بقلم : القمص أثناسيوس Ùهمي جورج
قصة كنيستنا القبطية غاية ÙÙŠ العجب؛ أشبه بإنسياب النيل؛ Ùكما ينساب النهر هكذا تنساب قصة الكنيسة عبر الأجيال؛ من جيل وإلى جيل وإلى دهر الدهور كلها.. ÙÙŠ ÙˆØدة Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø³ الØال Ùيها المؤازر لها (الرب المØيي)Ø› ÙŠÙلهم ويقود ويقوي أعضاءها ليقوموا ويستنيروا بنور Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø¥Ù„Ù‡Ù†Ø§.. نور العالم كله؛ لتمتد وتستمر بلا توق٠منذ بداياتها إلى ما لا نهاية له.
وتجيء اليوم ذكرى مرور ٦٩٠سنة على نياØØ© العالم الجليل والشيخ اللاهوتي القس شمس الرئاسة؛ الذي كان شعلة نور وتنوير ÙÙŠ أيامه؛ وسط عصور قاØلة.. كان من رجال القرن الثالث عشر؛ وكان كاتبًا للسلطان بيبرس الدويدار؛ إلا أنه تØت وطأة الاضطهاد ترك خدمة السلطان؛ ثم سÙيم كاهنًا لكنيسة السيدة العذراء الشهيرة بالمعلقة؛ والتي كانت مقرًا للكرسي البابوي ÙÙŠ ذلك الزمان.
تلقى تعليمه الأول ÙÙŠ الكتاتيب القبطية؛ وانخرط ÙÙŠ سلك الدولة Øتى وصل إلى منصب كاتب الأمير.. كذلك تخصص ÙÙŠ دراسة الأدوية والعقاقير والعطور؛ وبرع ÙÙŠ الÙلسÙØ© ÙˆÙÙŠ دراسة كتب البيعة المقدسة بإستÙاضة؛ لذلك كان مقربًا من الباباوات المعاصرين له؛ لا سيما البابا يؤنس الثامن البطريرك الثمانين.. وعندما تكاثÙت الغيوم وضباب الاضطهاد والاستبعاد جاء أمر السلطان الملك الأشر٠خليل بن الملك المنصور قلاوون بعدم إشراك المسيØيين ÙÙŠ إدارة الدولة؛ عندها اعتزل أبو البركات وتÙرغ كلية لدراسة علوم البيعة اللاهوتية.
Ø£Ùختير سنة ١٣٠٠م كاهنًا للكنيسة المعلقة مقر البطريركية آنذاك؛ وكان قمة ÙÙŠ زمانه متÙردًا بالبØØ« والتعمق الذي سد به نقص من سبقوه من معاصريه؛ والذي جعل مؤلÙاته باقية ÙˆÙاعلة ومشهورة إلى يومنا هذا، Ùقد أل٠باللغات اليونانية والعبرية والسريانية؛ وكان صاØب ريادة وله السبق ÙÙŠ وضع دراسات متخصصة صارت مراجع لا بد من الرجوع إليها Øتى زماننا هذا.. Ùقدم كتبًا مرجعية ذات طابع موسوعي ÙÙŠ الطقوس والعقيدة والتاريخ، وصار علمًا ومصلØًا ومØاÙظًا ومداÙعًا عن تقليد الكنيسة وتراثها الثمين.
وبذلك امتدت رعايته لتشمل الأجيال الآتية من بعده؛ لما قدمه من مراجع أساسية للباØثين.. Ùهو أول من كتب عن (الميرون المقدس) وصÙÙ‡ ومواده وقيمته وكيÙية طبخه. كذلك تعتبر موسوعته اللاهوتية (Ù…ØµØ¨Ø§Ø Ø§Ù„Ø¸Ù„Ù…Ø© ÙÙŠ Ø¥ÙŠØ¶Ø§Ø Ø§Ù„Ø®Ø¯Ù…Ø©) سÙرًا عظيمًا اشتمل على جملة من القوانين والمجامع وأخبار الرسل والتلاميذ والدروس الطقسية والتاريخية والروØية.. كذلك كتب عن (الخÙطب) الخاصة بالأعياد والسير والمناسبات الكنسية.
Ùقد صارت مؤلÙاته Ùكرًا لاهوتيًا تتغذى عليه الأجيال؛ ووضعته ÙÙŠ قائمة علماء ومؤرخي الكنيسة اللاهوتيين الأÙاضل.. وإجمالًا اشتهر بكتبه الستة: Ù¡– الميرون. Ù¢- جلاء العقول ÙÙŠ علم الأصول؛ الملقب بكش٠الأسرار الخÙية ÙÙŠ أسباب المسيØية؛ ويتضمن ١٨ Ùصلاً ÙÙŠ ÙˆØدانية الله والتثليث والتجسد الإلهي (توجد نسخة بمكتبة الÙاتيكان وأخرى بدمشق). Ù£- Ù…ØµØ¨Ø§Ø Ø§Ù„Ø¸Ù„Ù…Ø© ÙÙŠ Ø¥ÙŠØ¶Ø§Ø Ø§Ù„Ø®Ø¯Ù…Ø©Ø› وهو يمثل درة لاهوتية وموسوعة كنسية؛ توجد منه نسخة ÙÙŠ كل من مكتبة الÙاتيكان ومكتبة برلين والمكتبة الأهلية بباريس. Ù¤- البيان الأظهر ÙÙŠ الرد على من يقول بالقضاء والقدر. Ù¥- الخطب Øول الأعياد والمواسم الكنسية. Ù¦- السÙلم الكبير قاموس ÙÙŠ اللغة القبطية الذي Ø·Ùبع ÙÙŠ روما عام ١٦٤٣م؛ ونÙشر بالقبطية واللاتينية والعربية؛ ويعتبر من أنÙس الكتب ÙÙŠ اللغة القبطية.
ØªÙ†ÙŠØ Ù‡Ø°Ø§ العالم الجليل القس شمس الرئاسة ÙÙŠ ١٥ بشنس Ù¡Ù Ù¤Ù Ø´Ø› ١٠مايو ١٣٢٣م أي منذ ٦٩٠سنة؛ لكن ذكره سيبقى إلى الأبد؛ وإن مات Ùهو لازال يتكلم بعد.