الأقباط متحدون - دقت ساعة العمل و مؤتمر الأقباط
أخر تحديث ٠٠:٥٢ | الاربعاء ٨ مايو ٢٠١٣ | ٣٠ برمودة ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٢٠ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

دقت ساعة العمل و مؤتمر الأقباط

دقت ساعة العمل و مؤتمر الأقباط
دقت ساعة العمل و مؤتمر الأقباط

Oliver كتبها

أن يقرر الأقباط أن يجتمعوا فهذا أول الغيث.ثم أن يتحدوا فالخير قادم ثم أن يتفقوا علي عمل مشترك مناسب و واقعي فهذا هو الأفضل. ليس الآن وقتاً لفرض رؤي بل وقتاً لعرض رؤي.يجب أن نسمع بعضنا البعض دون تهجم أو تهكم.لأن لنا زمناً طويلاً أضعناه كان معظمنا يسمع فقط نفسه.و يري فقط رأيه.لذلك أجد واجبي كما أنه واجب علي الجميع أن يقدم ورقة عمل واضحة تقبل النقد كما تقبل المدح.علي أن الأهم من هذا و ذاك أنها تقبل التنفيذ .فالسياسة فن الممكن.و لغتها هي ترجمة للقوي علي الأرض.الواقع الذي يعيشه كل شعب هو بمقدار ما أنجز هذا الشعب من قوة و بمقدار ما إحترف إستغلال قوته لتحقيق مصالحه.لذلك تختلف الخطابة عن السياسة.فالخطابة لغة تخاطب أحلاماَ و تدغدغ المشاعر لكن السياسة تخاطب عقولاً و تترجم نتائج مساومات كل المتصارعين علي الأرض. من هنا أحب أن أطرح بعض الأفكار.لأن التحضير لمثل هذا المؤتمر لا يقل أهمية عن عقده و نجاح المؤتمر يبدأ بالنجاح في التحضير العلمي له. أري أنه من المهم الإتفاق علي بعض الأساسيات مثل 1- المؤتمر في حد ذاته ليس الإنجاز.بل الإنجاز الحقيقي هو في الخروج منه بخطة واقعية قابلة للتنفيذ.لذلك فإن الإسراف في إعتبار المؤتمر بمثابة طوق النجاة ليس تقييماً موضوعياً.فلو لم يتم التحضير الصحيح له و الإتفاق علي ورقة العمل قبل البدء فيه ربما يجعل المؤتمر نفسه ضربة كبيرة للعمل القبطي إذ يكشف لخصومنا كيف أننا لا نخيف أحداً لأننا لا نعرف كيف نتفق أو نخطط خطة واقعية.لذا التعجل في إقامته بدون تحضير علمي سيتسبب في آثار سلبية طويلة المدي. 2- من المهم أن ورقة العمل تحتوي علي كل الأفكار.شريطة أن يقدم كل صاحب فكرة تصوراً لجعلها ممكنة علي أرض الواقع.و إلا فهو يضع العربة أمام الحصان.أو يفرض حالة من التعجيز. هنا و أقول أن كل شيء ممكن.في السياسة يمكنك أن تجعل الخيال خطة واقعية.فيتحول الخيال إلي حقيقة.و أمامنا فكرة الشرق الأوسط الكبير نموذجاً حياً نعيشه لكيفية الإنتقال من الخيال إلي الواقع.المهم أن توجد خطة و معها قوة ما سواء ناعمة أم خشنة لتنفيذها. لا يمكن هنا أن أتغاضي عن رأي من يقولون بالإصرار علي أن كل مصر هي لنا نحن المصريون أقباطاً و مسلمون معتدلون.و لا أُسَفِه أيضاً رأي من ينادون بالتقسيم. مع علمي أنه توجد آراء بين هذين الرأيين .ليس المهم إن كنت مع هذا الرأي أو ذاك لكن لأنني تعلمت في السياسة أنه من الذكاء أن تحمل في جعبتك كل الأوراق.و تساوم بما تستطيع منها.حتي و إن كنت في قرارة نفسك لا تريد احد هذه الأوراق. نخلص من هذا بالنتيجة الآتية: علي كل صاحب فكرة أن يضع معها تصوراً واضحاً لكيف تتحول هذه الفكرة ورقة للمساومة.أو للضغط أو لأي لعبة من الاعيب السياسة.لا نفقد ورقة من أوراقها.لكن إذا إكتفينا بالفكرة وحدها دون خطة واقعية فإننا نضع أنفسنا في موقف ضعيف حتي و لو كانت الفكرة طيبة و مستساغة.أو كانت غريبة و مربكة. و من لا يستطيع أن يقنع الأقباط بفكرته عليه أن يسأل نفسه كيف سأقنع غير الأقباط بها؟ 3- أن يخرج المؤتمر بكيان قبطي واضح يمثل الأقباط فهذا سيحسب إنجازاً يغير كثيراً من موازين القوي.سيصب في صالح الأقباط و قضيتهم عموماً لكن (دائماً هناك لكن) . يجب أن يضع الحاضرون في حسبانهم أن هناك نشطاء كثيرون لن يتواجدوا بالمؤتمر.لابد إذن من وسيلة للتواصل مع الجميع.تواصلاً مستمراً يتيح مناقشة كل شيء. لجنة التواصل هي أهم لجان هذا المؤتمر.لأننا يجب أن نتوقع خروج أصوات قبطية تهاجم المؤتمر و تقلل من أعماله.يجب أن نعترف بأن البعض يتبني نظرية (فيها لاخفيها).فيجب أن نعرف كيف نمتص هذه الصدمات.

و نجيد لم الشمل .لذا من أهم أعمال لجنة التواصل و لم اسميها الإتصالات لأن مهمتها أن تصنع توافقاً ما بين المشتركين في المؤتمر و بين غير المتواجدين فيه.بين المتفقين و بين المختلفين.فهي لجنة مصالحة بجانب أنها لجنة تواصل.مع تساؤل هل من الممكن أن يتم المؤتمر في بعض مناقشاته بالفيدو كونفرانس لكي يتيح فرصة المشاركة مع من لم يتمكنوا من التواجد في المؤتمر لأسباب شتي؟ 4- الأقباط لن يجتمعوا لكي يسمعوا أنفسهم فحسب بل لكي يسمعهم الآخرون أليس كذلك؟ لهذا فمن المهم أن يوجد من يجيد الكلام بلسان الأقباط مع الآخرين.هناك من يجيد لغة التعامل مع الإسلاميين و آخر يجيد لغة التعامل مع الرسميين و ثالث يجيد لغة التواصل مع الأمريكان و رابع يجيد التواصل مع الإتحاد الأوروبي و خامس مع الأمم المتحدة و قنواتها المختلفة و سادس مع القوي الفاعلة غير الرسمية في الأوساط الأمريكية و سابع يجيد الكلام بالقانون و ثامن يعرف كيف يتفاهم مع مع الكنيسة و هكذا فمن المهم أن نجيد إختيار من يمثلنا في كل وسط من الأوساط.لذا بما أنه ليس بيننا سوبرمان يستطيع كل شيء فيجب أن نقسم العمل و نوزع المهام. ثم بعد ذلك من المهم أن توجد خطة إعلامية و قناة متخصصة تترجم العمل القبطي ليس للدعاية له بل لصناعة رأي عام مؤيد لخطته أياً كانت ماهية هذه الخطة. 5- يجب ان يلتفت البعض إلي نقطة هامة قد لا تلفت النظر و هي أنك تجيد السياسة بقدر ما تفهم مداخل الآخرين و نقاط ضعفهم و تفهم ماذا يريدون منك و ماذا يستطيعون أن يفعلون لك بغير أن يكون ذلك ضد مصالحهم في شيء. إذن بإختصار السياسة هي حرب معلومات.هذا الكلام ليس نظرياً.من هنا يمكننا أن نوصف بعض النشطاء أنهم نظريون. أياديهم تترجم الأفكار علي الورق.و آخرون تنفيذيون أياديهم تترجم الأوراق إلي واقع. تعالوا لنوصف هؤلاء الذين يمكنهم تنفيذ الأوراق إلي واقع. هؤلاء لديهم معلومات ربما إستنتاجية أو إستخباراتية أو من معاهد دراسية في أمريكا ممن يقدمون أبحاثهم للسياسيين أو من التواصل مع العارفين بالأسرار أو ... نحن هنا بحاجة لأشخاص بتعبير السياسة (داهية سياسية)...لا نحتاج إلي أشخاص تخلط المثل الروحية بالعمل الوطني القبطي.و العثور علي هذه الأشخاص و وضعها في مقدمة المشهد هو الصحيح بعينه. من هنا يجب أن نعرف أن تغلغل البعض في تواصل مع السلطات الرسمية في مصر قد يكون إيجابي للعمل القبطي.وأيضاً الإجتهاد في التواجد في صدارة الإعلام أمر مهم. بالطبع ليس المقصود هنا أن الأقباط يؤسسون فريقاً للتجسس لكن القصد أن نلم بما أمكن من المعلومات التي تكشف لنا إتجاهات لا ندركها من دونها. و عليه فلا يصح أن نتهم أحدهم بأنه خائن لأنه يضع يده في يد النظام .سيصبح خائناً فقط إذا وضع نفسه ضد مصلحة الأقباط.و كفي. يجب أن يكون واضحاً أن نجيد توفيرالمعلومات لتكون في يد من يقوم بالمساومات..هذا أمر بديهي في السياسة.و نعرف أن فئة التنفيذيين من النشطاء لا يمكن أن تعمل بإحتقار فئة التنظيرين من النشطاء.أو العكس.في السياسة تستطيع إستغلال كل الطاقات و العلاقات و الوجوه. ها الصورة بدأت تتضح الآن.المهمة شاقة أليس كذلك.نحن لسنا في مناسبة تكريمية و مكلمة أليس كذلك؟

ها نحن نحتاج لأن نعرف كيف نؤسس الكيان القبطي.لقد إتضح إذن أن الكيان القبطي فيه ما هو معلن و فيه ما هو خفي.و هذا الجزء الخفي ليس ضد وطننا مصر لكنه خفي بمعني أنه هو الذي يصنع السياسة القبطية و يجمع المعلومات لممثلي العمل القبطي و يضع في أياديهم أدوات المساومة.و أن هذا الجزء الخفي هو الجذر غير المرئي الذي يستند عليه الغصن و يستمد منه كل الطاقة و الحياة . الكيان القبطي ليس مؤسسة خيرية.ليس عملاً روحياً و إن لم يتعارض معه.الكيان القبطي هو عمق تنطلق منه صناعة الدور الوطني القبطي.هو عمل ليس ضد مصر بل يصنع مع المعتدلين المصريين مصراً جديدة نريدها جميعاً. و عند الحديث عن جمع المعلومات فإننا سنصطدم ببعض النشطاء الذين يعرفون أكثر من غيرهم.و عندهم إعتقاد أنهم جمعوا معلوماتهم بتعب و تكلفة دفعوها من جانبهم و لم يساهم أحد معهم في تحقيق هذه المعلومات.و قد يرفض هؤلاء أن يقدموا هذه المعلومات مجاناً.فليكن.يجب أن نقبل فكرة أن الفاعل مستحق أجرته.و أنه إن تنازل عن أجرته يكون ذلك كرماً منه و ليس رغماً عنه. 6- بكل تأكيد مثل هذا العمل يحتاج كيان مالي مؤسس موازي للكيان السياسي.أما عن كيف يكون هذا الكيان المالي فهناك بدائل : الأول أن يكون كياناً مستقلاً عن الكيان السياسي و هذا أفضل في رايي.و أن يعتمد في تمويله علي المؤسسات المانحة الأوروبية و الدولية أكثر مما يعتمد علي التبرعات العشوائية.يتكون هذا الكيان من محترفين لهم معرفة بإدارة المعاهد الخدمية السياسية (علي غرار معهد إبن خلدون د سعد الدين إبراهيم). و أن تكون هذه المؤسسة علمية مالية .تقوم بالدراسات و الإحصاءات و تقدم التقارير . الثاني أن يكون بوضوح مجرد صندوق مالي يتكون من تبرعات و إشتراكات و هذه فكرة مبسطة لكنني من خلال خبرتي المتواضعة أزعم أنها ستكون مرهقة .ستجعل مسئولي الصندوق في لهاث مستمر بحثاً عن تبرعات حتي لن تكفي لإقامة قناة فضائية حقوقية محترفة. الثالث أن نكتفي بتمويل كل حالة علي حدة .بمعني أنه لا يوجد كيان مالي بأي صفة.بل فقط مؤازرة عند كل مؤتمر أو عمل ما.هنا سيصبح العمل القبطي قصير النفس.يعتمد علي الأشخاص و ليس علي المنهجية .و هو أضعف أشكال التمويل. 7- المبالغة في الإعتقاد بأن هذا المؤتمر سيفعل المعجزات يضع المشاركين تحت ضغط ليس هذا إيجابياً.علينا أن نكتفي من هذا المؤتمر بتشكيل التنظيمات الفاعلة فيه.و وضع أوراق عمل متعددة لدراستها و وضع خطة زمنية للإنتهاء من هذه الدراسة ثم ننتظر مؤتمراً تالياً للمناقشات التفصيلية. نحن لسنا في سباق مع الزمن.فالتنظيم خير ضامن لنجاح أي فكرة.يكفينا أن نجيد إختيار من سيديرون هذه المرحلة.لحين الإنتقال إلي مرحلة تالية يختار فيها آخرون من يديرهم. لا يهم أن يخرج المؤتمر بقرارات و لا أتوقع ذلك.بل يهم ان يخرج لنا بكيان يجيد تمثيلنا. لن نخرج من المؤتمر لنصرح لأحد بأن القضية قد حُلت و الأقباط قد نالوا مواطنتهم الكاملة.فالقضية مزمنة و تحتاج إلي النفس الطويل.و المبالغة في تقييم المؤتمر قد يعقبها إنتكاسات ممن تصوروا أنه مؤتمر عالمي. إنه محاولة في الطريق ليس إلا.نريدها محاولة ناجحة.لكن من الأفضل ألا نبالغ في التوقعات.لنضع أهداف للمؤتمر واضحة ثم نقيس عليها أعمال المؤتمر.لنشرح للناس أن هذا ليس مؤتمر سايكس بيكو و أن تقسيم العالم سيكون أحد نتائج هذا المؤتمر.

هو فقط حلقة من الإجتهادات سبقتها إجتهادات و ستتبعها إجتهادات. الآن تعالوا نستند علي المسيح بهذه الصلاة.... سألتك أن نقوم كما قمت.لك شعبك مصر .و لك مذبحك في وسطها.في وسطها تقيم و نحن عليك نستند.جعلتها لنا أرض موعد.و حفظت لنا وعدك فيها.ستحفظه أيضاً إلي النهاية.من مصر خلَصت إسرائيل و من إسرائيل خلَصت مصر و نحن الآن بين يداك مثل الضحية فإنقذنا. سألتك مصر أن تقوم بك و لك.سألتك شوارعها و أزقتها.سألك شعبك فيها.و أيضاً الذين لم يسألوك أقمهم لأن مصر بدونك لا قيمة لها.لا طعم فيها .الحلو فيها كالمر.أقمها فتسترد النور.و تسترد الوعي و الحكمة.ليست المظالم في مصر وحدها.فالحملان وسط الذئاب في كل مكان.لعلك ترعي في الوسط.أنت أمرت أن يوضع النور علي المنارة لا تحت مكيال.نحن أيضاً نطلب منك أن تكون أنت معلناً علي منارة مصر.مهما حاول الخائبون أن يخبئوا نورك.نؤمن أنك أنت وطننا و أن الغربة الوحيدة هي التغرب عنك.فكن فينا و نحن فيك لكي نشعر بالأمان و الفرح و السلام.نحن أحوج الناس لك.فأنت حبيب القطيع الصغير.و أنت سر قوة الضعفاء.و سر غني الفقراء.و سر مجد المرذولين و أنت حياة المحسوبين للذبح. بدونك ستستمر المعاناة و تزيد الإنشقاقات أما حين تكون حاضراً في الوسط.في وسط الأفكار و المشاعر و العمل ساعتها سنري عجباً و ستزول العوائق مثلما إنشق البحر .ساعتها تتنصب أنت ملكاً علي الكل لأن هذا حقك و عملك.و يكون المجد لك أنت.و المدح لك وحدك.لكي نصبح أوتاراً في قيثارتك.تعزف ألحان التسبيح بفرح .  


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع