كتب أسامة نصحى – فيينا
أكد البابا تواضروس الثانى – الذى يزور النمسا حاليا – أن علاقته طيبة بالرئيس محمد مرسى وتبعد عن الصدام والكنيسة تقدم كل تعاون فى القضايا الوطنية حيث طلب منى الرئيس مرسى مؤخرا مشاركة الكنيسة فى رحلته القادمة الى أثيوبيا لبحث ملف مياه النيل وتعميق التعاون بين دول حوض نهر النيل .
وقال أن الكنيسة استجابت على الفور وأوفدت الانبا بيمن اسقف قوص ونقادة لتمثيلها والمساعدة فى كل يحقق الخير والتنمية للبلاد .
وأضاف فى تصريحات لوسائل الأعلام فى النمسا أن الكنيسة القبطية غير منزعجة من صعود التيارات الدينية الإسلامية فى مصر والمنطقة العربية مشيرا الى ان قنوات الحوار مفتوحة مع الاسلام السياسى لأن الكنيسة لديها القدرة على التحاور مع كل الفصائل السياسية .
وأكد فى أن جماعة الأخوان المسلمين قدمت وعودا بحماية الأقباط ولكن الامر مازال مجرد وعود حيث أن الاحداث الطائفية يتكرر وقوعها وكان أكثرها ايلاما لنا هو الاعتداء مؤخرا على الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة .
وحول لقائه المرتقب مع الرئيس النمساوى هانز فيشر قال البابا تواضروس هو لقاء مودة حيث أن الرئيس النمساوى يقدر الكنيسة القبطية ويرتبط بها بعلاقات طيبة مؤكدا أنه لن يثير أى قضية تخص أوضاع الأقباط أو الإسلام السياسي مع الرئيس فيشر .
وأكد بابا الأقباط أنه بالرغم من مرارة الأحداث الطائفية التى أصبحت تكرر على فترات متقاربة الا أنه يفضل علاج تلك المشكلات فى الداخل وفى حوار وطنى بين أبناء الوطن الواحد بعيدا عن تدخل أطراف خارجية أو محاولة الأستقواء بأي قوى دولية .
وقال أن الكنيسة لا تتدخل فى السياسة وتحاول أن تفصل العمل الدينى عن العمل السياسى ولكن ذلك لايمنع من التعبير عن بعض الآراء لرجال الدين كمواطنين فى الشأن العام مشيرا الى انه على سبيل المثال أدانت الكنيسة حادث إختطاف الجنود المصريين فى سيناء كما هنأت الرئيس والقوى السياسية بالافراج عنهم .
وتمنى أن تنطلق عملية الحراك السياسى فى مصر ويتحقق الاستقرار مشيرا الى قلقه على مصر من حالة الانقسام والصراع السياسى بين التيارات المختلفة إلا أنه يراها مرحلة طبيعية بعد وقوع الثورات الشعبية التاريخية مثل ثورة 25 يناير .
وقال أن الكنيسة لا تدعم أى تيار سياسى وليس أنها تدعم جبهة الانقاذ ولكن الأقباط نتيجة قلقهم من الفتاوى الدينية المتشددة للإسلام السياسى يميلون الى التيار المدنى والليبرالى دون أى توجيه من الكنيسة التى تسعى لأن تحتفظ بمسافة مناسبة بعيدة عن العمل السياسى .
وحول تزايد هجرة الأقباط للخارج بعد صعود الإسلاميين قال البابا أنه لا يمكن إنكار وجود حالة من القلق لدى الكثيرين ولكن الأقباط وطنيون ومرتبطون بوطنهم وكنيستهم ولن يهاجروا بشكل جماعى أبدا لأن جذورهم التاريخية فى مصر ويسعون للمساهمة مع أخوانهم المسلمين فى بناء الوطن وتجاوز أزمته السياسة والاقتصادية والراهنة وتبقى الهجرة مجرد ظاهرة محدودة ولن يتم تفريغ الشرق الأوسط من مسيحييه خاصة أقباط مصر والذين يمثلون أكبر أقلية مسيحية فى المنطقة .