حديث «لا يدخل الجنة إلا الشيعة» باطل ومحرف.. الاستدلال بآيات القرآن لإجازة «التقية» أضحوكة للعقلاء.. أهل البيت ذكروا فضائل الصحابة فى كتبهم.. و«التشيع» صناعة قومية فارسية تقوم على معاداة المسلمين والعرب
قال الداعية السلفى محمد عبدالملك الزغبى: إن مؤسس الشيعة «الروافض» يهودى، معتبراً أن ياسر الحبيب، الزعيم الشيعى، يعانى حقداً مجوسياً وخللا عقدياً، حسب تعبيره.
ويواجه «الزغبى»، فى هذا الحوار، «الحبيب»، فيما أورده الأخير من «شبهات» يرى أنها تحوم حول المذهب السنى، ومحاولته إثبات صدق ما أقره المذهب الشيعى، فيشدد «الزغبى» على أن مذهب التشيع لا يمت للدين الصحيح بصلة؛ لأن مؤسسه هو اليهودى عبدالله بن سبأ، وأن التشيع صناعة فارسية مجوسية، ثم يتعرض لظلم الشيعة لصحابة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وتكفيرهم، مستندين إلى روايات غير سليمة، وأنهم استحلوا زواج المتعة الذى نسخه الإسلام واستحلوا «التقية» التى هى «كذب فى الدين»، ويخلص فى النهاية إلى أن التقريب بين المذهبين السنى والشيعى مستحيل؛ لأن الشيعة يكفّرون السنة ويستبيحون دماءهم، وإلى الحوار..
■ «الحبيب» قال إن «الشيعة هى الإسلام» فما ردكم؟
- كنت أتمنى أن أرد على عالم كفء، لكنى علمت أنى أرد على «رويبضة»، يعانى مرضاً نفسياً وخللاً عقدياً وحقداً مجوسياً، وأقول له ولأمثاله: إن لفظة «الشيعة» لا تطلق إلا على أتباع الرجل وأنصاره، فيقال: فلان من شيعة فلان، أى ممن يهوون هواه، كما قال الزبيدى: كل قوم اجتمعوا على أمر فهم الشيعة، وكل من عاون إنساناً وتحزب له فهو شيعة له، وأصله من المشايعة، وهى المطاوعة والمتابعة.
والشيعة الروافض لا أساس لهم فى عصر النبوة؛ إذ إن العصر الأول تسمى فيه أتباع النبى (صلى الله عليه وسلم) «صحابة»، ولم يسموا «شيعة»؛ إذ لم يكن استعمال هذه اللفظة فى العصر الأول من الإسلام إلا فى معناها الأصلى والحقيقى، وقد شاع استعمالها عند اختلاف معاوية مع على، رضى الله عنهما، بعد شهادة عثمان، رضى الله عنه، فكان يقال عن أنصار على وأتباعه «شيعة على»؛ حيث يشايعونه ويناصرونه فى حروبه مع معاوية، كما كان شيعة معاوية يرون الأمر بالعكس، للجوء قتلة «عثمان» إلى معسكر علىّ، حسب زعمهم، بل أتى هذا صريحاً لعالم شيعى كبير؛ حيث يقول: «ثم بعد مقتل عثمان وقيام معاوية وأتباعه فى وجه على بن أبى طالب، وإظهاره الطلب دعم عثمان، واستمالته عدداً عظيماً من المسلمين إلى ذلك، صار أتباعه يُعرفون بالعثمانية، وصار أتباع علىّ يُعرفون بالعلوية مع بقاء إطلاق اسم الشيعة عليهم، واستمر ذلك مدة ملك بنى أمية».
«الخمينى» قال: سنمحو مكة والمدينة من على وجه الأرض ونجعل كربلاء قبلة للناس
بل إن هذا هو حكم علىّ بن أبى طالب فى الشيعة؛ حيث قال: «وسيهلك فىّ صنفان: محب مفرط يذهب به الحب إلى غير الحق، ومبغض مفرط يذهب به البغض إلى غير الحق، وخير الناس فىّ حالاً النمط الأوسط، فالزموه، والزموا السواد الأعظم، فإن يد الله مع الجماعة، وإياكم والفرقة».
ثم يكفينا أن نسأل الشيعة الروافض: من الذين أحرقهم علىّ؟ هل هم من السنة أم من الشيعة؟ الإجابة قطعاً: إنه حفر حفرتين وأحرق فيهما عدداً كبيراً من الشيعة لأنهم غالوا فى حبه، حتى اعتقدوا ألوهيته، فأخذ فى حرقهم، ولم يتوقف إلا حينما رآهم فرحين بذلك ويقولون: الآن أيقنّا أنك الإله؛ لأنه لا يحرق بالنار إلا رب النار، فتوقف لأنهم لا عقول لهم، ولما سُئل عن إحراقهم قال: «إنى لما رأيت الأمر أمراً منكراً أججت نارى ودعوت منبراً»، وعندى من الأدلة من كتبهم ما يملأ مجلدات فى اعتقادهم بأن الإله حل فى علىّ -كما اعتقد «الخمينى» وكما اعتقد شيخهم المعاصر إبراهيم العاملى وشيخهم على بن سليمان المزيدى وغيرهم- وأما عن الحديث الذى استدل به وهو: «الجنة محرمة على الأنبياء حتى أدخلها، ومحرمة على الأمم كلها حتى تدخلها شيعتنا أهل البيت» فقلت: إن الرويبضة ملس مدلس؛ لأن صيغة الحديث: «إن الجنة محرمة على الأنبياء حتى أدخلها، وهى محرمة على الأمم حتى تدخلها أمتى»، وليس من الحديث أبداً «حتى تدخلها شيعتنا»، فهذه من تأليفه وتخريفه.
■ «الحبيب» قال إن شخصية عبدالله بن سبأ اليهودى دست دساً كى تشوه الشيعة وهى لا أصل لها؟
- مؤسس الشيعة الروافض يهودى، وإمام المنتظر «المهدى» يهودى، وعجباً لإنكار هذا «الرويبضة» شخصية عبدالله بن سبأ، وهو فى ذلك إما جاهل وإما كذاب، واتضح أنه يجمع بين الاثنين بين ثنايا كلامه، وأنصحه أن يقرأ كتب قومه «المجوس» حتى يستطيع الإجابة، وهى معروفة للقاصى والدانى.
■ الحبيب قال إنهم لا يذمون من الصحابة إلا من يستحق الذم فما ردكم؟
- موقف الشيعة الروافض من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم وزوجاته معروف، فهم يكفرون أصحاب النبى عدا ثلاثة، وفى رواية عدا أربعة، كما أنهم يكفرون عائشة وحفصة رضى الله عنهما وأرضاهما، كما هو صنيع هذا الرجل. لكن حسبى أن ألفت انتباه الجميع إلى أن هذا الشخص لا يقرأ ولا يفهم، وإليكم مكانة الصحابة على ألسنة أهل البيت، خاصة شهادة أمير المؤمنين على فى أبى بكر وعمر رضى الله عنهما.
ولقد أتى أمير المؤمنين -رضى الله عنه- سويد بن غفلة، وكان من خاصته وكبار أصحابه، فقال له «يا أمير المؤمنين، مررت بنفر من الشيعة يتناولون أبا بكر وعمير بغير الذى هما من الأمة له أهل، ويرون أنك تضمر لهما على مثل ما أعلنوا»، فقال «أعوذ بالله أعوذ بالله مرتين، أن أضمر لهما إلا الذى أتمنى المضى عليه، لعن الله من أضمر لهما إلا الحسن الجميل».
وليس أدل على هذه العلاقة الطيبة المتينة بين عمر وعلى من تزويج على ابنته أم كلثوم لعمر بن الخطاب. بل هذا مالك الأشتر النخعى، صاحب على بن أبى طالب المقرب يثنى على أبى بكر وعمر فيقول: «أما بعد، فإن الله تبارك وتعالى أكرم هذه الأمة برسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فجمع كلمتها وأظهرها على الناس، فلبث بذلك ما شاء الله أن يلبث، ثم قبضه الله عز وجل إلى رضوانه، ومحل جنانه، ثم ولى من بعده قوم صالحون عملوا بكتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وجزاهم بأحسن ما أسلفوا من الصالحات» «الفتوح لابن أعثم 1/385». وفى خطبة أخرى يقول: «أيها الناس: إن الله تبارك وتعالى بعث فيكم رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم بشيراً ونذيراً، وأنزل عليه الكتاب فيه الحلال والحرام، والفرائض والسنة، ثم قبضه إليه وأدى ما كان عليه، ثم استخلف على الناس أبا بكر فسار بسيرته، واستن بسنته، واستخلف أبوبكر عمر، فاستن بمثل تلك السنة» «الفتوح - لابن أعثم - 1/396». وهذا هو عبدالله بن عباس يمدح عثمان بن عفان فيقول: رحم الله أبا عمرو، كان والله أكرم الحفدة، وأفضل البررة، هجاداً بالأسحار، كثير الدموع عند ذكر النار، نهاضاً عند كل مكرمة، سباقاً إلى كل منحة، حبيباً أبياً وفياً صاحب جيش العسرة، ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم «مروج الذهب ومعادن الجواهر - 3/75». وهذا هو الإمام على بن الحسين، لما وقع بعضهم فى أبى بكر وعمر وعثمان وفرغوا قال لهم: ألا تخبرونى.. أنتم «الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ» (الحشر: 8)؟ قالوا: لا، قال: فأنتم «وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِى صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ».
«على» زوج ابنته أم كلثوم لـ«عمر».. وصديقه الأشتر وصف الخلفاء بأنهم قوم صالحون
■ يقول «الحبيب» إن القرآن وصف السيدتين «عائشة» و«حفصة» بالإصغاء واشترط عليهما التوبة ولم يخبرنا القرآن بتلك التوبة؟
- إن طعنه -قاتله الله- فى عائشة وحفصة، رضى الله عنهما، أمر مردود عليه، حيث قال إن القرآن الحكيم قد نطق فى سورة التحريم بإدانة عائشة وحفصة، وأقول «صغت» بمعنى: عدلت ومالت عن الحق، وهو حق لرسول الله صلى الله عليه وسلم، كما فى «التفسير الكبير»، للرازى، وغيره، وهذا كلام كله انحراف من الناحيتين اللغوية والاصطلاحية، وبتقدير أن يكون هناك ذنب لعائشة وحفصة بسبب الغيرة، حيث حرم النبى ما أحل الله له من «مارية» -رضى الله عنها- أم إبراهيم ابن النبى صلى الله عليه وسلم، فتكونان قد تابتا منه.
فلا يظن أحد بهما أنهما لم يتوبا لما ثبت من علو درجاتهما، ولكون زوجات النبى صلى الله عليه وسلم فى الجنة، وأن الله خيرهما بين الحياة الدنيا وزينتها وبين الله ورسوله والدار الآخرة، فاخترن الله ورسوله والدار الآخرة، ولذلك حرم الله عليه أن يتبدل بهن غيرهن، وحرم عليه أن يتزوج عليهن، واختلف فى إباحة ذلك له بعد ذلك.
«القرضاوى» أفنى 40 سنة من عمره فى محاولات للتقريب.. ولم يفلح
ومن المعلوم أن النبى مات وهن أمهات المؤمنين بنص القرآن. ويكفى بإيجاز لعدم الإطالة، بالنسبة لحفصة -رضى الله عنها- ما رواه قيس بن زيد أن النبى صلى الله عليه وسلم طلق حفصة بنت عمر، فدخل عليها خالاها -قدامة، وعثمان ابنا مظعون - فبكت وقالت: والله ما طلقنى عن شبع، وجاء النبى صلى الله عليه وسلم فقال: «قال لى جبريل: راجع حفصة فإنها صوامة قوامة، وإنها زوجتك فى الجنة»، وأيضاً بالنسبة لعائشة رضى الله عنها: عن عمرو بن العاص أنه قال: يا رسول الله: من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة، قال: فمن الرجال؟ قال: أبوها.
■ وماذا عن التقريب بين السنة والشيعة؟
- أنا أدعو إلى التعايش، لا إلى التصادم، لكن التقريب من وجهة نظر «الروافض» مستحيل، وأكبر دليل على ذلك ما قاله محدّثهم وكبيرهم نعمة الله الجزائرى: «إنّا لا نجتمع معهم «أى مع السنة» على إله، ولا على نبى، ولا على إمام، وذلك أنهم يقولون: إن ربهم هو الذى كان محمد نبيه، وخليفته من بعده أبو بكر، ونحن لا نقول بهذا الرب، ولا بذلك النبى، بل نقول: إن الرب الذى خليفة نبيه أبوبكر ليس ربنا، ولا ذلك النبى نبينا».
ثانيا، هم يستحلون دماء السنة، وأموالهم، وأعراضهم، فكيف يكون التقريب؟! يقول محدّثهم يوسف البحرانى: والمشهور فى كلام أصحابنا المتقدمين هو الحكم بكفرهم، ونصبهم، ونجاستهم، وهو المؤيد بالروايات الإمامية، بل صرح بجواز قتل السنة وأخذ أموالهم، وإلى هذا القول ذهب أبوالصلاح، وابن إدريس، إذن كيف يمكن التقارب مع الشيعة الروافض الذين لا يتفقون معنا فى الرب ولا فى النبى، ولا فى الخليفة «أبى بكر»؟! كيف يمكن التقارب مع قوم يكفّرون الصحابة عدا ثلاثة فقط، وفى رواية عدا أربعة؟! كيف يمكن التقارب مع قوم يكفّرون أمهات المؤمنين ويتهمونهن بالخيانة؟ كيف يمكن التقارب مع قوم يعتقدون بتحريف القرآن، ويعتقدون بمصحف فاطمة المزعوم؟ كيف يمكن التقارب مع قوم يكفّرون الأئمة الأربعة، والصوفية، والأشاعرة، والسنة جميعاً؟ كيف يمكن التقارب مع قوم يستحلون دماء وأعراض وأموال السنة جميعاً؟ كيف يمكن التقارب مع قوم يعتقدون أن الناس جميعاً أبناء زنا إلا هم، رغم أن كثيراً منهم أبناء متعة وإعارة فروج؟! روى الكلينى: «إن الناس كلهم أولاد زنا أو قال بغايا ما خلا شيعتنا». ولقد فشلت كل المحاولات التى أقيمت لأجل هذا الغرض من قبل، وآخر من اعترف بذلك حيث أفنى 40 سنة من عمره لأجل ذلك هو الدكتور يوسف القرضاوى.
■ وهل «التقية» موجودة فى القرآن كما يقول «الحبيب»؟
- ليس أبلغ من رد إحسان إلهى ظهير الذى يقول إن استدلال الشيعة على جواز التقية من الآيات القرآنية، والأحاديث والروايات عند الخوف على النفس ليس إلا أضحوكة يضحك عليها العقلاء، والاستدلال بالروايات مثل قصة أبى جندل، وأبى ذر، وأبى بكر.. إلخ ليس إلا استدلالاً باطلاً، لأنها لا تدل مطلقاً على جواز الكذب والتقية والإصرار عليه، بل الآيات والأحاديث تدل دلالة صريحة على أن الكذب والتقية الشيعية فى الدين لا يجوز بحال من الأحوال.
بل جاء فى «نهج البلاغة» أن «الإيمان أن تؤثر الصدق حيث يضرك، على الكذب حيث ينفعك». والآن الضربة القاضية فى قضية التقية التى تكشف أنها ما اختُرعت إلا لاستحلال أموال ودماء وأعراض السنة، وإليكم الدليل: قولهم: روى الصدوق فى العلل مسنداً إلى داود بن فرقد قال: قلت لأبى عبدالله: ما تقول فى قتل الناصب؟ يقصدون به السنى، قال: «حلال الدم، لكنى أتقى عليك، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً، أو تغرقه فى ماء، لكى لا يشهد به عليك فافعل، فقلت: فما ترى فى ماله؟ قال: خذ ما قدرت». ومما يبين أن المقصود بالقتل هو السنى: ما صرح به الجزائرى من أن «العصفور من أهل السنة يجب قتله»، حيث قال: «روى أن العصفور يحب فلاناً وفلاناً، وهو سنى، فينبغى قتله بكل وجه وإعدامه وأكله»، فالتقتيل عام لجميع السنة حتى لو كان السنى طيراً.
وقال السيد حسين موسوى من علماء النجف والصديق الذى كان مقرباً جداً من «الخمينى» فى كتابه «كشف الأسرار»، حينما ذهب يهنئه بنجاح الثورة الإيرانية، قال: «وفى جلسة خاصة مع الإمام «الخمينى» قال لى: سيد حسين: آن الأوان لتنفيذ وصايا الأئمة صلوات الله وسلامه عليهم، سنسفك دماء النواصب، ونقتل أبناءهم، ونستحل نساءهم، ولن نترك أحداً منهم يفلت من العقاب، وستكون أموالهم خالصة لشيعة أهل البيت، وسنمحو مكة والمدينة من وجه الأرض، لأن هاتين المدينتين صارتا معقل الوهابيين، ولابد أن تكون كربلاء أرض الله المباركة المقدّسة قبلة للناس فى الصلاة، وسنحقق بذلك حلم الأئمة عليهم السلام.
■ الحبيب قال إن زواج المتعة شرعى، وله منافع اجتماعية!
- قوله فى المتعة واستدلاله بحديث «كنا نغزو مع النبى صلى الله عليه وسلم، وليس معنا نساء، فقلنا: ألا نختصى؟ فنهانا عن ذلك، فرخص لنا بعد ذلك أن ننكح المرأة بالثوب إلى أجل، ثم قرأ علينا: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ». وأقول إن هذا كان قبل تحريم المتعة، وقال الحافظ ابن كثير فى تفسيره إن هذا كان موضوعاً قبل تحريم نكاح المتعة، وإن هذا من قول ابن عمر وليس مرفوعاً إلى النبى، صلى الله عليه وسلم.
ولما سأل على بن يقطين أبا الحسن عن المتعة أجابه: «ما أنت وذاك؟ قد أغناك الله عنها»، ولم ينقل أن أحداً تمتع بامرأة من أهل البيت، فلو كان حلالاً لفعلن، ويؤيد ذلك أن عبدالله بن عمير قال لأبى جعفر: «يسرك أن نساءك وبناتك وأخواتك وبنات عمك يفعلن؟» -أى يتمتعن- فأعرض عنه أبوجعفر حين ذكر نساءه وبنات عمه. وأما عن استدلاله بحديث: «كنا نستمتع بالقبضة من التمر والدقيق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى بكر وعمر حتى نهى عنه عمر»، فإن النووى قال فى «شرح مسلم»: «هذا محمول على أن الذى استمتع فى عهد أبى بكر وعمر لم يبلغه النسخ»، وقوله: حتى نهانا عنه عمر، يعنى: حين بلغه النسخ»، وقال النووى أيضاً: «وليس هذا تناقضاً لأنه يصح أن ينهى عنه فى زمن، ثم ينهى عنه فى زمن آخر توكيداً، أو ليشتهر النهى ويسمعه من لم يكن سمعه أولاً، فسمع بعض الرواة المنهى فى زمن، وسمعه آخرون فى زمن آخر، فنقل كل منهم ما سمعه وأضافه إلى زمان سماعه»، هذا كلام المازرى.
وحتى لا أطيل فإنى أنهى المسألة بالضربة القاضية على المتعة من كتبهم «الشيعة والروافض» بتحريم الأئمة لها، ومنه عن عبدالله بن سنان قال: «سألت أبا عبدالله عن المتعة» فقال: «لا تدنس نفسك بها»، وعن عمار قال: «قال أبوعبدالله لى ولسليمان بن خالد: «قد حرمت عليكما المتعة». وكان أبوعبدالله يوبخ أصحابه، ويحذرهم من المتعة فقال: «أما يستحى أحدكم أن يرى موضعاً فيحمل ذلك على صالحى إخوانه وأصحابه؟». ولما سأل على بن يقطين أبا الحسن عن المتعة أجابه: «ما أنت وذاك؟ قد أغناك الله عنها». ولم ينقل أن أحداً تمتع بامرأة من أهل البيت، فلو كان حلالاً لفعلن، ويؤيد ذلك أن عبدالله بن عمير قال لأبى جعفر: «يسرك أن نساءك وبناتك وأخواتك وبنات عمك يفعلن؟» أى يتمتعن، فأعرض عنه أبوجعفر حين ذُكر نساؤه وبنات عمه.