بقلم : هيام فاروق

بادىء ذى بِدء .. أود أن أنحنى إجلالا واحتراما لقداسة البابا المعظم الأنبا تواضروس الثانى ..

لما أبداه قداسته منذ جلوسه على كرسيه من مشاعر الأبوة الصادقة ( نمرة واحد ) والشجاعة والصراحة والحنكة والحكمة التى يبديها فى كل تصريحاته بخصوص الكنيسة وشعبه . يحتاج الأمر إلى مقال طويل لتفنيد التصريحات التى وإن كانت قليلة إلا أنها موجزة وتحمل معانى قوية ومواقف واضحة ..

ناهيكم عن محاولاته العظيمة والواضحة فى إصلاح بعض الأوضاع داخل الكنيسة وتنظيم المجمع المقدس ووضع القيادات الملائمة للمهام المناسبة ..

وإن كنت مازلت أرى بعض الشخصيات التى كان يجب إستبعادها وهم مازالوا ظاهرين فى استقبال الوفد الرئاسى وضيوف المهنئين فى المناسبات ..

ولا أعلم كينونتهم فى هذه المهام حتى الآن .. ولكن ربما يرى قداسته أنه لم يحن الوقت المناسب لاستبعادهم . وأيضا جهوده المبذولة والرائعة فى وحدة الكنائس والإنفتاح على الطوائف الأخرى وإنماء مشاعر الحب والترابط بين أعضاء الجسد الواحد .

إيــــــــــــــــــه المـــــوضـــــــــوع ؟ الموضوع هو أنه آن الآوان لفصل الدين عن السياسة ..

الموضوع هو أن الخنوع والخضوع والطبطبة خسرتنا الكثير من قبل والتى بها أهدر الكثير من حقوق المسيحيين .

آن الآوان لنظهر مشاعر الحب الحقيقى والممزوج بالحيطة والحذر والذى ظهر بجدارة فى استقبال قداسة البابا تواضروس للمسئولين الذين جائوا مهنئين فى عيد القيامة المجيد هذه السنة .. ولأول مرة أشعر فى هذا العيد المجيد بأن معظم الحاضرين لتهنئتنا كانوا يحملون مشاعر الود الصادقة والحب الحقيقى بعيدا عن التمثيليات السخيفة التى كنا لابد وأن نشربها كل سنة راغمين . لا .. لا .. هذا العيد مختلف تماما .. صحيح يخرج من الآكل أكلا ومن الجافى حلاوة . . إلا قلة قليلة منهم فقط جائت لتحسين الصورة الذهنية لدى الأقباط وتجميل وجه النظام القائم وهم كارهون .

حتى أنهم إن لم يجدوا ما يكرهونه فسيكرهون أنفسهم . أيضا إن صح هذا الخبر الذى سمعته فلزاما علينا أن نقول لقداسته ( شــــــابووووووو ) يا قداسة البابا .. فقد سمعت أن قداسته طالب وزارة الداخلية بالإعتذار رسميا للأقباط المسيحيين باتهامهم لشباب الأقباط بإحداث أعمال العنف والإجرام يوم أحداث الكاتدرائية ودفن شهداء الخصوص . وتجنبا لكلمة سمعنا .. وعلمنا .. وجاءنا خبر من مصدر كنسى وخلافه .. أطالب قداسته بعد أن سمعت أيضا عزمه على إنشاء مركز إعلامى داخل الكاتدرائية يقوم بالرد على المهاترات والشائعات والإتهامات الخاصة بالكنيسة ورجالها وشعبها .. وأتمنى ألا يكون هذا المركز الإعلامى تابعا للمركز الثقافى بل منفصل عنه تماما ماليا وإداريا حتى يكون لشعب الكنيسة وللآخرين ثقة فى مصداقية هذا المركز بعيدا عن اللبس واللغط الحادث الآن بخصوص المركز الثقافى والذى يوجد ملفه الأصلى بالكامل فى يد أحد رجال الأعمال المشهورين والذى له صفة الأمانة الكاملة .. ولكنه يرفض تسليم هذا الملف إلا فقط فى يد قداسة البابا شخصيا إن اراد قداسته . ونأمل أن يتكون هذا المركز من مجموعة من مجلس أمناء علمانيين من الشخصيات المحترمة والمرموقة والمشهود لهم بسيرة حسنة ومخافة الرب ــ ليس شرطا ممن يظهرون على شاشات الفضائيات ــ وألا يخضع هذا المركز لتدخلات رجال الإكليروس حتى لا يُزَج بهم فى تصريحات ومهاترات هم فى غنى عنها . أعلم أن المسئوليات الموضوعة على كاهل قداسته تنوء الجبال عن حملها ولكن الرب قادر أن يعينه ويحفظه سنين عديدة وأزمنة سالمة مديدة .

وكل عام وحضراتكم بخير ونصلى من أجل أن تعود مصر لشعب مصر العظيم والأصيل والمترابط . وإلى لقاء آخر .