بقلم: صبحى فؤاد
لم يحمل سيفا طيلة حياته على الارض ..لم يأمر تلاميذه واتباعة بارغام احدا على اعتناق المسيحية ..لم يهدد او يتوعد من رفض رسالته وتعليمه بالقتل او فرض اتاوه عليه او عليها ..لم يملك جيشا ومقاتلين لنشر رسالته وتعليمة بالقوه والبطش والارهاب وانما كان كل اتباعه وتلاميذه من البسطاء والناس الطيبين العاديين مثلك ..لم يملك اموالا او ذهبا او فضه لاغراء الناس بها للسير خلفة والتمسك بتعليمه ..
كان معلما قادرا وحكيما وقائدا يلتف حوله الجميع وقدوة فى افعاله قبل كلماته فكل ما قاله وعلمة لاتباعه كان يطبقه على نفسه اولا ..كان يعطى المثل الجيد قبل العظات البليغة التى تحرك المشاعر وتثير العواطف والاحاسيس ..
كان واضحا وبسيطا محبا للجميع حتى الاعداء منهم طالبنا  ان نحبهم ونصلى من اجلهم ومن اجل خلاصهم ..حتى وهو مصلوب لم يلعن ظالميه او يوبخهم ..لم يتوعدهم بالجحيم والانتقام بل غفر لهم وسامحهم وقال قولته الشهيرة : "اغفر لهم يا ابتاه لانهم لا يعرفون ماذا يفعلون".. قالها ودماءه تنزف على الصليب.
كان السيد المسيح يجوب الارض يصنع دائما خيرا ..يصنع معجزات ..يشفى المرضى ويقيم الاموات من قبورهم ..يزور الارامل والمرضى ويطعم الجوعى والعطاشى ..كان يدعو الى الحب والاحترام والود والسلام والتسامح بين الناس ..كان يدعولنشر العدالة الاجتماعية والمساواة والعدل والرحمة بين الناس.

فى اختصار كان السيد المسيح نموذجيا ومثاليا فى كل شىء ..فى حياته وتعليمة ووصاياه ولذك عاشت المسيحية وانتشرت بدون سيف وسفك دماء وتمسك بها بلايين البشر فى كل العالم بكامل رغبتهم وارادتهم.
اننى عندما انظر الى اتباع  بعض الديانات الاخرى واراهم يمارسون القتل وسفك الدماء واغتصاب النساء والاطفال وارتكاب كل الجرائم والمعاصى التى تخطر او لا تخطر على بال احد باسم دينهم ونبيهم والههم ..اشعر حقيقى بالاشفاق والحزن عليهم لانهم بدون ان يدروا انساقوا وراء تعليم شيطانى قبيح لاخير منه او فائدة تاتى من وراءه لهم او للبشرية .. فهل حقا هذا الدين الذين يدعو اتباعه لقتل الاخرين اذا لم يعتنقوه ويدخلوا فيه رغم عن انوفهم دين الهى سماوى او دين شيطانى فاشى دموى يسعى لخراب وتدمير البشرية؟
حقا لقد جاء المسيح من اجل كل انسان على وجه الارض ..جاء برسالة حب وسلام للبشرية جمعاء ..جاء من اجل الضعفاء والمتعبين والثكالى والارامل والقفراء والمقهورين والمظلمين ..جاء لكى يعطى الامل لى ولك وللبشرية ويرشدهم الى طريق الحق والخير والصواب ..لقد كان فى مقدورالسيد المسيح ان يجمع الاموال ويصبح اغنى اغنياء زمانه لان الناس كانت تثق فيه ولكنه زهد المال وطالب الاخرين ان يفعلو نفس الشىء ..وعاش حياته فقيرا لا يملك قصورا او فضة او ذهب او مزارع مثله مثل اى انسان معدم بسيط.

وكان فى مقدور السيد المسيح ان يساوم مع الحاكم  ويعقد معه الصفقات او على الاقل كان فى مقدور ان يتراجع ويهتز امامه لكى يعفو عنه عند القبض عليه حتى لا يعذب ويهان ويصلب ولكن من اجلى واجلك لم يساوم ..ولم يتراجع وقال كلمة حق فى شجاعة وقوة لكى يعلمنا ان المسيحية بقدر ما هى ديانة سلام ومحبة وسماح وغفران الا انها ايضا تعلمنا الشجاعة والقوة عندما يكون من الواجب علينا قول كلمة الحق.
لقد ترك لنا السيد المسيح تعليما جيدا قويا  واضحا ووصايا عظيمة لو تمسك بها البشر وجعلوها واقعا عمليا فى حياتهم لوجدت معظم المشاكل التى يعانون  منها طريقها الى الحل ولكان حال العالم اكثر استقرارا وسلاما ورخاءا ايضا.

ولذلك فاننى انتهز هذه الفرصة لكى ادعو جميع اخوتنا من اصحاب الاديان الاخرى لقراءة الكتاب المقدس بعقل مفتوح والتعرف على تعليم السيد المسيح والوصايا العظيمة التى تركها للبشر جمعاء لكى ليس من اجل ان يتركوا اديانهم ودخول المسيحية ولكن من اجل الوصول الى حقيقة واحدة الا وهى ان السيد المسيح جاء الى الارض وصنع كثيرا من الخير والاعمال العظيمة والمعجزات ثم عذب وصلب وقام من الاموات ليس فقط من اجل اتباعه والمؤمنين به ولكن من اجل كل نفس بشرية .
اخيرا اقدم خالص التهانى بمناسبة عيد القيامة المجيد لجميع ابناء مصر المسيحيين على ارض الوطن وبلاد المهجر واتمنى لهم ولاسرهم كل الخير والتوفيق والنجاح ..وكل عام وانتم ومصر والعالم كله طيبون.

استراليا
السبت 4 مايو 2013