بقلم : مجدي جورج
قرات بالأمس بجريدة البشائر خبر عن اختفاء فتاة قبطية اسمها دميانة عادل اختفت من الإسكندرية وعندما ابلغ والدها باختفائها ظهرت بعد عدة أيام وأقرت أنها تزوجت عرفيا من جارها المسلم الذي يكبرها في العمر وطالبت بحمايتها من أهلها .
الي هنا والخبر وان كان غير عادي إلا أننا مع الواقع المريض الذي نعيشه قد بدأنا نعتاد عليه ( وهذا مكمن الخطر وان كان هذا ليس حديثنا الان ) ولكن غير العادي هو كم الشتائم والسباب الذي وجه الي هذه الفتاة والي والدها كتعليقات من القراء الاقباط علي هذا الخبر ، واستميحكم عذرا في نقل بعضه إليكم مع تحفظي علي كل الألفاظ الواردة :-
احدهم يقول وهو اكثرهم نادبا : كلبة وغارت .
واحدة ثانيه تقول : حمارة بتضيع نفسها بين بلطجية هيلعبوا بيها ويرموها بعدين .
ثالث يعلق بكلمة واحدة : شرمو........
رابعه تلقي اللوم علي الاب المكلوم قائلة : أبوها ماعرفش يربيها .
حالة دميانة تتكرر امام أعيننا يوميا واغلبنا للاسف تعودنا علي هذا الأمر فلم يعد يهمنا عرض ولا شرف ولا فلذات أكباد تخطف منا ، ومعظمنا يلقي اللوم علي الضحيه وعلي أهلها كما شاهدتم في التعليقات السابقة مع ان أي منا معرض ان يكون في مثل موقف هذه الفتاة .
مدام بوتشر المؤرخة الانجليزية كانت قد ذكرت في كتابها تاريخ الأمة القبطية ان بقاء اقباط في مصر لهو معجزة من معجزات هذا الزمان نتيجة العذابات التي تعرضوا لها علي مر الزمان علي يد الحكام العرب والمماليك والفاظميين وغيرهم في سبيل تمسكهم بايمانهم المسيحي ، ولكن ربما لو عاشت مدام بوتشر لوقتنا هذا لاكتشفت ان ما يتعرض له القبط ونسائهم وفتياتهم هذه الايام ربما يفوق ما تعرض له الاقباط علي مر الزمان لانه قديما كانت عمليات الخطف والأسلمة والقتل تتم جهارا نهارا اما الان فإنها تتم بليل وبحيل وأساليب قذرة جدا تشارك وتتؤاطي فيها جهات رسميه وغير رسميه من داخل مصر وخارجها ، جهات ذات تمويلات ضخمة تري ان أسلمة اقباط مصر او ابعادهم عنها هو واجب ونصر مبين لابد من تحقيقه .
الحديث يمكن ان يتشعب حول الاختطاف والأسلمة عن الجهات المسئولة والأغراض والدوافع ، ولكن ما أركز عليه هنا هو دورنا ومسؤليتنا كاسرة قبطية ومجتمع مسيحي وكنيسة محاصرة ومضطهدة .
يا سادة علينا الا نقع فيما وقع فيه من علقوا علي حادثة دميانة بإلقاء اللوم علي دميانة وأسرتها فهذا أسهل الحلول وايسرها ، حل يجعلنا نغسل أيدينا من هذه الجرائم وننام مستريحي البال والضمير .
هذا الحل السابق لا يتبناه فقط بعض العامة ولكن للاسف هناك رجال كهنوت يقترفون هذا الإثم ويرددون نفس الاقاويل علي أي فتاة او سيدة تعرضت لما تعرضت له دميانة قائلين :- كلبة وغارت . ويعللون الأمر ببعدها عن الكنيسة .
يا سادة ان أي فتاة او سيدة مهما كان تدينها وقربها من الكنيسة يمكن ان تتعرض للاختطاف والأسلمة فالذئاب المفترسة التي تجد كل مساندة من الدولة لا تعدم وسيلة من وسائل الترهيب او الترغيب للإيقاع بفريستها .
ياسادة هذا ملف مؤلم وهؤلاء المخطوفات ضحايا ومجني عليهن بل أنني أضيف وأزيد في القول أنه حتي لو تبين لنا أن إحداهن ذهبنت بارادتها فهي أيضاً ضحية ويجب إلا نتركها حتي بعد اسلمتها فكم من واحدة عادة نادمة لحضن الرب .
ياسادة دورنا كبير واهم ما فيه إلا نعتاد علي هذه الممارسات ونعتبرها شئ عادي ، لابد ان نتكاتف كمجتمع وكنيسة واسر لتوعية أولادنا ،، وعلينا ان نلتف حول الأسر المكلومة ولانهرب منها كأنما أصابهم الجرب فهذا هو ما يسعد قلب الخاطفين ومن يقف ورائهم كي يستفردوا بنا أسرة وراء أسرة .
أخيرا أقول لكم يا سادة بدلا من توجيه السهام للضحايا فلنفعل كما فعل مسيحنا الذي ترك ٩٩ خروف وراح يبحث عن الخروف الضال فلنعتبر كل واحدة خروف ضل طريقه ولابد من السعي ورائه لرده الي حظيرة الإيمان المسيحيي .
Magdigeorge2005@hotmail.com