بقلم: نرمين رضا
الصراعات الايدولوجية أصبحت تغطي الجميع ،عربيًا ودوليًا واقليميًا، وهى تتمثل فى الفرق بين( القديم والحديث أو كبير وصغير أو شرق وغرب). وما يتعقبها من تمييز فئة على حساب الأخرى أو فريق على حساب الأخر كأنك فى لعبة لا بد من فائز وخاسر مما يجعلك تفكر قائلاً( لِمَا كل هذا الضيق؟!).
وإزداد  تأثيرها فى مجتمعنا عقب تكرارأحداث المصادمات، والصراعات التى تنشب بين( المسيحين والمسلمين)، والتي قد يكون البعض منها أثر مشاجرات عادية، وتنتقل إلي طائفية وما يعقبها من خراب ودمار إجتماعي، كما هو الحال في... أحداث الفوضى والقلق الذى تشهدها ديروط حاليا.
 فالتوتر هو السمة الأساسية السائدة فى هذة المنطقة والمحيطين بها، فلا يقتصر التمييز الذي نشاهده فى الأحداث والصراعات، بل لمجرد السير فى الشارع ترى العين تتحدث كما أنك تسمع صوت فى أذنك على الرغم من بعد المسافة بينك وبين الآخر، واذ بأشخاص يسبون ويلعنون وكأنك قاتل ومجرم! فى حين عدم المعرفة بينك وبينهم إطلاقًا، بل لمجرد دمج بين الخلافات العادية وإحتسابها وتحميلها بالطائفية. 

فالمناخ العام هو الذى طرح بكثرة تلك المشاحنات، مع غضب شديد وحظرغير متوقع وما يعقبة أيضا من تمييز طائفي يبدأ فردي، ثم ينتشرإلى جماعي أو إحتساب خطأ غير متوقع من معدومي الضمير، ومنحلي  الأخلاق يضر بالجميع مع عدم مراعاة الفرق بين الطائفية والتمييز، فهذه الصراعات من أهم الاسباب التى تدفع للتمييز .
هناك فرق كبير بين(التمييز، والطائفية)
 فالتمييز بين شخص وأخر أو فريق وأخر، هو الطبيعى الذى نعرفه بتفضيل شيئ عن غيره، على حسب التقرب أو المنفعة، فملامحه تظهر بمجرد نظرة العين التي تعد أولى علامات التفضيل. 
ففى السابق كان تمييز خفي أو من تحت لتحت -على حسب اللفظ الدارج -أو حتى على الورق فى ترقية أو خلافه .....الآن علنيا بالنطق و الفعل والتعبير فى المواقف اليومية أو الأحداث العادية.

أما الطائفية، هى تلك الصراعات والمشاجرات التي تحدث بين (مسيحين ومسلمين ) وتتطور متخذة صفة الطائفية دون مراعاة الإتجاهات القومية أو البسطاء من الجانبين الذين لا يستطيعون مواكبة تلك التيارات والوقوف فى وجة التيار، ومن ينتج عنها من تفشي الغضب وازدياد الاحتقان الطائفي بين المواطنين.
 من أهم المساوئ التى تقع على رؤسنا هو (التمييز الطائفى) الذى إزداد بشكل غير طبيعي هذة الايام،  بل إندمج مصطلحي( التمييز والطائفية) بشكل يعد ويمثل خطر داهم على المجتمع المصري وكأنك فى دائرة صراع ، مع إزدياد الفهم الخاطئ فى كثير من الأحيان، مما يسبب حالة من الزعروالقلق والفوضى التى يتعقبها أضرار جسيمة على الجانبين .
وقد تصل إلى حد الوفاة أو خراب للجميع ودمار القيم والمبادئ وإنحلال الأخلاق، كما هو الحال أيضا عند التصريح بأعمال بناء أو تعلية أو تشيد داخل دور العبادة المسيحية، وعدم قبول هذا من الطرف الآخر بإقتباعة التام بعدم أحقية المسيحين فى ذلك أو إستخدام إسلوب غير واضح ينتج عنه إستفزاز للغير وتحفيذه على الرد بقسوة، مما يسبب إخلال بالأمن العام .

 كنت أنتقل بإحدى سيارات نقل عام ، وكان بجواري أحد الركاب فى المقعد الأمامي بالسيارة( نزل الراكب وأصبح هناك مكان لا يشغله أحد وأثناء السير إستوقفت إحدى المحجبات السائق حتى تركب، فنزلت لكي تركب هي لاني كنت سوف أنزل على بعد 300 م فقط من هذة المنطقة،   وفوجئت برد قاسي منها .. أنت واللي ذيك يركبوا جنب السواقين رديت قائل حضرِتك انا نازل بعد 300م ومش عاوزه أنزلك ، قالت إنزل إمشيهم لو مش عاوزاني أركب جنب السواق وقصدك إيه ، مما جعلني أمسك بالباب واغلقة فى وجهها على الرغم من انني لا أحب العنصرية أو التعصب إطلاقًا ، ولكن إذ بالسائق الذى يريد أن ينزلني وترك وراء ظهره أنها لا تريد الركوب بجواره، ومعرفته بمنطقة نزولي وكأنة يفعل شيئ قومي وواجب ضروري .
  و فى غاية الاستفزازية التى جعلتنى أرد بأنة يحضر رجل بجواري بدلاً من ركوبها جانبي ، وكان هذا هو الحل الأمثل للجميع، على الرغم من حزني الشديد وضيقي لتفهم وتفاقم هذا الموقف وبهذة الطريقة والتي توضح التمييز الديني وخطورتة على الحياة العادية والتعاطف السلبي) .
 وليس ذلك فقط فعند التوجه إلى الأسواق التجارية؛ لشراء الأغراض اليومية الحياتية تجد الفروق الشاسعة فى التعامل، وأيضا فى السلوك فمنهم من يعلي السعر أو إعطائك منتج ليس بنفس الجودة أو حتى الإسلوب فى البيع والشراء. والأغرب من ذلك من يسوق لك سلعة وبكل بشاشة التى تجعلك وتحسك إن الدنيا لسه بخير وتصدق كلامه، ومجرد العودة للمكان مرة أخرى قد تسمع ضحكات سخرية أو تغير فى الاسلوب والتعامل وهذة مواقف تتكرر من الجانبين .

أليس من حق الجميع السير والعيش وتلبية الاحتاجات الضرورية دون تفرقة و تمييز بين مواطن وآخر على حسب دينة ونوعة وجنسة ؟!!!!
 لو نظرنا للتمييز الطائفى ما هو إلا تعبير عن الكراهية والغضب و التعصب الأعمى من الجانبين دون مراعاة المشاركة المجتمعية أو الحس القومي الذى تلاشى تماما؛ بإتباع مثل هذة السلوكيات الخاطئة، التى وإن دلت على حقد وكره قاسي للغاية وفشل اجتماعي خطير يؤدى لتدهور عام.
بل التمييز والتفضيل العادى ما هو إلا عدم إحترام الآخر، سواء بنفس الدين أو عدم  الالتزام بأخلاقيات الحديث، أو الانسانية، أو ما يترك في نفس الآخر من حزن وضيق أثر ذلك التمييز.
الايدلوجيات وفروقها من قديم وحديث، تعطي فرصة لكي ينتج حالة وسطية لعمل موازنة ومواكبة وتكيف اجتماعي ، وأيضا من شرق لغرب تنتج مناخ لتقارب الافكار، وكبير لصغير، ليس صراع بل تتطور بيلوجي للانسان من طفل لمراهق ثم اب وحفيد ......لكن الصراع الطائفى تفشى وسيطر وأعطى فرصة لضعفاء النفوس من التوغل لتحقيق أغراض ومصالح شخصية واللعب على وتر الطائفية