بقلم : بطرس يسطس
عقلية المتعلمين هى إنعكاس للتعليم الرسمى ، والتعليم الرسمى يبث فى الناس قيماً فى منتهى الخطورة ، وطريقة بث القيم هى بطريقة الإيحاء غير المباشرة ، فالتعليم يتجاهل الريف والفلاح ، ومن هنا يفهم المتعلمون أن الريف والفلاح هى أشياء غير مهمة ، والتعليم يتجاهل الشعوب المفتوحة ولايهتم إلا بالشعوب الفاتحة ، والتعليم يتجاهل الله ، ومن هنا يفهموا أن الله غير مهم ، التعليم يتجاهل الإنتاج فيفهموا أن الإنتاج غير مهم ، والتعليم يهتم فقط بالجمادات غير الحية ( حمض الكبريتيك - المغناطيس - جدول العناصر ) ، والتعليم يقول أن المادة لاتفنى ولاتخلق من عدم ( يعنى ربنا مش موجود ) ، يتم وصل المتعلم بالجهاد الإسلامى الحربى عن طريق الإغراق والإستغراق فى مئات الغزوات والحروب الإسلامية المجيدة ، والشخصيات المجيدة فى التعليم هى الشخصيات العسكرية الإسلامية أو المناهضة للغرب ( لأن إتجاه التعليم الأساسى هو تجهيز مقاتلين لمحاربة الغرب وفتحه ) ، من خلال النماذج الكثيرة من حالات الإنتصار على الغرب يؤمن المتعلم إنه أقوى إنسان على الأرض وأنه لاتوجد قوة تستطيع أن تقف أمامه ، وأنه مالك الأرض كلها ، وأنه من حقه أن يأخذ أى شىء محلى أو عالمى بدون كلمة شكر لأنه يأخذ من أملاكه الخاصة ، ولافضل لأحد عليه .. يعنى لا الفلاح له فضل على المتعلم ، ولا الأوربى له فضل على المتعلم . العقلية دى بتشعر بقدرتها على عمل أى شىء ، رغم إنها غير منتجة بالمرة ورافضة للإنتاج ( لأنها مخصصة للحرب فقط ) كما أنهم يعجزون عن إنتاج أى شىء . نواجه هذه العقلية عند مناقشة القضية القبطية .. فهم يؤمنون بقدرتهم الخارقة على تنفيذ ما يريدون وأنه لاتوجد قوة تستطيع أن تقف أمامهم ، وأن الله غير موجود وبالتالى فهم يرفضون إنتظاره ، وإنه يمكن عمل كل شىء عن طريق المعارك والحروب ( فيسعوا للمعركة بكل طريقة ) ، وأن عمل الخير لايفيد لأن أجدادنا عملوا الخير مطولاً ولم يستفيدوا شيئاً ( فالمقاتل فقط هو من ينتصر على حسب التعليم الرسمى )