الأقباط متحدون - مقال قديم عن الحرب في سيناء
أخر تحديث ١٤:٢٧ | الجمعة ٢٤ مايو ٢٠١٣ | ١٦ بشنس ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٣٦ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

مقال قديم عن الحرب في سيناء

بقلم : محمد حسين يونس
عندما بدأت المعارك كتبت هذا المقال في 8 أغسطس 2012 وقد يكون من المفيد أن أعيد نشره..دون أى إضافة.

بين كر و فر الانذال .. يضربون و يهربون يعتدون علي جنود مصر أمام الحدود و علي حراس الطرق و يهاجمون مقرات الشرطة فيستشهد أكثر من عشرين مقاتل و يجرح العشرات .. انها حرب حقيقية تستحق الاهتمام و الدراسة و العمل علي كسبها .

1:تقديرات المعركة : العدو .. تحالف واسع لا يقل عن عشرة آلاف شخص مكون من زراع وتجار ومروجى المخدرات ، مهربى الأفراد عبر سيناء الى اسرائيل لقاء أتعاب باهظة ، مهربى المواد التموينية من اسرائيل الى الوطن ، مهربى المواد التموينية والبترولية الى غزة ، تجار غزة والمستفيدين من عبور أنفاق الحدود من أفراد حماس وباقى فصائلها ، الجماعات الدينية المرتبطة بتنظيم القاعدة ، الجماعات الدينية الجهادية والسلفية السعودية ، الجماعات الدينية المرتبطة بحزب الله وايران ، ميليشيات الاخوان المسلمين الذين تقوم بتدريبهم كوادر حماس ، عملاء المخابرات العالمية وعلى رأسها الموساد والأمريكية والايرانية .

التسليح ... يمتلك العدو ترسانة واسعة من الاسلحة الشخصية التى تم تهريبها من ليبيا ، غزة ، ايران برا وبحرا ومنها صواريخ خفيفة يحملها الأفراد مضادة للمدرعات والطائرات وأعداد محدودة من الأسلحة المتوسطة محمولة على عربات نصف نقل ، وقد يكون من بينها أسلحة كيماوية .. امدادات الذخيرة محدودة وتعتمد أساسا علي تلك المهربة من اسرائيل أو غزة .

الاعاشة (اللوجيستية) والنقل .. أغلب أماكن التجمع تم انشاءها فى الجبال أو فى وديان داخلية بحيث يصعب الوصول اليها الا من خلال ممرات ضيقة لا تصلح لحركة المعدات الثقيلة او الترابية تؤدى الى هبوط(غرز ) العربات غير المزودة بخاصية الدفع الرباعى ، العربات المستخدمة لحركة وتنقلات المجاميع المعادية تم الاستيلاء عليها من غزة او اسرائيل أو سرقت من الوادى .. مراكز التجميع منعزلة وفى نفس الوقت قريبة من المدن ومصادر المياه خصوصا .

التمويل والامداد والتموين .. كل جماعة تعتمد على راعيها فى الحصول على التمويل الذى أغلبه قادم من دول الخليج والسعودية وايران ،أى أموال تهرب عن طريق البحر او بواسطة الخلايا النائمة بالوادى او عناصر الطابور الخامس العاملة فى أجهزة الدولة بسيناء، تجمعات العدو تحرص على تأمين مصادر مياه الشرب ( الآبار الجوفية وخزانات تجميع مياه الأمطار ) و شراء احتاجاتها من السوق المحلي .

أهداف التنظيمات ... اجتمعت أغلبها على تجميد فاعلية القوات المسلحة والشرطة المصرية مع عدم مهاجمة قوات الطوارئ الدولية والحفاظ على علاقة غير عدوانية معها.. إمداد التنظيمات فى الوادى بالكوادر والعناصر الاجرامية المدربة لتحقيق أهدافها بالقوة ... إعلان سيناء إمارة اسلامية مستقلة تسمح لسكان غزة بالهجرة اليها وتعميرها .. تحقيق ارباح خياليه من الانشطة الممنوعه و التجسس و البلطجة.

نقاط القوة فى التنظيمات المحتلة لسيناء .. استخدام عامل الكسب المادى المغلف بالهيلولة الدينية يسمح بجذب أعداد من المواطنين المحليين الذين يعانون من الفقر وشظف العيش خصوصا فى جنوب سيناء بعد توقف انشطة السياحة أو على الاقل عدم ازدهارها .. التخفى بين المواطنين المحليين بارتداء أزياءهم يمثل حماية تجعل مواجهتهم كجماعات صعبة وتحصر المواجهه  معهم كفرادى حتى لا يضار الأبرياء من السكان الأصليين لسيناء وهو أمر يمثل عامل قوة لصالحهم فى حين ان القوات المواجهة لهم معروفة ومحددة بالزى والمكان مما يجعل مهاجمتها فى أى وقت( غير مناسب) أمرا سهلا مثلما حدث فى ساعة الافطار الرمضانية  علي الحدود.

نقاط الضعف فى التنظيمات التى تعمل فى سيناء عديدة ،أهمها عدم تجانس المجموعات المختلفة من حيث الأهداف أو اسلوب العمل وقد يتسبب هذا فى معارك تصادم مصالح ... سهولة قطع الامدادات سواء العسكرية أو المعيشية فالذخيرة ، الاسلحة ، المياه ، الطعام ، باقى المستلزمات الخدمية يمكن رصدها وتحجيمها أو منعها ... كما انه من الممكن اختراق هذه التنظيمات بعناصر خارجية تكشف مخططاتها وهو فى الغالب ما برع فيه رجال الموساد .

2:إدارة المعركة : مواجهة حروب العصابات من أصعب أنواع الحروب على القوات النظامية ولقد عانى الجيش المصرى منها خلال حرب اليمن كذلك الشرطة أثناء مطاردة المجرمين الذين يلجأون الى الجبل فى صعيد مصر .

وكما ان العصابات لها تكتيكاتها التى اكتسبتها خلال معارك أفغانستان فان الجيوش النظامية لديها أيضا أساليبها التى أهمها الا تهاجم بقوات كثيفة أو ثقيلة يسهل صدها واحداث خسائر فيها خصوصا أن طرق الاقتراب عادة ما تكون غير ممهدة أو ملغمة .

أفضل أساليب إدارة المعركة هو تجميع القوات الأساسية قريبة من مصادر الامداد بحيث لا يمكن قطعها .. و أن تكون قوات خفيفة سهلة الحركة بحيث يمكن دفعها فى الاتجاهات التى تتطور فيها المعارك لذلك فان ناقلات الجند المدرعة بالاضافة الى القوات المنقولة جوا بواسطة الطائرات الهليكوبتر تمثل الوسائل المناسبة للمناورة بهذه القوات . يتم الهجوم اليومى بواسطة مجموعات صغيرة ( صاعقة ومظلات ) مدربة تتجه لهدفها بمهام محددة وفى حالة تطور القتال يطلب دعم من الاحتياطيات بواسطة اتصالات غير مكشوفة للعدو . القوات الاساسية عليها اختيار مواقعها بحيث تسيطر على مصادر المياه وتحاصر المواقع المتوقع وجود العدو بها وتمنع حصول قواته على امدادات الذخيرة والطعام أو دعم من القوات المجاورة .. مداخل ومخارج الطرق الرئيسية والمدقات الشهيرة والنقاط الحاكمة تحتل بواسطة عناصر الاستطلاع والمخابرات العسكرية .

بمعنى أن وقف امدادات الذخيرة والطعام والمياه سيسمح باضعاف العناصر الاجرامية التى تهاجم الجيش والشرطة وسهولة استسلامها .

3:تعتمد المعركة ضد مجرمي حرب العصابات على عنصرين هامين الأول هو الحصار والتضييق و منع الاتصالات بالدعم الخارجي  و الثانى هو الاستطلاع والملاحظة الدقيقة وجمع المعلومات بحيث تصبح الهجمات على الأوكار المعادية ذات جدوى وفاعلية فى القضاء على عناصرها.. و هنا يجدر الاشارة الي ان تعاون و مساعدات العناصر المحليه يشكل عامل نجاح كبير يجب عدم اغفاله و عدم خسارة جهدهم و معلوماتهم

4: الجبهه الداخلية.. بعيدا عن ميدان المعركة فى المواجهة تعتمد قوات العدو على عناصر الطابور الخامس والتى تتمثل فى خلايا نائمة متواجدة فى أجهزة الحكم المحلى والادارة ، قد تكون مجندة عقائديا أو مستفيدة ماديا أو موظفة لأعمال التجسس ، وخلايا أخرى ظاهرة من الكوادر السلفية والاخوانجية التى تسعى فى الشارع ومن خلال أجهزة الاعلام وأجهزة الحكم لدعم ومساعدة وتحذير وتمويل الوحدات الاجرامية العاملة على أرض المعركة .. آلاف العناصر السلفية التى سمح لها بدخول مصر أو أفرج عنها يمثلون دعما حقيقيا للعناصر الاجرامية الخارجة على القانون بسيناء وعلى من يدير المعركة أن يضع فى اعتباره خطط وحركة ودعم عناصر الطابور الخامس للقوات المعادية .

في الظروف الطبيعية عندما تنشأ حرب شوارع و عصابات تقوم السلطة التي تدير المعركة عادة باعتقال انصار العدو أو تعود  بهم الى السجون التي خرجوا منها أو تفرض عليهم حظر تجول و رقابة حادة علي اتصالاتهم  أو يعاملوا معاملة الأعداء الذين تطاردهم قوات الأمن فى ميدان القتال،  و لكن في ظروف مصر الحالية حيث اختلط الحابل بالنابل و لا نعرف من هو الصديق و من هو الطابور الخامس فان التسامح تحت شعار الديموقراطية ( الزائفة ) مع عناصر مهيجة لا تخفي انحيازها للعدو الرابض في سيناء يصطاد رجالنا هو أمر بالغ الخطورة وضار بالقضية وخنجر فى ظهر قواتنا المسلحة

5:الجيش المصرى يخوض منذ أمس حرب حياة او موت  ضد عناصر اجرامية مدربة علي ايدى خبراء امريكان أعدوها لمهاجمة الاتحاد السوفيتي  فاذا بها تحتل العراق ثم  تنتقل الي ليبيا و ترسي في سيناء كنقطة انطلاق و قاعدة نشر دعاويهم و أنشطتهم العدوانية  .

يا احرار العالم .. ياعقلاء القوم .. سيناء في خطر  فأغيثوها من الاستعمار الامريكي و عملائه من الاخوان الملاعين  .. انجدوها من الوهابية السعودية و أذنابها من السلفيين و الجهاديين .. انجدوها من تزايد الخسائر البشرية و اللامبالاة التي يقابل بها الحكام الجدد نزيف الدماء .. مصر اذا خسرت المعركة لن تقوم لها قائمة بعد ذلك فالهزيمة تعني كوارث متعاقبة تهون امامها ما حدث بعد هزيمة 67 ....... محمد حسين يونس

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter