توت .. بابة .. هاتور

بقلم : د. صفنات فعنييح
دي مش لوغاريتمات ولا حاجة .. دي اسماء اول شهور السنة القبطية
والكل عارفها .. حتي فلاح مصر البسيط .. حافظها في قلبة وماشي
بيها .. يزرع ويقلع علي هديها .. وكأنها بوصلة شايلها في جيبة .
وهناك في مصر عالم جليل اسمة الدكتور السيسي .. يعلم عنها
الكثير .. ويستطيع الكلام عنها باستفاضة ودقة بالغة .. يشعر
معها المستمع الية .. انة مازال طالبا في مدرسة ابتدائي .. وكثيرين
ايضا يعلمون عنها .. بإقتدار يخلب العقل .
حساب هذة الشهور جاء من  علم اجدادنا.. صانعي الحضارة ..
وبلغت دقتها الذروة .. لدرجة انك تستطيع وضعها حول معصم
اليد .. وبالنظر لها تعرف .. الدنيا امتي هتحرحر .. وميعاد قدوم
البرد .. ومتي يحل الربيع ..وكيف تنسلخ الطبيعة وهي تودع فصل
الصيف .. وامتي نلملم اوراق الخريف الساقطة .
انها خلاصة العبقرية المصرية التي كانت .
وانا كنت اعتقد خطأً انها شهور حساباتها مضبوطة علي ارض مصر
فقد .. ولكني فوجئت بعد تنقلي في اماكن كثيرة حول العالم .. ان
هذة الشهور تنطبق علي مناخ كل دولة في كثير من بقاع الارض
الامر الذي جعلني انظر بمزيد من الدهشة والإستغراب لعظمة
اجدادنا .... في شهر برمودة وهو الشهر الثامن من شهور هذة
السنة تبدأ الدنيا تحرحر وقبل هذا الشهر .. شهر آخر اسمة برمهات
تبتدأ الدنيا تدفي .. ويشعر الناس بالجو الجميل ..وقبل شهر برمهات
شهر آخر اسمة امشير يتصافح فية شهر الشتاء الطبيعة المناخية
مودعاً ..وقبل امشير .. شهر آخر اسمة طوبة .. ابرد شهور
السنة لا يحبة الاطفال ولا الشيوخ .. ويتعمل معة البالغين علي انة
شهر يتمني الجميع ان يمضي ويتركنا .. البرد فية يدخل حتي
داخل عضم الانسان .. وقبل طوبة شهر اخر اسمة كيهك لا يقل
كثيرا في بردتة عن  شهر طوبة .. ولا يحبة الكثيريين .. لنفس السبب
البرد وبكدة نصل لاوائل الشهور .. شهور السنة القبطية  ..هاتور
بابة .. توت .. وتوت هوا اول الشهور الذي يستعد الصيف فية
للرحيل .. بعد شهور الصيف وهي بشنس  .. ابيب .. بؤونة .. مسري
انها سيمفونية  رشيقة سطرها الاجداد.. وحسبوها لنا بدقة بالغة ...
وتركوها لنا كبوصلة تهدينا  .. اهتدي بها العالم القديم .. والعالم
الحديث .....

نجي احنا بغباء ضالع .. وبجهل مقظع .. نترك كل هذا المجد علي
جنب  .. ونستعمل شهور السنة الميلادية .. التي تبتدا .. بيناير
فبراير الي آخرة .. دة مش بس كدة  .. عندما احتل العرب ارض
مصر .. اصبح هناك اشهر اخري .. رجب .. رمضان  ..شعبان
شوال ..... الي آخرة ....

جلست مرة علي حافة بحيرة هادئة الاصوات .. استعرض كل هذة
الاشياء الموجودة علي ارض مصر .. ورحت اسأل نفسي  .. كيف
حدث هذا الكلام .. ان يترك المصريين عظمة اجدادهم .. ويستعملون
شهورا اخري ركيكة التصميم .. هناك شئ خاطئ  .....
كنت في مثل هذا الشهر ( برمودة ) .. وانا ابعد عن مصر آلاف
الكيلومترات .. وها شهر برمودة يقفذ من فكري .. ويوسوس في
اذني  .. يكي لي عن عظمة اجدادي .. ونحن في خسة لا مثيل
لها .. نرمي كل الماضي في سلة المهملات .. وكان الماضي
كان ورقة تلتف حول كوز بطاطا .. باعها بائع صغير ومات
بدون نقاش ان ما يحدث علي الارض المصرية .. هو عفن قد تسلل
الي فكر وفم المصريين .. وعندما تواجة البلطجية اللي في مصر
بحقائق الاموال .. تهيج فيهم كرامتهم .. وينظرون اليك بنظرة
منتقمة قاتلة .. انا عايز كل المصريين .. يمحوا هذا المثل من
اجندتهم الفكرية .. المثل القائل
عريان الطيظ .. يتأمذ تأمييييييييييييييذ .. ويقول باب الخمارة فين
مش كدة .. واللا انا غلطان