الأقباط متحدون | الدنيا ربيع والجو "بديع"
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١١:٠٦ | السبت ٤ مايو ٢٠١٣ | ٢٦ برمودة ١٧٢٩ ش | العدد ٣١١٦ السنة الثامنة
الأرشيف
شريط الأخبار

الدنيا ربيع والجو "بديع"

السبت ٤ مايو ٢٠١٣ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: ماجد سمير 
كالعادة قبل الموعد السنوي لشم النسيم تخرج حملات تحريم الإحتفال بالعيد المصري الأصيل، مرة لأن السردين المملح قد انتن وأصبح  أكله حرام، ومرة أخرى سنجد من يحرم انفراد الفسيخ بالرنجة أو حتى وضعهما في طبق واحد على المائدة دون محرم، ولايتعتبر البصل - خاصة الأحمر منه - مِحرماً لأنه من المسكرات،فضلا عن ربط شم النسيم  بأعياد المسيحيين المحرمة أصلا من وجهة نظرهم، ولا أعرف لماذا لا يتم تكفير البيض سواء  الملون أو الأبيض ربما خوفا من أن "يفقسهم" المجتمع.
 
الأزمة الأبدية الأزلية للتكفيرين مع التاريخ، يعرفون جيدا أن من له تاريخ وحضارة وثقافة  لديه حصون صعبة الاختراق، وتكفير التاريخ  ورجالة ونسائه والآثار وكل من يؤمن به هو الحل الوحيد لفصل الشعب عن أصوله وطمس حضارته فيصبح صيده سهلا، ويتحول المجتمع إلى فريسة ضعيفة سهلة المنال. 
طرح التاريخ حسب تصورهم التكفيري يبدا بتصورات وهمية بأن الملك مينا وحد القطرين لكن بيده اليسرى ولم يتيمن وربما كان الجمع بين التاجين معا غير شرعي لأنهما رضعا من ثدي امرأة واحدة، وأحمس طرد الهكسوس لكنه يشبه الفاسق الماجن باسم يوسف، أما نيفرتيتي وحتشبسوت صورهن عورة وتماثليهن أصنام يجب هدمها، وكيلوباترا ارتبط اسمها لعقود طويلة بالتدخين والسجائر.
 
تركيع وتجويع مصر وشعبها الذي ساهم فيه حكام مابعد يوليو 1952   – غالبا دون قصد فقط من أجل مصالحهم – إتسق مع حلم طيور الظلام في تحويل مصر لجزء من اقليم أكبر، ومشكلتهم الأساسية مع فترة ماقبل الحكم العربي لمصر، الفترة التي كانت مصر على الأقل دولة محورية مؤثرة فيمن حولها، إن لم تكن دولة عظمى، فتصبح العادات الموروثة عبر آلاف السنوات حرام أبسطها على سبيل المثال لا الحصر سبوع الأطفال وكذا الاحتفال بشم النسيم. 
 
وأتذكر أن والدتي رحمها الله في شم النسيم كانت تصر دائما على ايقاظنا في الخامسة صباحا لبدء اليوم مبكرا جدا، نذهب إلى النادي والتنزه في حدائقه،  وأكل البيض الملون والرنجة والفسيخ بمصاحبة الفرقة الماسية للبصل بكل أنواعه وأحجامه، وعلى مدار سنوات عمري إرتبط عيد الربيع في ذهني بأغنية سندريلا السينما المصرية الراحلة "سعاد حسني" الدنيا ربيع، اشعر  بسعادة غامرة لمجرد سماعها.
 
ومع اقتراب عيد الربيع وجدت نفسي أعيد قراءة كلمات الأغنية بشكل جديد يتسق مع الواقع السياسي لمصر ومع أحلام حكامنا الجدد، قراءة من المؤكدا لم تخطر على بال المبدع الراحل فنان الشعب صلاح جاهين أثناء كتابته لكلمات الأغنية الخالدة، فالإخوان بكل بساطة يروا أن حكمهم حقق الآمال والأحلام للشعب ولايرى الإنجازات إلا المعارضة والإعلام الفاسد وكلمات عمنا الراحل صلاح جاهين في الأغنية - حسب القراءة الجديدة لها – ملائمة جدا .. الدنيا ربيع والجو" بديع" ووجود كلمة "بديع" أكبر دليل على موافقتهم على الاحتفال بشم النسيم وكذا مدى استنارتهم، والنهضة التي تعيش فيها مصر في ظل حكمهم،  لكن يجب اخراس المعارضة حتى تسمتر النهضة الأمر الذي عبرت عنه الأغنية بشكل واضح جدا عندما قالت سندريلا " قفل لي على كل المواضيع.. قفل.. قفل.. قفل .
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :