الأقباط متحدون - الضحك خير دواء حكمة شعبية قديمة
أخر تحديث ٠٢:٠٠ | الثلاثاء ٧ مايو ٢٠١٣ | ٢٩ برمودة ١٧٢٩ ش | العدد ٣١١٩ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

"الضحك خير دواء" حكمة شعبية قديمة


بقلم: ألبير فهيم ثابت

احتفلت ألمانيا والعديد من دول العالم منذ أيام بـ (اليوم العالمي للضحك)، وذلك من خلال تخصيص ثلاث دقائق في ذلك اليوم للضحك والقهقهة. فالضحك هو شكل من أشكال التعبير الذي يظهر خارجيًّا على الإنسان في صورة مرح وفرح. وتتعدد أسباب الضحك، الذي يوصف أيضاً بأنه رد فعل فسيولوجي نتيجة للمرور بخبرة ما مثل سماع نكتة أو عند سماع مداعبة وغيرها من الأسباب الأخرى، وهو السلاح الفعال ضد الإحباط، القلق، الشيخوخة.

 

كما يساهم في تخفيف الألم والضغوط، وإدخال السعادة والسلام النفسي على القلب، ومن الفوائد الصحية الأخرى أنه يحدُّ من ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، ويزيد من قدرتك على التأمل والاسترخاء، كما يقوي جهاز المناعة ووسائل الدفاع الطبيعية الموجودة في الجسم، كما يفيد مرضى التهاب الشعب الهوائية، وأزمات الربو عن طريق رفع نسبة الأكسجين في الدم الذي يدخل للرئة. أما فوائده في العمل فهو يمنحك التجدد بل يزيد من قدرتك على التحدث إلى الآخرين بلباقة، ويطور من شخصيتك وقدرتك على القيادة ويجعلك تبدو أكثر شباباً، بالإضافة إلى ذلك فإنه ينمي روح المشاركة وروح العمل الجماعي، ويرفع من مستوى أدائك العقلي ومن قدرتك على الاحتفاظ بالمعلومات لأطول فترة ممكنة، ويجدد الطاقة ويقوي الذاكرة، ويخرجك من دائرة الروتين، فيكفي أن الضحك الحقيقي يساعد في تنشيط 80 عضلة في الجسم.   
 

كان العرب يحبون الضحك بشكل تلقائي وعفوي، ويعرفون تأثيراته النافعة، وقد ورد هذا من خلال بعض النوادر أو القصص الطريفة، مثل نوادر جحا ونوادر البخلاء من كتابات الجاحظ، وكذلك ما ورد في كتاب الأغاني لأبي فرج الأصفهاني، يقول الجاحظ في مقدمة كتابه البخلاء: نحن بحاجة إلى الضحك لأن فيه راحة للنفس واستجماما للعقل‏، كما يقال عن الإنسان المصري: (بأنه صاحب مزاج وابن نكتة) حتى في لحظات المحن والكوارث. ولأهمية الضحك للشعوب فإنه يتم إقامة نوادٍ للضحك، والآن يوجد حول العالم نحو ستة آلاف من أندية الضحك! حاول أن تضحك مع أطفالك أو أصدقائك حتى لو لم يكن مزاجك يسمح بذلك، بل حاول أن تتذكر الأحداث المضحكة: مثل مشهد من فيلم كوميدي أو مسرحية ضاحكة أو موقف قريب مثير للضحك. حتى لو لم تضحك بصوت عالٍ فإنك ستشعر بالمرح الداخلي.
 

 وفي هذا السياق، يقول المثل الفرنسي: إن يوما لا يضحك المرء فيه ليوم ضائع، كما يقول المثل الصيني: ليس هناك من عقوبة إطلاقاً إذا جعلت الآخرين يموتون من الضحك، كما يقول الشعب الروسي: الإنسان الذي يحب الضحك له أسنان بيضاء. كما يقال أيضاً حينما يضحك الإنسان لمواجهة المواقف الخطرة التي يتعرض لها فإنه بلا شك يحاول عن طريق الضحك أن يرفع روحه المعنوية أو أن يعمل على تقوية شجاعته.
 

وأخيراً: أنصحك بتغيير طبيعتك المتحفظة بالضحك، ولا أقصد به إطلاقاً ذلك الضحك الذي قد يصبح مهنة عند البعض ، أو الضحك على مدار اليوم أو بدون سبب ، فكما يقول كتابنا المقدس : للبكاء وقت وللضحك وقت ( سفر الجامعة ) ... فكفانا الألم النفسي ، ومشاعر الحزن ، والمتاعب المحيطة بنا من كل صوب وحدب بسبب حكم الإخوان والمرشد لمصر ، بعد أن  سلبوا فرحتها ، وكمموا صوتها ، وأهانوا كرامتها ، واغتصبوا  دستورها باللجنة التدليسية الإبليسية...الخ . فالضحـك سيجعلك تندم على ما فات من عمرك وأنت جاد . استمتع باللحظة التي تعيشها فالضحك هي البطارية التي تشحذ عقولنا وأجسامنا ومشاعرنا ! . ( وذنبك على جنبك) . 

 

 

 

 

 

 

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter