بعد تسريب منشور بإمضاء رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، إسماعيل الششتاوي، لرؤساء القطاعات بالتركيز على أعمال ومشروعات الحكومة في الفترة المقبلة، ودورها في تحقيق أهداف الثورة وجهودها لعودة الأمن الشارع، وتخصيص مساحات كبيرة لها للعرض على شاشة التليفزيون المصري، كشف عامر الوكيل رئيس تحرير نشرات بقطاع الأخبار، في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، عن ممارسات وكواليس أخرى تدور داخل مبنى ماسبيرو.
ووصف عامر الوكيل المنشور المسرب لرئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون بإعطاء أوامر لرؤساء القطاعات بتغطية إنجازات الحكومة، بأنه أمر طبيعي في ظل وجود من أسماهم بخادمي السلطة الحاكمة، قائلاً "إن معظم رؤساء القطاعات في ماسبيرو الآن من رجال وزير الإعلام السابق أنس الفقي، وكانوا يحتلون الصف الثاني والثالث في عهد النظام السابق، فمنهم من كان يتولى منصب نائب رئيس قطاع، ومنهم من تولى منصب رئيس إدارة مركزية"، مشيراً إلى أنهم يفتقدون النزعة الإعلامية، وليس لديهم رغبة للتغيير إلى الأفضل، وإنما كل هدفهم هو عودة التليفزيون لقبضة النظام، كما كان في العهد السابق.
وأكد الوكيل، أن هناك تعليمات شفهية كل يوم من رؤساء القطاعات وتوجيهات وتدخل في المضمون والمحتوى للبرامج والنشرات الإخبارية، مشيراً إلى أن طبيعة عمله كرئيس تحرير لنشرات الأخبار، يجعله يواجه كل هذه الأمور يومياً، فيفاجأ بمسؤول أو رئيس قطاع يتصل به ويفرض عليه وضع أخبار الرئيس والمتحدث باسم الرئاسة في صدارة نشرة الأخبار كما كان يحدث في عهد مبارك، مدللاً على ذلك بأنه تم وضع خبر خطاب الرئيس في يوم الحصاد، والذي ألقاه صباح اليوم في الصدارة، رغم أنه لم يكن الخبر الأقوى والأهم، ولكن التعليمات صدرت "بأنه لازم يطلع أول خبر"، وهو ما يتم بشكل شفوي لا كتابي "علشان محدش يمسك عليهم حاجة".
وحول مشروعات الحكومة، كمشروع محور قناة السويس، أشار الوكيل، إلى أنه يواجه ضغوطا كل يوم من رؤسائه لعرض وجهة نظر واحدة فقط في المشروع وهي وجهة نظر الحكومة، قائلاً "المصيبة أن المسؤول عايزك تاخد كلام هشام قنديل بس ومش عايز أي وجهة نظر معارضة للمشروع أو يجيب كل وجهات النظر حول المشروع بشكل مهني وموضوعي"، مشيراً إلى أن هناك واقعة حدثت معه بالأمس عندما دخل في جدال مع رؤسائه لإصراره على استضافة أحد المستشارين المستقيلين من الهيئة الاستشارية للمشروع.
وأكد الوكيل، أن وزير الإعلام صلاح عبدالمقصود، منح ترقية لبعض الشخصيات المنتمية لجماعة الإخوان المسلمين ومن لديهم رغبة في التعاون مع "الإخوان" وخدمتهم، ليتولوا مناصب هامة في اتحاد الإذاعة والتليفزيون، ويتمكنوا من مفاصل العمل الإعلامي، كاشفاً عن بعض الأسماء كأشرف حسن، والذي تولى رئاسة قناة "صوت الشعب"، وتامر الشافعي مدير عام الأخبار بالتليفزيون، وياسر الدكاني رئيس تحرير قناة "النيل للأخبار"، وهو الاسم الذي كشف عنه من قبل المراسل بالقناة محمود العزالي، في تصريحات سابقة لـ"الوطن"، والذي أصدر قراراً باستبعاده من منصب رئيس إدارة المراسلين وتعيين أحد المقربين منه، رغم صدور قرار إداري بتعيينه في المنصب.
وحول التصريحات السابقة لرئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون إسماعيل الششتاوي، بأن سقف الحرية ارتفع في ماسبيرو، علق الوكيل "لا أحد ينكر أن سقف الحرية ارتفع في التليفزيون المصري، ولكن هذا ليس هبة ومنحة من رئيس الاتحاد ومن حوله، وإنما هو بفضل الثورة"، مؤكداً أن من يتولون المهام القيادية في الاتحاد الآن هم من يريدون أن يخسفوا بسقف الحريات الأرض، مشيراً إلى أن رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون يسعى بكل جهده لإرضاء الإخوان لمد فترة خدمته لمدة عام لأنه من المفترض خروجه إلى المعاش منذ أسبوع.
وحول ما إذا كان المنشور المسرب سيحدث ثورة بين العاملين في ماسبيرو، استبعد الوكيل الأمر بقوله "القلة في ماسبيرو يقاومون من أجل ارتفاع سقف الحريات وعدم عودة ماسبيرو صوتاً للنظام الحاكم، ولكن الأغلبية عايزة تاكل عيش وهتسكت".