسير في ظل إخوتنا المسلمين المعتدلين .. ونعتمد عليهم كلية .. نحن نريد أن ننتقل من مرحلة الإعتماد عليهم إلي مرحلة المشاركة الفعالة معهم .. يقول مَنْ يدعون أنفسهم بالمفكري أو بالحكماء الأقباط أو العارفين ببواطن أمورنا ( ملحوظة : ما زلت لا أعرف حتي الآن ما هي الجهة التي أعطتهم هذا اللقب ) أن تعداد الأقباط يصل إلي ما يقرب من 15 إلي 20 مليون , وتخرج علينا مجموعات أخري أكثر نشاطا وفكر وذكاء مؤكدة أنها تملك المستندات الصحيحة والقوية أن تعداد الأقباط وصل إلي 25 % . وبغض النظر عن هذه الأرقام التي تصدر بدون دراسة علمية منظمة سأعتبر أن تعداد اقباط مصر هو الرقم 15 مليون نسمة ... وهذا يعني أن هناك علي الأكثر 6 مليون استمارة تمرد كان يمكن تجميعها بعد اسبوع واحد من اول يوم الإعلان عنها .
سألت الشباب عن أسباب تمنع هؤلاء الأقباط من التوقيع ... وعملنا حصر وتلخيص لها .. فخرجنا بنتائج عجيبة .. البعض نظر إلي هذه المسألة من الناحية الروحية .. مصرحا أن الله لم يترك أبنائه فهو يعمل ونحن ننتظر وعدهُ .. "آمين" ... وآخرون صرحوا بأن الله موجود .. "آمين" .. وآخرون إتخذوا المثل القديم الذي يقول " رُد الباب .. والباقي اتركه للكلاب " فهو مثل لا يحق كأقباط أن نتمثل به .. فقد اكتشفت أن بعض الناس مسلمين وأقباط متخذين هذا المثال عنوانا لهم في حياتهم العملية .. حيث يقولون "حاول ان لا تسجل إسمك في سجلات الحكومة" فلا تفتح علي نفسك المتاعب والمشاكل .. فهناك الكثير من المحلات تعمل ليل نهار بدون بطاقات ضريبية او سجلات صناعية او تجارية أو أصحاب عمارات بدون ترخيص بناء قانوني . فقد توهم هؤلاء الأفراد أن إظهار اسمه ورقمه القومي سوف تفتح عليه كوي الغضب من الحكومة في حالة لو إستطاعت ونجحت في أن تُبطل هذا التمرد عنوة وتبقي الإستمارات في حوزة كإحراز لكي ينتقموا من كل مَنْ وقع عليها ... ويا ويل مَنْ كان يحيا حياته العملية بطريقة خاطئة وغير شرعية .
لم أسمع ... لم أري ... لم أتشرف ... لم اشعر ... بأي وجود حقيقي للهيئات التي تدعي لنفسها هيئات قبطية ... أين هذه الجمعية القبطية التي يرأسها (الدكتور دوس) كما يعتبر نفسه مناضل ومكافح ورائد الثورة , مع مؤيديه الـ 25 فرد الذين هم أعضاء الجمعية . أين جمعية اقباط بلا حدود ؟؟ اين حركة ماسبيرو التي وضعنا كل آمالنا فيها بأنها سوف تكون لسان حال الأقباط . ؟؟ !! وأخيــــــــــرا أين ما يقال عنها مجموعة "الإخوان المسيحيين" والتي ضمت حوالي 40000 عضو في غصون شهرين من وقت إعلانها طبقا لتصريحاتهم الوهمية .
أوجه حديثي إلي اخي وصديقي اللدود الدكتور "ميشيل فهمي" صاحب فكرة الإخوان المسلمين وأنا عالم تماما حسن نوياك الوطنية .. أليس ما ضيعته من مجهود وتعب في إقامة هذه الجمعية كانت المفروض تذهب إلي إقامة الكيــــان المسيحي اولا ؟؟ ... والذي ناديت به بدل المرة مرات . الأقباط بلا ريادة .. بلا توجيه .. بلا قيادات تبث روح الثقة والطمأنينة لشعب الكنيسة " (المسيحيون ), وان لا يتركوهم في الجهل السياسي ... ماذا فعلتم حتي الآن في حل المشاكل التي نسمع عنها يوميا ... أين دوركم في فكرة التمـــرد ؟؟.. لم يصدر اي بيان منكم عنها لكي يطمئن أقباط مصر ويتقدمون إليها بقلوب جريئة لا تخاف ولا ترتعش لأنها تثق أن هناك جمعيات تقف ورائهم بقوة ... اين انتم الآن ...؟؟؟ .
فعلا اشكر الرب أن هناك اكثر من 80 % من مسلمي مصر واقفين جنبا إلي جنب مع الأقباط , فنجدهم هم الذين يقومون بالتظاهرات ضد خفافيش الظلام ضد التعسف والتعصب الواقع علي الأقباط ... هذه هي مصر وأبناء مصــر , والعجيب أن إخوتنا المسلمين المعتدلين لا يتضايقون من سلبية البعض منا فهم يدركون الضغوط الواقعة علينا .. فعلا بل هي الحقيقة علينا أن نعلن جميعا وجهرا أننا من الآن نسير خطوة بخطوة معهم , ولا ننتظر ما هي الخطوات التي تلي بعد ذلك بل ولو مرة واحدة يجب علينا أن نكون نحن المبادرون بالخطوة القادمة .
يا أقباط مصـــر .. إستيقظوا .... قوموا , فقد جاءت الفرصة "لحد عندك ... لحد باب بيتك ... لحد رجليك " لكي تعبر عن رأيك الحقيقي بدون تخوف ولا ارهاب .. فهذا حقك الدستوري أن تتمرد علي أمور انت تراها ليست لصالح البلد .
يقولون أن 15 نسمة كفيلة بعمل شيء ... لكن لا نجعل طموحاتنا عند هذا الرقم ... فليشارك جميع الأقباط في الداخل والخارج لكي يزداد العدد إلي 20 مليون ... وهنا انتظر من أحبائنا في الخارج أن يغطوا علي مشاركتهم الضعيفة في الإنتخابات السابقة .. وعلي ما اتصور ان عملية التوقيع علي استمارة التمرد بالنسبة لإخوتنا الأقباط في الخارج لا تحتاج امور صعبة هذه المرة ... سوف لا نرحم كل من لا يشاركنا التوقيع من الأقباك الداخل او الخارج . فهذه فرصة العمـــر لكي نظهر للعالم عدم رضانا علي الأوضاع التي نحن فيها الآن .. وإن كانت سوف لا تأتي بثمــر كما يقول البعض منهم .. فكفي أن اقباط مصـــر ومسلمي مصــــر الأصليين يرفضون ولا يقبلون إلا حياتهم الخاصة المصرية تحت حكم وسلطان وحكومة لا تعرف إلا شيئا واحدا أنها مصريــــة من أصــــــــول مصرية .... تحافظ علي كل شبر من أرض مصـــــــر التي ورثناهـــــــا من آلاف السنين .
فهيــــــــــــــــا بنا نتمــــــــــــرد !!!!!!