الأقباط متحدون - تمرد أصحاب الحق
أخر تحديث ٠٣:٠١ | الأحد ١٩ مايو ٢٠١٣ | ١١ بشنس ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٣١ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

تمرد أصحاب الحق

بقلم: ليديا يؤانس

جبهتان واحِدة أعطت، والثانية أخذت.  واحدة تدمرت، والثانية إمتطت جواد السلطة. واحدة فقدت كل شئ إلا وطنيتها وإنسانيتها، والثانية كسبت كل شئ ولكن خسرت مصداقيتها وإنسانيتها ووطنيتها. هذا هو وضع الشارع المصرى الآن. 

هب الوطنيون المصريون الشُرفاء الذين عانوا مايقرب مِنْ الثلاثون عاماً مِنْ الظُلم والإستبداد وإهدار الكرامة ليسترجعوا حقوقهم وليطالبوا بآدميتهم داخل وطنهم فكانت ثورة 25 يناير 2011،  وفرح الشعب وخاصة الشباب الذين يمثلون حوالى 25% من نسبة عدد السكان بالرغم من أن حوالى نصف هؤلاء الشباب فقراء.  بدأوا

يحلمون بالحياة السعيدة بعد الثورة ولكن قد تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن،  فجاءت الغربان لتخطف الأحلام وتسرق الآمال.
 
المصريون شعب صَلْبْ أصيل عريق يحمل في جيناته حضارة 7000 سنة.  شعب مصر لا يعرف الإستسلام أو الهزيمة وخاصة الشباب الذى يتميز بالجُرأة وقوة الإرادة فتواصلوا عبر المواقع الإلكترونية وأخذوا العزم على أن يستردوا ثورتهم التى سُرقت مِنهُمْ. 
تقول بعض الآراء أن كثرة المظاهرات والإحتجاجات والإضطرابات تعطل مسيرة التغيير والإنتاج وهذا بالطبع صحيح ولكن كيف تزرع في أرض خربة وتتوقع ثمر.

جبهة إمتطت جواد السلطة ولم تُحقق أهداف الثورة التى هي ببساطة "عيش.. حرية.. عدالة." جبهة بدأت تُصادر الحُريات وتحتكر السُلطة

وتعتقل المُعارضين وتتجاهل مطالب الشعب وتحويل مؤسسات البلد إلى مؤسسات إخوانية.

الشباب بدأوها بفكرة ولِدتْ مِنْ المرارة والحسرة التى تضطرم بداخِلهم على وطنهم الحبيب وعلى الذى وصلوا إليه على مدى سنتين.  فكروا في أن يتمردوا ليس لأنهم مُشاغبين أو حاقدين أو مأجورين ولكن لأنهم أصحاب حق!

فكروا في أن يجمعوا توقيعات مِنْ كُل فئات الشعب لسحب الثقة مِنْ الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية طالما أن أحوال البلد والشعب تنحدر مِنْ أسوأ إلى الأسوأ.  لم يكتفوا بالتوقيعات عبر المواقع الالكتونية وبين الأصدقاء.  لم يكتفوا بالأحاديث الصحفية واللقاءات التليفزيونية.   بل نزلوا للشارع المصرى بكل فئاته، العمال والفلاحين


  والفقراء والأغنياء والمثقفين والجهلاء والمتعلمين والأميين.  نزلوا لأصحاب الحق الحقيقيين يخاطبونهُم بلِغة المُعاناه التى يُعانون مِنها.   

أصحاب الحق يتمردون مِنْ أجل زهور مصر الذين أستشهدوا وضاع حقهم بإستهتار أو بسبب تعمد المسئولين. أنهم أهل وأصدقاء وأحباب الشهداء.    

أصحاب الحق يتمردون مِنْ أجل غياب الأمن والأمان والتعديات على الآمنين وتوقيع العقوبات على المواطنين بدون أى مُحاكمات قانونية بل كل مَنْ تُسول لهُ نفسه يسِن الشرائع والحُدود ويُطبقها على الناس بدون أى رادِع أو مُساءلة مِنْ الأجهزة المعنية.

أصحاب الحق يتمردون مِنْ أجل الوضع الإقتصادى المُتدهور فمات الفقير مِنْ شدة الفقر وتعطلت مصالح الأغنياء.

أصحاب الحق يتمردون ضد الدستور الذى كتبه المُرشِد وليس الشعب بكافة طوائفه.

أصحاب الحق يتمردون من أجل كرامتهم التى أهانها سيادة الرئيس بتسولهِ مِنْ بلاد العالم بحجة إنقاذ البلد مِنْ التدهور الإقتصادى.

أصحاب الحق يتمردون مِنْ أجل الشُرفاء المُعتقلين والذين ما زالوا يعتقلونهم في السجون ومِ ْالأساليب الوحشية التى تستخدم لتقييد الحريات وتكميم الأفواه.
أصحاب الحق يتمردون مِنْ أجل تلفيق التُهم للأبرياء والمُعارضين للسلطة لإجبارهم على السكوت.

أصحاب الحق يتمردون لأنهم يرفُضون تقطيع (التورته) أى مصر وتوزيعها على البُلدان المجاورة مثل قطر وحماس والسودان وغيرهم.

أصحاب الحق يتمردون لأنهم يريدون "مصرهم" كما عهدوها على مر التاريخ عملاقة ؛ منارة ؛ رائدة في الثقافة والفن والرقى.
 

أصحاب الحق يتمردون لأنهم يعيشون في إكتئاب بسبب الوضع المُتردى وبسبب العُقول المتخلفة التى تريد أن تحجِرْ على حريات  الناس تحت أى مسميات.

أصحاب الحق يتمردون لأنهم ببساطة محتاجين أن يعيشوا ويستمتعوا بحياتهم في وطنهم الذى كان يُقال عنه "عمار يامصر."

أصحاب الحق يتمردون لأنهم يريدون أن يعيشوا في أخوه ومحبة مع بعضهم البعض كما كانوا على مر الزمان. أنهم يمقُتون أساليبكم الشيطانية لزرع الفرقه والحقد بين الناس.

أصحاب الحق يتمردون لإن الساكِتْ عن الحق شيطان أخرس.

ليكن معلوماً للجميع أن أصحاب الحق هُم الذين أعطوا حياتهم لكى تعيش مصر ؛ هم الذين سفكوا دماءهم لكى تنمو وتترعرع مصر ؛ هم
الذينً تبعثرت كرامتهم في الشوارع والميادين والسجون والمعتقلات لكى تسترد مصر كرامتها وتستعيد مجدها. 
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter