بقلم : صبحي فؤاد
تاريخ الامم والشعوب لا يصنعها او يغيرها الى الافضل الخونة والعملاء والمأجورين او الجبناء والخائفون الذين يفتقدون الشجاعة والرغبة فى التضحية من اجل اوطانهم واجيالهم القادمة ..هذه حقيقة واضحة مؤكدة لمن اطلع على تاريخ الدول والحضارات المختلفة منذ جاء جدنا الاعظم ابونا ادم وامنا حواء الى الارض وحتى الان.
لم نسمع ابدا عن دولة واحدة محترمة قامت فى القديم او فى عصرنا الحديث عن طريق الخيانة اونتيجة لتواطؤ بعض انصاف الرجال من ابناءها مع قوى خارجية واتما رأينا دول وحضارات قامت واستمرت فقط باصرار ابناءها الاحرار الشرفاء الشجعان وارادتهم القوية الصادقة فى تغير اوضاع بلادهم الى الافضل لهم ولاجيالهم القادمة ..وعلى العكس رأينا كل من خانوا وتأمروا على اوطانهم ووضعوا اياديهم مع قوى خارجه للوصول الى السلطة انتهى مصيرهم سريعا كما بدأ وسقطوا من فوق عروشهم الى مزبلة التاريخ بعد ان صاروا عارا ووبالا ونقاطا سوداء فى تاريخ شعوبهم .
واذا كان التاريخ علمنا ان الخونة لا يصنعونا مستقبلا افضل لاوطانهم وشعوبهم فانه ايضا علمنا بنفس القدر ان الجبناء والمترددين واصحاب القلوب الضعيفة لايصلحون لتغير اوضاع اوطانهم او صناعة حدثا او تاريخا لانهم غالبا تجدهم لا يبالون بشىء ويتسمون بالسلبية والتواكل والاستسلام للواقع حتى لو كان لا يفرق كثيرا عن واقع العبيد الذين كلنوا يعملون لدى اسيادهم مقابل لقمة العيش والمأوى البسيط .
لماذا اقول هذا الكلام ؟ لانه ينطبق على ما يحدث فى مصر عقب سقوط نظام الرئيس السابق حسنى مبارك وكل الدول التى ركبت معها قطار " ربيع الثورات العربية " كما يحلو لهم فى الغرب تسميتها رغم انه من المفروض تسميتها عكس ذلك تماما لاننا لا نشم منها رائحة الربيع وعبقة المنعش للروح والنفس وانما رائحة العفن والخيانة والتأمر وبيع الاوطان بابخس وارخص الاسعار مقابل الوصول الى السلطة فى هذه الدول المأسوف على اوضاعها.
اقول هذا الكلام لاننى ارى فى وصول الاخوان المتأسلمين الى الحكم نوع من انواع الخيانة العظمى وتدمير متعمد لتطلعات ابناء مصر وطموحاتهم فى بناء وطن جديد متحضر متقدم ديمقراطى حر يحترم ادمية كل المصريين ويتعامل مع الكل على قدم المساواة بدون تعصب او عنصرية او تميز من اى نوع.
الاخوان وصلوا الى الحكم ليس عن طريق صناديق الانتخابات كما يحلو لهم الترديد والكذب وانما بالتزوير والتضليل واستغلال الدين الاسلامى لكسب تعاطف البعض معهم وتحقيق اهداف سياسية ولكن الاخطر من كل ذلك استقواءهم بالامريكان لدعهم والوقوف بجوارهم لتمكينهم من حكم البلد والسيطرة عليها تماما رغم عن انف الجميع !!
كل البراهين والادلة والوثائق تشير الى خيانة الاخوان وتأمرهم مع الامريكان والاتراك وقطر وربما السعودية ودول اخرى لتولى الحكم فى مصر بعد سقوط نظام الرئيس السابق مبارك من اجل تحقيق تحقيق عدة اهداف تتعلق بمنطقة الشرق الاوسطى العربى اهمها حل المشكلة الفلسطنية على قفا مصر وذلك عن طريق فتح غزة على سيناء امام ملايين الفلسطنيين وتوطينهم بصفة دائمة.
على اى حال اننى لا اعتب على الامريكان ولا على الاخوان او الاتراك او حاكم قطر او غيرهم لان كل منهم له مصلحته التى يريد تحقيقها من خلال هذا التحالف الشيطانى غير المتجانس وانما اعتب على شعب مصر الذى سلم نفسه وارادته ومستقبل اولادة الى مجموعة من الدجالين الافاقين تجار الدين وتجار الشنطة ايضا ..اعتب على قيادات الجيش المصرى الذين تركوا مجلس العسكر بقيادة المشير السابق طنطاوى يسلم البلد لاخوان الخراب على طبق من ذهب حتى يضمن راحته وهو على المعاش ..اعتب على كل المصريين الذين تركوا الاخوان يصلون الى السلطة على جثث اولادهم الطاهرة الذين سفكت دماءهم بعد وكسة 25 يناير 2011 فى ميدان التحرير ومحمد محمود وماسبيرو واستاد بورسعيد وغيرهم .
واخيرا اقول للاخوان المتأسلمين او كما يحلو للبعض تسميتهم" اخوان امريكا المتأسلمين"..اجلا او عاجلا .. بعد خمسة او عشرة او عشرين عاما .. سوف يلفظكم شعب مصر العظيم الى مزبلة التاريخ ويعيدكم من جديد الى جحوركم وكهوفكم.