الأقباط متحدون - ويل لامة ضاع الحق فيها
أخر تحديث ٠٦:٠١ | الاربعاء ٢٢ مايو ٢٠١٣ | ١٤ بشنس ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٣٤ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

ويل لامة ضاع الحق فيها

كتب :  حنا حنا المحامى 
مهزلة المهازل ومأساة المآسى وأشر الاشرار هؤلاء الذين يدعون الاسلام فى قضية دميانه المدرسة بالاقصر 
 
تضاربت الاقوال, أقوال الطلبه الذين لا تزيد أعمارهم عن عشر سنوات.  وكان التضارب بين ثلاثه من الطلبه أما باقى الطلبه فقد أنكروا بصوره باته وقاطعه اتهام المدرسه.
 
ومما يؤسف له أن البلطجيه أولياء الامور يعلقون على هذه الاقوال التى فى صالح المدرسه قائلين معنى ذلك يضيع فيها ألف شخص.
 
يضيع ألف شخص؟ لماذا أيها المخلوق؟  لماذا أيها البنى آدم إن صحت لك هذه الصفه؟  إننا لم نعد بعد ألى القرن الخامس أو السادس ولكن إلى ما قبل التاريخ.  الاتهام بالعافيه بصرف النظر عن الحق أو الحقيقه.  لا بد أن يوجد إتهام للمدرسه.  كده! بالعافيه؟  والمصيبه الكبرى أنه إما أن تتهم المدرسه سواء كان الاتهام صحيح أم لا, إما ان يروح فيها ألف نفس. قمة البلطجه بل والاجرام..
 
إن الانسان العادى ينظر إلى القضيه ولا يمكن أن يكون الاتهام فى محله.  مدرسه تدرس لتلاميذ فى العاشره من العمر.  تعطى حصتها ثم تنصرف إلى مدرستها الاصليه أو إلى بيتها حسب الظروف أو الاحوال.  ثم يأتى مفتش ويقضى معها أعلب الحصه ويخرج بانطباع طيب قبل نهاية الحصه بعشر دقائق.  ثم بعد يومين تثور زوبعه يخلقها التيار الاسلامى الذى يقولون عنه "متشدد" وكان الدين فيه دين عادى ودين متشدد ودين نص نص ودين متهاود ألى أخر هذه المهازل والاوصاف التى توصف بها الاديان التى لا تعرف من هذه الاوصاف حتى اسمها.  ذلك أن الدين أى دين هو كلام الخالق ونبراس الحق وطريق الفضيله ووادى التآلف والموده.  هذا هو الدين ..... أى دين.  إننا لا نعرف أن هناك دين متشدد وأخر غير متشدد أو أصحاب الدين بعضهم متشدد وبعضهم متسامح.  ذلك ان الدين لا يعرف إلا الفضيله فإذا كان التسامح فضييله فهى من صلب الدين.  أما إذا كان الحقد منتشرا والشر وسيلة التعامل فإن هذا لا صلة له بالدين من بعيد أو قريب.
 
مثلا ما هو هذا الدين الذى يرفض ميزان القضاء؟ ما هو الدين الذى يرفض ميزان الحق؟  من هم أصحاب الدين الذين لا يحترمون القضاء أو الحق أو الحقيقه ويطلبون توجها معينا؟
 
الشخص أو المخلوق الذى هدد بضياع ألف روح أو شخص يكونون قتلى أو ضحيه إذا قضى بقضاء معين؟  إن هذا الهراء لا يمكن أن يحدث فى أى دوله فى القرون الوسطى أو حتى ما قبل التاريخ.  معنى تهديد هذا المخلوق أن على القاضى أن يقضى بقضاء معين أو نتيجه معينه وإلا انقلبت الدنيا إلى مذبحه.  أما القضاء ... أما العداله فهى جميعا إلى الجحيم.  هذا من ناحيه.
 
من ناحية أخرى هذا المخلوق الذى يهدد ويتوعد ما لم يصدر حكم معين أليس هذا إهانه للقضاء الامر الذى يتضمن اعتداء على العداله؟  أين حراس العداله؟  أين حماة القانون؟  أين رجال الضمير؟  أين حاملو راية الاخلاق؟  أين حاملو راية المبادئ؟  هل هذه جميعا قد اهدرت بسبب اقوال شخص يدعى التدين ولا يعبر عنه إلا بالحقد والبغضاء بصرف النظر عن العداله والحق؟  ومع ذلك يترك ليعيث فى الاقصر فسادا؟  
 
أليس ما يدعيه هذا الدعى الذى يتبرأ منه الاسلام وأى دين أخر حتى لو كانت البوذيه هو الفتنه بعينها؟  إنه يستأسد على فتاه تقوم بعملها خير قيام.  ولكن كيف تكون مدرسه لطلبه مسلمين وتكون مسيحيه؟  هذه هى الحقيقه.  هذه هى الحقيقه المره.
 
إن مثل هذا المخلوق لا يمكن أن يعامل معامله إنسانيه بل يتعين أن يعامل معامله تتفق مع خلقه ونواياه السوداء وضميره المفحم بعد أن مات.
 
لماذا ألف واحد يروحوا يا أيها الحاقد الذى يبحث عن الدم والشر بأى شكل من الاشكال؟  
 
إن الحكومه التى تسكت عن مثل هذا المخلوق حكومه فاشله حكومه لا تعرف كيف تحمى موظفيها. إنها حكومة الشر والاشرار فقط لا غير.  ذلك أن العداله يتعين أن تأخذ مجراها.  إذا رأت المحكمه أن المدرسه فعلا تفوهت بما هو منسوب إليها تعاقب.  أما إذا لم تكن قد تفوهب بما هو منسوب إليها فيتعين فصل الطلبه الذين شهدوا زورا.  كما يتعين معاقبة أولياء أمورهم إن كانوا أوعزوا إليهم بالشهاده الزور و أى مخلوق آخر أوعز إليهم بذلك ويرفع القضاء راية العدل..
 
يقال إنها تصفية حسابات مع ناظر المدرسه.  ما شاء الله.  ما معنى تصفية حسابات؟  هل وزارة التربيه والتعليم لا تعرف كيف تحمى موظفيها من تصفية الحسابات.  ثم أى حسابات هذه؟  إن علاقة المدرس والمدرسه والناظر بولى الامر علاقه ليس بها أكثر من إلزام ولى الامر بأن يحترم المدرسه وتقاليد المدرسه وقوانين المدرسه وإذا لم يعجبه هذا عليه أن يأخذ ابنه إلى أى مدرسه أخرى.
 
إن وزارة التربيه والتعليم الموقره نقلت الناظر وأوقفت المدرسه.  ما شاء الله!! قمة المهزله.  يقال إن أولياء الامور بعضهم متشدد "بسلامته" جدا ولا يريد أن يدرس إبنه إلا مدرس أو مدرسه مسلمه.  إذا كان الامر كذلك فعلا فإنى بكل بساطه وبكل صراحه أقول لك "خسئت أيها الولى على ذلك الطالب". إنك لا تعرف معنى الدين ولا معنى العلم ولا معنى الاخلاق ولا معنى الادب.
 
إن العلم يا شاطر يؤخذ من المهد إلى اللحد لا فرق بين مدرس ومدرسه أو معلم ومعلمه أو طالب وطالبه.  ذلك أن الروابط روابط علم وأخلاق.  أما لانك لا تعرف معنى الاخلاق ولا العلم فإنك تتصرف كما يحلو لك لان مصر أصبحت غابه.  وإن كانت الغابه فيها قوانين ظبيعيه للحيوانات إلا أن هذه القوانين معروفه وسائده ولا يحيد عنها أى حيوان.  أما سيادة المتشدد فهو لا شك أدنى بدرجات من الحيوانات.
 
ياوزير التعليم, يا وزير الداخليه, إلى أين تأخذون مصر المحروسه؟؟؟؟
 
ولا يسعنى إلا أن أقول "ويل لامة ضاع الحق فيها".

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter