قالت صحيفة الفاينانشيال تايمز فى عددها اليوم إنه فى وقت يبرز فيه الصراع بين قوى إسلامية وقوى مدنية فى مصر، فإن صراعا آخر يجرى بنفس الحدة بين الجماعات الإسلامية للهيمنة على البلاد، لافتة إلى أن لهذه المعركة عواقبها الاقتصادية والسياسية.
وأشارت الصحيفة إلى أن القوى الإسلامية فى مصر تتصارع حالياً للهيمنة على مؤسسات الدولة وطبيعة هويتها الدينية، وهو ما يؤثر سلبا على الاستقرار الاقتصادى والسياسى للبلاد، وبالرغم من أن المراقبين فى مصر كانوا يركزون على المعركة بين العلمانيين والإسلاميين، باعتبارها المحرك الأساسى للمشهد السياسى منذ أن فاز الرئيس الإخوانى محمد مرسى بالانتخابات الرئاسية، يرى بعض المحللين أن هناك صراعا بنفس القوة يدور بين الجماعات الدينية المتنافسة.
وأضافت الصحيفة، أن هذه الجماعات، التى تزايد حضورها على الساحة بعد الثورة، تنقسم إلى ثلاث كتل رئيسية، جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين والأزهر، ويتفق جميعهم على أن الإسلام يجب أن يلعب دوراً حيوياً فى الحياة العامة والمؤسسات والاقتصاد، ولكنهم مختلفون حول الولاءات السياسية والاختلافات المذهبية.
ووفقاً للصحيفة، يرى المحللون أن انعكاسات هذا الصراع على الاقتصاد المصرى هى أكثر نتائج هذا الصراع إزعاجا، وهو ما تجلى فى الصراع بين الحكومة والأزهر حول مشروع قانون الصكوك، وفى رفض بعض السلفيين قرض البنك الدولى من منطلق أنه ربا.
كما أشارت الصحيفة إلى انعكاسات هذا الصراع على كافة مناحى الحياة، واستشهدت برفض المسئولين من جماعة الإخوان المسلمين، أو القيادات بحزب الحرية والعدالة، لقاء المسئولين الدوليين لتنظيم الأسرة فى مصر خلال الشهر الماضى قبل مؤتمر السكان الذى سينعقد فى يونيو، ويقول أحد هؤلاء المسئولين: "لقد كانوا واضحين، حيث قالوا إنهم ليسوا ضد تنظيم الأسرة ولكنهم لا يرغبون فى إثارة المشكلات مع السلفيين".
ومن جهة أخرى، تحدثت الصحيفة حول التقاء السلفيين والإخوان فى مواجهة القيادة المعتدلة لمؤسسة الأزهر، عندما سنحت الفرصة وأصيب عدد من الطلاب بالتسمم، فسرعان ما شجب الدكتور مرسى سوء إدارة المؤسسة، وانضم السلفيون لحملة الانتقادات، وظهر هذا النزاع مرة أخرى حول التعيينات بالأماكن الشاغرة فى الهيئة المشرفة على الأزهر.
ثم تجلت مظاهر هذه المعركة مرة أخرى، وفقا للصحيفة، عندما زار مئات السائحين الإيرانيين صعيد مصر فى أبريل، حيث اتهم السلفيون الحكومة بالسماح للشيعة بنشر التشيع فى المجتمع السنى. ومن جهته، قال محمد سودان، المتحدث باسم حزب العدالة: "لقد كانوا مجرد سائحين، ولكن ربما يرجع موقف السلفيين إلى الضغوط التى تمارسها المملكة العربية السعودية التى تخشى من تنامى العلاقات بين مصر وإيران".