الأقباط متحدون - الجمعة العظيمة
أخر تحديث ٠٤:٥٧ | الجمعة ٣ مايو ٢٠١٣ | ٢٥ برمودة ١٧٢٩ ش | العدد ٣١١٥ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

الجمعة العظيمة

الجمعه العظيمه
الجمعه العظيمه

كتبها Oliver


سر عصا موسي
عصاك  يا موسي أنهكت  في قيادة شعب غليظ الرقبة.شعب ورث التكبر عن الفراعنة و التجبر عن بني عناق.

لا أدري من أين جئت بها ؟ أحقاً كانت فرعاً من أحد اشجار الفردوس؟ هل هي التي قاد بها آدم و شيث قطعانهما.أم تسلحا بها ضد الوحوش؟ هل هي التي سلمها الأبرار من جيل إلي جيل حتي قاد بها نوح القطعان و الوحوش إلي الفلك؟  هل هي التي بها سار إبراهيم إلي أرض لم يعرفها و هناك رعي و تباركت أملاكه أكثر من الملوك؟ هل هي العصا التي رعي بها يعقوب عند خاله لابان؟هل هي التي أعطاها يهوذا لثامار مع المنديل و الخاتم؟ هل هي التي وقعت في يد يثرون فأعطاها لموسي و بها صنع العجائب الكثيرة؟ هل تاهت عصاك يا موسي حتي وصلت ليد يوسف البار الشيخ هذه التي أفرخت ثم تسلمها يسوع حتي النهاية ؟ لا أدري لكنه ربما الخيال.

إذا كانت عصاك يا موسي سر لا ندريه فكم من الأسرار مختفياً في الصليب؟ إذا كانت لهذه العصا قوة فكم بالحري تكون قوة صليبك يا سيدي المخلص.
عصاك يا موسي شقت طريقاً في البحر حيث الأرض التي لم تطأها قدم إنسان.و صليب سيدنا الصالح أيضاً شق متاريس الحديد و أخرج الراقدين في الجحيم إلي أرض لم تطأها إنسان قبل  الصليب.

عصاك أكلت حيات فرعون و صليب المسيح غلب الحية القديمة.

موسي ضرب الصخرة بعصاه فخرج من جنب المسيح دم و ماء.

عصاك يا موسي وضعت في تابوت العهد  بعد موتك كذلك نحن نحفظ صليب ربنا في تابوت العهد الجديد.(أي القداس الإلهي).

يهوذا العقيم
ليس مكان للخائن وسط بني العلي.إن احببت الفضة فالأفضل أن تغادر موكب السيد لأنه متضع و لكنه غيور لا يقبل أن تغيظه بمحبة المكسب.
الخيانة ليست في أن لا تخطئ لكن الخيانة أن تحب الخطية لا التوبة.

هذا الرجل عقيماً لأنه لم يستثمر محبة المسيح العميقة له.من هو عقيم مثل يهوذا إلا الذي يريد أن ينفصل  عن المسيح.
من هو العقيم سوي النفس التي إن حصدت فهي تأخذ لنفسها و حسب.

من هو العقيم سوي الذي لا يسمع و ينتبه إلي تحذيرات و تبكيت الروح في الداخل بل يمضي وراء فكر قلبه كثور يرتمي في حفرة بكل  قوته.

من هو العقيم سوي إنسان يعيش وسط الكنيسة دون أن يتجه بصره للمسيح الذي أسسها بدمه و هو حاضر في وسطها.

من هو العقيم سوي الذي يعيش العهد الجديد بفكر الناموس .الذي يضع الخمر الجديدة في زجاج عتيق.

من هو العقيم سوي الذي يقبل أن يخفي النور الذي فيه تحت مكيال الخوف أو الجهل أو الحماقة.هذا هو يهوذا كل الأوقات.

الرب فتح لي اذنا و أنا لم أعاند
فتحت أذني.إرتضيت أن تشتريني و أنا قبلت أن أكون خادمك كل العمر.ثقبت أذني لأكون لك و ليس لغيرك.و لماذا أعاندك و أنت حنون حتي ما فوق الإدراك.كيف أرتد عنك و أنت لا شبيه لك.أنت الأعظم المكلل بالبر  و الأقوي المملوء إتضاعاً و الأغني كلي السخاء و الأحن  المملوء رقة و لطف.فلماذا أنا أبحث عن سيد لنفسي سواك؟ لم أر منك إلا حب و نعمة و مغفرة فماذا يعوزني بعد.

بيلاطس
قابلته في الصبح لكنني أحببت الظلمة أكثر من الصبح.أيقظونني فلم أنتبه.كان الجميع يظن أنني أحاكم يسوع.لكنه بنظراته كان يحاكمني.كنت أسأله و أرتعد في داخلي.لا أنصحكم بشيء أيها الشعوب لا أنصحكم سوي بألا تجعلوا المسيح خصماً.لا تقفوا أمامه نِداً لنِد
.
أنا الرجل الذي جاءته فرصة لم تتح لكل البشرية.أنا الذي كان بإمكانه أن يخمد الظلم و ينصف البرئ.لكنني ما نصفته.كان مصراً أن يصمت و أنا كنت أخشي أن يتكلم.لو نطق لكنت قد تورطت مع الشعب و رؤساء الكهنة.كان  يسوع يهدف الموت فلم أستطع الوقوف في طريقه.لكنني ظلمته.و غسلت يداي من دمه جهلاً به.لقد ظلت دماءه تؤرقني الليل و النهار.منذ حاكمت ملك اليهود ما رأيت راحة.كان ثقل في قلبي كل الوقت.فتمنيت الموت لنفسي .أنا هالك لا محالة.لكنني لأخفف هذا الثقل أقول لكم لا تحاكموا المسيح مثلي.قفوا خلفه لا أمامه.إتبعوه فهو بالحق الملك لا القيصر.إخضعوا لكلامه و لصمته.يسوع هذا هو الحق.كلما جاء إسمي أمامكم تذكروا الرجل الذي بدد فرصة نجاته.و إكتفي أن يغسل يديه بماء لا يستطيع أن يطهر القلب.تذكروا أن بيلاطس هو الوالي الذي لم يستطع أن يحكم مدينته .طوبي للرجل الذي يترك يسوع يحكم مدينته.

باراباس
ما رأيت مثله.محرر العبيد.إجتمعوا عليه و أنا أكثر ما يعلم إنحيازهم للظلم.كانوا يريدونه أن يجيب.كنت أنا أخشي أن يجيب اسئلتهم.كان دفاعه عن نفسه يعني موتي أنا.أنا بكل ملء الفم أقول المسيح أنقذني من الموت.قتله الظلم ؟ نعم قتله الظلم مرة.قتله الصمت؟ نعم قتله صمته ألف مرة.

كان عنده إصراراً عجيباً أن ينقذني.كان بيني و بينه حواراً بالنظرات.كان سؤال الشعب هو الفيصل.من تريديون أن أطلق لكم .كنت أظنه أنه سينطق بعد أن تجاوز بصمته كل فرص النجاة.كنت أظنه سيخشي الموت مثلي.يبدو عليه أنه لا يخش الموت.بل بكل قوة يتجه نحوه كمن يصارع خصماً ببسالة.

لما صرخوا إطلق لنا باراباس ما صدقت أذني.فأنا ضد بيلاطس و ضد الكهنة و ضد الشعب .لم أكن أتوقع صوتاً واحداً يهتف لي طوال العمر.بل كنت سبب رجفة للقلوب إذا نطق إسمي.كان سؤال الشعب من أطلق لكم هو حكم النهاية لي.فمنذ متي تهتف الشعوب للصوص؟ منذ متي يطلقون اللصوص و يقتلون البرئ؟

لما أطلقوني تسمرت قدماي .لم أغادر المشهد.كنت أعتقد أن الشعب يحبني.إنتظرت أن يحتضنني أحد لتهنئتي بالخلاص من الموت لكن أحداً لم يهتم.إنتظرت أن يصرخ أحد أقاربي فرحاً بنجاتي لكن أحداً لم يهتم.إنتظرت أن يسألني أحد عن مشاعري و يبادلني فرحي بالحياة لكن أحداً لم يهتم؟ فلماذا إذن طالبوا بإطلاقي؟ لقد تسمرت هنا لأفهم.كانت المرة الأولي التي أردت فيها أن أفهم قيمة الحياة.معني الحب.سر الخلاص.فوقفت دون أن أعني أحداً ممن حولي.لقد هتفوا لي مرة واحدة ففاجئوني مرة.ثم تجاهلونني بعدها فتفاجئت مئة مرة.بل ألف مرة.بل بقية حياتي التي قضيتها مديناً للمسيح .كنت أعرف أنه لن يتكلم معي لأن الصمت ساد المحاكمة.فقلت أن أحاوره بنظراتي.
 
أنتم تقولون أن المسيح فداكم .قولوا ورائي أنا أعرف أكثر منكم. قولوا اللص يفهم المسيح أكثر من الكهنة.أكثر من رؤساء الكهنة.أنا لا أفهم اللاهوت لكنني أجزم أن المسيح مخلصي.أنا لم أقرأ كتاباً في حياتي لكنني أثق بجملتي أن المسيح سر حياتي التي أحياها الآن.أنا لم أحضر درساً و لم أتلق تعليماً لكنني أفهم أكثر من المعلمين و عندي أكثر مما تسمعونه في قاعات المجمع لذا أقول لكم أن المسيح رغب في الموت حباً فيَ. أنا أثق أنه أتي لأجلي أنا.تقولون أنه مخلص الكل فليكن لكنني أنا أهتم بما إختبرته.هو مخلصي أنا.

سمعان القيرواني
كنت عائداً من الحقل.كنت مرهقاً فاليوم آخر الأسبوع و العمل لابد أن يتم قبل أن يأتي السبت.أنا لم أكن منشغلاً بشيء سوي بالحقل .و في السبت أذهب المجمع لأسمع النبوات.

منذ نزحت من القيروان و أنا أضع في قلبي ألا أكون خصماً لأحد و لا أنشغل بالتحزبات.في بلدتنا الصدوقيون الذين لا يؤمنون بالقيامة و كان قيافا مثلهم.في بلدتنا أتباع هيرودس الذين إذا ما حلوا في مكان إلا و الضجيج يتبعهم.و كان هناك الفريسيون الذين صعبوا كل شيء علينا.أنا لم أكن مرهقاً من تعب الحقل وحده بل أيضاً من تعب الحياة كلها.فالحياة وسط الكتبة و الفريسيين لا تدع طعماً للراحة.

في صباح ذاك اليوم الرهيب كان الناس علي غير عادتهم يتوافدون تجاه قصر بيلاطس.كان العيد قريباً.و إطلاق أحد الأسري تقليداً صنعه هيرودس.لذا ظننت أن الناس ذاهبون كل في طريقه ليهتف لأحد أقرباءه .كانت تحدث مشاجرة كل عيد.كانت كل جماعة من الناس يهتفون لمن يخصهم و يريدون تحريره في العيد.و كانت نهاية كل مرة مشاجرة عظيمة تختطف الفرحة من الجميع و تثير الذعر.لذلك كنت أتجنب الذهاب إلي ساحة القصر.فقلت أن أمضي إلي حقلي فهو ملئ بالأشواك.

عند عودتي و كانت الساعة السادسة من النهار.سمعت ضوضاء .فحقلي في الطريق إلي الجلجثة حيث المكان الذي نتجنب جميعاً نحن اليهود أن نقترب منه لئلا نتنجس في السبت.

كنت مضطراً للمرور من هناك كل يوم.أما اليوم فمختلف عن كل الأيام.كان زحاماً رهيباً و رأيت رجلاً من ظهره.كان يحمل صليب العار.هذا الذي كنت أتحسب له.أنا لا أريد أن أتنجس في السبت.لقد إعتدت أن أري هذا المشهد سنوياً.هتاف مع أحد و ضد أحد غيره.إطلاق أسير و صلب آخر.كنت لا أطيق هذا المشهد.لكنه اليوم غير كل عام.

بمجرد أن رآني جنود الوالي إنقضوا عليَ قائلين هاتوه ليساعد هذا المصلوب.و جرجرونني مثل خرقة بالية و أنا أصلاً منهك من العمل الشاق طوال النهار.لكنني ما كان يمكن أن أقاوم.فإنجذبت نحو المصلوب.في الحقيقة كلمة إنجذبت لا تعبر عن المعني,لأنني حتي اللحظة أشعر بنفس الشعور أنا منجذب دوماً لتلك اللحظة.

كان يسوع مضطرباً تحت الصليب.يضربونه ليحمل الصليب و هو منهك من الصليب فيزيدون آلامه ألماً و أتعابه تعباً.كان علي ما يبدو يريدون أن يقتلوه قبل أن يصلبوه.يبدو أنهم يكرهونه جداً.

نظرت إليه و نظر إليً.ضاعت متاعبي و نسيت نفسي في تلك اللحظة.من هذا .وجهه ينزف من كل شق في خدوده.رأسه ينزف من كل شوك في جبينه.كتفه ينزف من كل جرح .ظهره ينزف و علامات السياط تمكنك من أن تعد عدد السياط التي جلدوه بها.

هذا المصلوب لم يتبق منه شيء لا ينزف.هذا المصلوب مختفياً تحت الدم.متسربلاً بالدم.نعم ثيابه حمر من بصرة. لم يتكلم.و لم أتوقع منه أن يتكلم.أنا أعرف قساوة الرومان.لقد أنهكوه و لكنهم مصرون أن يحمل الصليب.إقتربت منه أنا المنهك مثله.كان عرقي يختلط بدمه.رفعت الصليب معه.كنت أضع الصليب علي كتفي قليلاً ثم أجعله علي كتفيه.كان أشد مني رغم معاناته.حمل الصليب في صمت.لا لقد تأوه قليلاً .نعم سمعت أناته .و هو كمن سمع ضربات قلبي المتسارعة.بمجرد أن اسندت الصليب علي كتفيه إسترحت.كان صليباً عظيم الثقل.كان صعباً أن أحمله.تعجبت لقوة المصلوب.كيف يستطيع أن يحمله؟ ركلني أحد الجنود .أخرجني من المشهد.سار الموكب بالمصلوب.رفعوه علي العود.كانت كتفاي تؤلمني.كانت نظراته لي و نظراتي له حواراً لم ينقطع.صليب المسيح صار كل دنياي.ليس هناك في حياتي أفضل من تلك اللحظات.أنا أفتخر بصليب المسيح.أنا لن أطيل الكلام.دعوني فإني مريض حباً.
 
مذكرات شاة
أنا كنت شاة في قطيعه.كان الموت نهايتي مثل كل الخراف و الشياه.كان يربضنا في مراع خضر.كان راعياً شفوقاً.في الليل كان يحرسنا في الحظيرة.لم يكن لحظيرتنا باب.كان ينام بدلاً من الباب.لذلك قال لكم أنا هو باب الخراف.كنا نحن الخراف لا ندوس عليه أبداً.فما رأينا راعياً في حنانه.أقول لكم بلغة الشاة.لا تدوسوا دم المسيح.

تعرفون أن الشاة لا تصيح كثيراً حتي ظننتم أنها صامتة.لكن الراعي الصالح كان يحدثنا.لذلك أحببنا الصمت.

هل تعرفوا متي كنا نحزن؟ حين كان هناك رجل يجئ ينظر وسط القطيع .ثم يختطف إحدانا.فتذهب و لا تعود.وقتها كنا نسمع عن الذبائح .كانوا ينادوننا دائماً أننا خراف للذبح.للذبح وحده.ما كان هذا يؤرقنا أكثر مما يؤرقنا الحرمان من الراعي الصالح.

كنا نريد البقاء معه.هل أنتم مثلنا يا معشر البشر؟ هل تحبون البقاء معه أنتم أيضاً ؟ أم تراكم منشغلين بالذبائح.أليست محبته من كل القلب أفضل من تقديم ذبيحة.لأنه قال لنا مرة أن الذبائح لا تسره بل القلب المنكسر.

لكن أعظم ما في مسيحكم في رأينا نحن الشياه أنه في محاكمته كان صامت مثلنا.لم يقاوم لكي لا يوقف تدبير خلاصكم.وضع نفسه للذبح كما نفعل نحن أيضاً.هل أنتم يا معشر البشر تفرحون بموته كما نفرح نحن الخراف.لقد أنقذنا نحن من أيدي العهد القديم.أليس عندكم عهد جديد كما هو عندنا؟ أخذوا راعينا و جعلوا علي كتفيه صليباً .أنا يا معشر البشر كنت أنام علي هذين الكتفين.كم مرة ضللت و كان يهيم في الليل يبحث عني ثم لما يجدني يحتضنني و يحملني علي منكبيه.لماذا إذن تكرهون الراعي الحنون يا معشر البشر؟ ماذا صنع بكم حتي أنكم تنتقمون منه هكذا؟

نحن الخراف جميعاً مستعدون للموت مجدداً لو كان هذا يريحكم فتطلقون المسيح ليعود لنا لأننا نعرف صلاحه أكثر منكم.أقول هذا و أعرف أنه يحبكم أنتم أكثر منا.و أنا شاة صغيرة لم أكن أتعجب من محبته لكم.حتي أنه يتكلم مثلكم و يعيش مثلكم و يتعب مثلكم.لقد شابهكم في كل شيء يا معشر الناس.كان يذكرنا في كل وقت أنه إبن الإنسان لأننا من فرط حبه كنا نظنه الحمَل بيننا.و هو بالحقيقة الحَمَل.

قولوا لي يا معشر الناس لماذا تجلدون ذبيحتكم قبل الموت ؟ عندنا نحن الخراف نعرف أن الجلد بعد الموت لكي تسلخون جلودنا ؟ أأنتم تسلخون الذبيحة قبل الموت ؟ يا لقساوتكم يا معشر الناس . ثم لماذا تسمرون ذبيحتكم؟ هذا الحمل العجيب لن يفر منكم.لم يكن يفر منا أبداً بل كان يبحث عنا إذا ضللنا .ألم يكن يبحث عنكم أنتم أيضاً ؟ فلماذا تسمرونه؟ هل فر منكم؟ نحن الشياه لا نفر من الموت.و هو كشاة سيق إلي الذبح مستسلم لم يفر فلماذا تسمرونه؟ أنا لا أفهمكم يا معشر الناس.ايسر عندي أن أفهم الراعي الصالح أكثر مما أفهم الناس.إفعلوا مثلي و ليكن الراعي الصالح نصب أعينكم أكثر من الناس.إفهموه .إقبلوه.هذه نصيحتي لكم أنا الشاة الحزينة علي موت يسوع.

عند الصليب
ما جدوي الكلام ..اصمت معك.أصمت مثلك.حبك للبشرية يكفي.يكفي حتي الأبدية.
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter