بقلم: مارغريت خشويان
أجمع المؤرخون والباحثون حول الوجود الآرامي السرياني الأشوري الكلداني في العراق بأنه يمتد إلى قرابة ثلاثة آلاف سنة قبل المسيح تقريبًا، ويعتبرون بأنهم من أوائل المسيحيين في العالم، حيث يعتبر القسم الشمالي من بلاد ما بين النهرين، المركز الحقيقي لكل المسيحيين في الشرق، حيث تنتشر فيها أعرق الأماكن المقدسة من كنائس وأديرة قديمة.
عرفت المنطقة الاضطهاد على بلدان عدة ولكن هذه المرة ضرب العراق وذلك بعد سقوط نظام صدام حسين، حيث أخذ الاضطهاد في حق المسيحيين يُمارس بشتى أنواع الظلم من خطف كهنة وأبرياء عزل وتعذيب وحرق وتفجير وتدمير كنائس وأديرة وسرقة أراضي ومنازل وغيرها وذلك عبر مجموعات إرهابية بفكرهم الديني المتطرف هدفها إبادة المسيحية وكل الأقليات الأخرى من العراق وتفريغ المسيحيين من بلدهم الأم.
فالذي ينظر إلى الإحصاءات والتقارير وخاصة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق يرى أن 44 إلى 50 في المئة من العراقيين يطلبون اللجوء إلى الدول الغربية وخاصة السويد واوستراليا وتركيا واميركا وكندا، فهذا الأمر يشكل هجرة واسعة للمسيحيين العراقيين. وأيضًا يشكل خطورة عبر زوال المسيحية من العراق وبالتالي الشرق الأوسط.
غالبًا ما نسمع أن اللجنة الأمنية تنتظر من الحكومة تسليم ملف مرتكبي الأعمال الإجرامية والإرهابية ضد المسيحيين في العراق. إلا أننا حتى اليوم لم نحصل على أي معلومات جدية موثقة تؤكد لنا اهتمام الحكومة الفعلي بهذا الملف البالغ الخطورة.
أحمّل حكومة المالكي المسؤولية عن تقاعسها المستمر لكل ما يحدث للمسيحيين من اضطهاد ومعاناة حقيقية. ولدي عتب على بعض وسائل الإعلام التي توقفت عن تسليط الضوء على مأساة المسيحيين العراقيين.
وعتب على الدول العربية والغربية التي تقف مكتوفة الأيدي لا تحرك ساكنًا لوقف هذا النزيف المستمر واستمرار هذه المأساة والمعاناة.
فإلى كل مهتم محاول إيصال الكلمة والحق والدفاع عن المسيحية ووجودها العمل المستمر لهذه القضية لانها قضية أمة وتاريخ ووجود وليست قضية ثانوية هامشية.
ويجب أن لا ننسى كلمات السيد المسيح في الإنجيل: "قد كلمتكم بهذا ليكون لكم فيَّ سلام، ففي العالم سيكون لكم ضيق، ولكن ثقوا فإني قد غلبت العالم". (يوحنا 16 – 33)

مارغريت خشويان
مديرة موقع طيباين الصادر عن الرابطة السريانية - لبنان