بقلم: كمال غبريال | الاثنين ٦ مايو ٢٠١٣ -
٢٣:
٠٨ ص +02:00 EET
•وهكذا تجلت روح المحبة التي يكنها المسيحيون لإخوانهم المسلمين ورجال دينهم الأفاضل بالتصفيق الحار بالكاتدرائية لفضيلة الشيخ أحمد الطيب وفضيلة الشيخ مظهر شاهين. . المسألة إذن ليست تناحر ديني، بل المحبة التي يجسدها رجال دين أفاضل يجمعون القلوب على الإيمان والمحبة مهما اختلفت الأديان. . عاشت مصر حرة سالمة من كل شر. . الاحترام والتقدير والمحبة لم يستحقونها، والتجاهل والازدراء للجهلة الإرهابيين دعاة الكراهية. . تحية للشيوخ الأفاضل د. أحمد الطيب ومظهر شاهين وأسامة القوصي وغيرهم مئات وآلاف من شيوخ الإسلام الأنقياء القلب جمال الروح.
•"السلفيون يهتفون كلنا أسامة بن لادن عند مبنى الامن القومي، ويرفعون عليه علم تنظيم القاعدة". . يسقط جهاز الأمن الوطني ويعيش الإرهابيون القتلة الذين مازالت دماء المصريين تخضب أياديهم. يسقط المصريون جميعاً ويعيش الأهل والعشيرة!!. . بصراحة معاهم حق، كيف يكون هناك جهاز أمن وطني مصري في عصر إرهاب الوطن ومواطنيه؟!!. . بالتأكيد كلهم بن لادن، فليس من المعقول أن يكونوا كلهم أحمد زويل أو مجدي يعقوب أو فاروق الباز!!. . لماذا نستغرب انتماء السلفيين والشيخ حازم لتنظيم القاعدة، إذا كان لدينا إعلامي جهبذ مثل يسري فودة يبكي بن لادن باعتباره بطلاً وقديساً!!. . "كلنا أسامة بن لادن" شعار لا يعبر فقط عن السلفيين والجهاديين، لكنه يعبر عقلياً وشعورياً عن أغلبية مصرية وعربية كاسحة، ويعبر سلوكياً عن أداء أقلية فاعلة، وما أخشاه أن يكون الشعار ذاته هو الحل لوضع نهاية لهؤلاء وأولئك. . كان أسامة بن لادن تجسيداً واقعياً فاعلاً للوحش الرابض مكبوتاً ومزمجراً في داخل الملايين من شعوب الشرق الأوسط. . ترى هل هناك اختلاف أو مسافة بين فكر وفلسفة الحكم في مصر الآن وبين فكر وأيديولوجية تنظيم القاعدة؟!!. . أعتقد أن "صدام حسين" و"أسامة بن لادن" لم يعودا مجرد أشخاص، بل أحد مكونات دماء شعوب هذا الشرق اللعين. . بذرة الكراهية في مصر وضعها عبد الناصر، ليتولى الإخوان وأذيالهم رعايتها حتى صارت شجرة باسقة، ترخي بظلالها الكئيبة على كل مناحي حياتنا وثقافتنا.
لم يقفز الإخوان والسلفيون على السلطة، بل تسلقوا إليها علي "سلالم" قاعدتهم الجماهيرية، وإذا ما تم تفكيك تلك القاعدة الجماهيرية (السلالم)، فسوف يسقطون تلقائياً "على جذور رقابهم"، أما إسقاطهم قبل هذا فأحلام وهلاوس!!. . الإخوان والسلفيين مجرد بثرات تنفجر بصوت عال، المشكلة الأساسية في الجسد المضروب بالقيح، في انكفاء الشعب المصري ذاته على تلك الرؤية الدينية المنغلقة للحياة، وعندما يستفيق الشعب ويشفى من دائه الوبيل ستختفي تلك البثرات تلقائياً. . سيطرة الإخوان والسلفيين على السلطة في سائر دول الشرق الأوسط هي بداية النهاية للكابوس الذي يمثلونه ويفرضونه على البشرية منذ عقود. . هم يسطرون الآن نهايتهم بأيديهم. . احتاجت البشرية لثلاثة أرباع قرن لتبرأ من الشيوعية، وستحتاج لأقل من هذه المدة لتبرأ من الإرهاب باسم الدين. . الحيوانات المفترسة هي التي علمت الإنسان البدائي كيف يحمي نفسه منها، وبالتأكيد سيعلم الإرهابيون العالم الحر كيف يستطيع حماية نفسه وحضارته.
•تحية وتقدير واحترام للفنانة الإنسانة بحق والمصرية بحق "إلهام شاهين"، فهذا الموقف منها يدفع للتساؤل إن كان يصح القول أن نساء مصر أكثر استقامة وصلابة من رجالها.
"علي أحمد ربيع أمين عام حزب المصريين الأحرار بمحافظة الفيوم يناشد إلهام شاهين التنازل عن الحكم الصادر ضد الشيخ عبد الله بدر فى قضية السب والقذف.". . وهذا تحذير مني للجميع بعدم تأييد هذا الحزب أو اعتباره ممثلاً للقوى المستنيرة. . هذا الموقف من أمين عام "حزب المصريين الأحرار" بمحافظة الفيوم، يشي بحقيقة تكوين هذا الحزب الذي أنشأه ساويرس ليكون تجمعاً لدعاة الحداثة والدولة المدنية، فإذا به قد أصبح فناء خلفياً لطيور الظلام. . فلنحذر هذا الحزب إذن بأكثر مما نحذر الأحزاب الظلامية الرسمية. . لك الله يا ساويرس، وعليه العوض فيك يا مصر. . أنت ناجح يا نجيب ساويرس في نشاطك الاقتصادي، لكنك في الساحة السياسية أنتجت فشلاً ذريعاً، أطلقت قناة ontv وسلمتها لأمثال يسري فودة يترحمون فيها على بن لادن وعبد الله عزام، وكونت حزب المصريين الأحرار ليشغل مقاعد قياداته أمثال أمين الحزب بالفيوم. . حسناً أنك هربت وتركت المستنقع المصري يشغي بما فيه من ديدان وحشرات!!
•لا بأس أن تكون أعياد المسيحيين مناسبات يفضح فيها دعاة الكراهية أنفسهم بأنفسهم، فالذين يحرمون تهنئة الأقباط في أعيادهم طالما حاربوا عبثاً "عيد الأم"، هم أعداء الحياة وليسوا فقط أعداء المسيحيين واليهود. . تكاثر فتاوى التحريم يرجع في أساسه ليس لكثرة المحرمات في النصوص المقدسة، لكن لأنها تعطي مفتيها أهمية لما تحدثه من تأثير ودوي، وكلما أكثر أحدهم من تحريماته كلما هرع إليه الناس باعتباره الضامن لعدم وقوعهم في خطأ ارتكاب معاص، بخلاف من ينتهج التفهم والتيسير، إذ سينال التجاهل والانصراف عنه، خاصة في مزاج عام متوتر ويميل للتشدد تنفيساً عن مكبوتات اجتماعية واقتصادية وسياسية. . لقد كان الأنبا شنودة مثلاً يمسك بالأقباط من حلقومهم بفتوى تحريم زيارة الأراضي المقدسة، وفتوى "لا طلاق إلا لعلة الزنى"، وبدون هاتين الفتوتين تحديداً كان سيقف ليغني " واتاريني ماسك الهوا بإيدي"!!
•"أحمد دومة" ليس مجرد شاب، فهو رمز لملايين الشباب وللشعب المصري الذي خرج يهتف للحرية والحياة الكريمة، ثم ارتمى في أحضان أعداء الحرية والحياة، ليلقى على أيديهم سوء المصير. . لعل مقولة "لا منه ولا كفاية شره" تنطبق تماماً على البرادعي، الذي فشل تماماً في قيادة شباب ثائر وضعوا كل ثقتهم فيه، وكان أيضاً رائداً في التحالف مع الإخوان منذ بداية وصوله غير الميمون لمصر قبل الثورة. . كيف نلوم عامة الشعب على جهله وسوء اختياره، في حين أن صفوته وقياداته تتمتع بغباء تحسد عليه؟!!. . كما انتقلت الخراف بسهولة من حظيرة الملكية إلى هناجر عسكر يوليو، عادت وانتقلت بذات السهولة من حظائر مبارك إلى كهوف الإخوان. . إنها حقاً خرفان مطيعة وطيبة!!
نقلاً عن الحوار المتمدن
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع