بقلم : ماجد سمير
"سلم نفسك يابوليس المكان محاصر بالحرامية" قالها سعيد صالح أو "حمامة" في مسلسل "أحلام الفتى الطائر" وأخرج مسدسه وأطلق "رصاصتين" في الهواء لإرهاب حملة الشرطة المحاصرة المكان من أجل القبض على"إبراهيم الطاير" تحول الهزل الكوميدي في المسلسل الشهير إلى حقيقة قاسية ومرة بدأت باقتحام الأقسام ثم السجون وإطلاق سراح المساجين والعرض مستمر بعدة حوادث ضد الجيش والشرطة أكثرها قسوة قتل جنودنا في رفح أثناء تناولهم وجبة الإفطار في ضهر رمضان الماضي
وتطور الأمر إلى انتشار شعار "اخطف عسكري " بسرعة غريبة، في البداية تصور البعض أنها خطة جديدة في لعبة الشطرنج على أساس أن العسكري الذي يتحرك داخل رقعة لعبة الذكاء بات أكثر أهمية وفاعلية من العسكري الميري - على الأقل يتمكن من "كَش" الملك-، منذ الفراغ الأمني بعد انسحاب الشرطة في 28 يناير 2011، وتصور البعض الآخر أنها أحد عروض الصيف التي بدأت مبكرا وتميزت في العام الجاري بانها ضمت المنتج الذي لم يخطر ببال أي شخص في العالم أن يكون أحد أشهر عروض الأوكازيون سواء العالمية أو المحلية، الإعلانات انتشرت في كل شوارع مصر تقريبا تحمل الشعار اللافت للنظر والمثير للجدل في آن واحد ، ويتوقع خبراء التجارة والبيع والشراء أن المنافسة ستشتعل لدرجة ان عرض " اخطف عسكري" سيتطور إلى "اخطف عسكريين تكسب ظابط".
لا تستطيع أن تضحك على أي سخرية تتناول قصة خطف الجنود إلا ضحكا مرا فمن غير المنطقى أن يخطف الجندي داخل وطنة وفي منقطة من المفترض أن تحت سيطرته ويفرض فيها الأمن، لكن الأمر وصل في عصر نهضة مرسي والاخوان المسلمين إلى أن تهديد وارهاب وخطف بل وقتل الجنود والضباط أسهل من العثور على أنبوبة بوتوجاز أو رغيف عيش بدون طابور أو مسمامير أو زلط، تصوير جنود معصوبي الأعين مذلولين داخل وطنهم أكثر سهولة من مرور ليلة بدون انقطاع النور رغم أن رئيس وزارة دولة الاخوان اسم والده "قنديل"، وأكبر متعاطف مع حكامنا الجدد – رغم انه يحاول دائما وأبدا وصف نفسه بالمعارض السياسي– اسمه أيمن "نور".
عندما يصاب اي مجتمع في العالم بالحول المفاجىء تصبح جملة هزلية في مشهد لمسلسل كوميدي مثل "سلم نفسك يابوليس المكان محاصر بالحرمية " واقع شديد المرارة "البوليس" الذي كنا نهدد أي خارج عن القانون بالإبلاغ عنه أصبح يبحث عن من يحيمه من بطش اللصوص وعتاة الإجرام والبلطجية، وجنود الجيش وظيفتهم على مدار التاريخ كانت حماية الوطن بات خطفهم وقتلهم على أرض وطنهم
تخرج تصريحات من المسئولين تهدد الخاطفين بالعملية صقر أو العملية نمر أوغيرها من الأمساء الدموية ولاشىء يحدث، الرئاسة تصرح بحتمية التعامل مع الجناة بالإنسانية والرحمة والمغفرة والهوادة والليونة، وفي النهاية التجارة هى الاصل ويبدو أن الشعار الوحيد الرابح سيكون "اخطف عسكري"