شاكر فريد حسن
ليتوقف قمع الحريات في قطاع غزة..! شاكر فريد حسن لا ريب ان الاعتداء الذي نفذته الأجهزة الأمنية الشرطية الفلسطينية في قطاع غزة على المتظاهرين في الوقفة التضامنية والاحتجاجية بمدينة خان يونس قبل أيام ، تنديداً واستنكاراً للعدوان الاسرائيلي على سورية ، واعتقال الصحفيين الذين حضروا لتغطية هذا الحدث ، يكشف بوضوح طبيعة وحقيقة المليشيات الحمساوية الظلامية ، التي حولت حياة الشعب الفلسطيني في القطاع الى جحيم لا يطاق .
فيوماً بعد يوم تشتد وتتواصل الملاحقات والمضايقات بحق الصحفيين وضد المؤسسات الاعلامية الناشطة والعاملة في الشارع الغزي ، التي تقوم بدورها في نقل الحقيقة من موقع الحدث .
ان هذه الانتهاكات والاعتداءات هي عدوان صارخ ومس خطير بحرية الرأي والتعبير والحريات الصحفية والاعلامية ، وتندرج في دائرة الكبت والقمع والارهاب الفكري، ومصادرة الرأي الآخر ، وخنق الصوت المغاير، وتقييد الحريات العامة وتكبيلها .
وان احتجاز الصحفيين ومنعهم من تغطية الاعتصام السلمي ضد العدوان على سورية هو أمر مرفوض ومدان ومخالف لقانون ومعايير حقوق الانسان . فالتظاهر هو حق لكل انسان على وجه البسيطة ، ولذلك من حق الناس التعبير عن أرائهم ومعتقداتهم ووجهات نظرهم بحرية دون قمع وكبت أو تقييد ، ومن حقهم ايضاً المشاركة في كل عمل وطني أو نشاط سياسي احتجاجي وكفاحي بصورة سلمية .
ان شعبنا الفلسطيني أكثر شعوب العالم تعرض وواجه قمع الحريات ومحاولات خنق الكلمة وتكميم الأفواه من قبل سلطات الاحتلال ، التي حاصرت المثقفين ، ولاحقت الكتاب والمبدعين والصحفيين والفنانين الملتزمين، وزجت بهم في غياهب المعتقلات والسجون ،وفرضت عليهم الاقامات الجبرية .
ونظرة الى الوراء كافية ان تبين ان معظم رجالات الأدب ورموز الثقافة والابداع الوطني والفكر المقاوم والفن التشكيلي تم اعتقالهم ، ومنعت كتبهم ولوحاتهم ورسوماتهم من قبل الرقيب العسكري الاحتلالي ، واليوم يعود هذا المشهد القمعي التعسفي ويتكررمن جديد، ولكن بأيدي الأجهزة الامنية الفلسطينية .
فلتتوقف الجرائم بحق الاعلام الفلسطيني الحر المستقل ، وليرتفع صوت الادانة ضد الخروقات والانتهاكات بحق الصحفيين والاعلاميين الفلسطينيين ، ويجب التحرك العاجل لوقف سياسة هدر وخنق الحريات الاعلامية والشخصية ، التي تمارسها مليشيات حركة \"حماس\" في القطاع .
فقد بلغ السيل الزبى وآن الأوان لردع ولجم كل الاعمال البلطجية والممارسات القمعية التي تمس حرية التعبير وحرية الصحافة والكلمة ، البعيدة عن تقاليد شعبنا الحضارية والديمقراطية . فنحن شعب متعدد العقائد والايديولوجيات والمفاهيم ، وشعب يعشق الحرية ويتوق لها، ويؤمن بالتعددية وحرية الاختلاف ، ويطمح لبناء مجتمع مدني تعددي ديمقراطي ، يتسع لكل الأفكار والاحزاب والتنظيمات السياسية والفكرية .