الأقباط متحدون - الدم الرخيص والدم الغالي
أخر تحديث ٠٣:١٧ | الجمعة ٣ مايو ٢٠١٣ | ٢٥ برمودة ١٧٢٩ ش | العدد ٣١١٥ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

الدم الرخيص والدم الغالي


بقلم: إيهاب شاكر
منذ وجود الإنسان على الأرض، ومنذ دخول الخطية للعالم، وأصبح دم الإنسان رخيصًا على أخيه الإنسان، فقد قتل قايين أخيه هابيل، واستباح دمه، هل تعلمون لماذا وباسم ماذا، قتله لأنه أرضى الله، وقدم ذبيحة أرضت الله، ولأن الله رفض عطية قايين المقدمة من الأرض ومن تعب يديه، وهنا الله يقول أن الخلاص ليس بأعمالك ولا منك أصلا، بل من الله وبالطريقة التي يراها الله، وهنا تم القتل باسم "الدين" نعم قُتل هابيل باسم الدين، لأن قايين رأى أن هابيل "كافر" ولابد من قتله، ليس فقط بسبب الحقد، فالحقد هو من ضمن أعراض المرض، مرض التدين، الذي يرى أن عليّ أن أرضي الله على طريقتي أنا وبمجهودي أنا، وكل من يفعل غير ذلك هو كافر، ويستحق القتل، فأنا أمثل الله على الأرض وأنا أدين أخي الإنسان، وسأقتله وبذلك أقدم خدمة لله، أما الله فقال لقايين، صوتُ دَمِ أَخيك صارِخٌ إِليَّ من الأَرضِ، فعلى الرغم من أن دم هابيل كان رخيصا جدا على قايين، إلا أنه كان غاليًا جدًا على الله، فالله لم يخلق الإنسان ليقتل ويسفك دم أخيه الإنسان، بل ليعيش في المحبة معه، كما يحب الله الإنسان، ويحب الآب الابن، لكن بدخول الخطية دخل الشر، وسفك الدم، والحروب، وكل نتائج السقوط، نتائج العصيان، ومن ضمن النتائج أن يُضطهد كل مؤمن بالله حقيقي مِن مدعي الإيمان بالله، من متدين، وكلمة تدين هنا ليست بفضيلة، بل المتدين هو الذي يتبع بعض الطقوس الخارجية، ويظن أنه عن طريقها يتقرب لله، والله قد أعد طريقا آخر غير التدين، لكن الإنسان هو الإنسان، فهو يحب أن يعمل بيده ويخلص نفسه بنفسه، فيقدم من ثمر الأرض التي هي ملعونة أصلا، من ضمن النتائج أن يُعتدى على المسيحي قولا وفعلا، بسبب إتباعه للمسيح، بسبب اعتماده على ذبيحة الله التي قدمها لخلاص العالم، ويظن كل من يعتدي عليه أو يقتله أنه يقدم خدمة لله، ويأتي قول الله: "صوتُ دَمِ أَخيك صارِخٌ إِليَّ من الأَرضِ" لكن هل فقط سيستمع الله لصوت الصراخ ويظل ساكنا؟؟! الله العادل القدوس الذي يقول: "لي النقمة أنا أجازِي يقُول الرب"، فماذا فعل الله مع قايين؟

  فَالآن ملْعون أَنت مِن الأرض التي فتحت فاها لتقبل دم أَخيك من يدِك. متَى عملْت الأرض لا تعود تعطيك قوتَها. تَائهًا وهاربًا تَكون في الأرضِ».فَقَال قَايِين لِلرب: «ذنبِي أَعظم من أَن يحتَمل إِنك قَد طردتني الْيوم عن وجه الأَرضِ، ومن وجهِك أَختفي وأكون تَائهًا وهاربًا في الأرضِ، فَيكون كل من وجدني يقتلني" (تكوين 4 : 11 – 14 ) هذه هي الكلمات التي قالها الرب لقايين ورد قايين على العقاب، فالله هو العدل وهو القدوس.
 
فالتاريخ، والتاريخ المصري الحديث جدا، لمن يلاحظ ويقرأ، يثبت أن من يعتدي على المسيحيين لم ولن يمر عليه 40 يومًا إلا و يسقط مقتولا أو مسجونًا أو مطرودًا. 
 
 السادات حدد إقامة البابا شنودة يوم 9 سبتمبر, قتل السادات في 6 أكتوبر. 
ثم الاعتداء على كنيسة العمرانية من قبل الشرطة ومحافظ الجيزة، فقامت الثورة ضد الشرطة, في عيد الشرطة وأقيل محافظ الجيزة. 
ساعد حبيب العادلي الإرهابين بتفجير كنيسة القديسين 1 يناير 2011, قامت الثورة يوم 25 يناير 2011، ثم تم حبسه، ولم يخرج حتى الآن.
قال الشعب، بعد الثورة، "الجيش والشعب إيد واحدة"، ولكن بعد دهس الجيش للأقباط في ماسبيرو، في شهر سبتمبر، قام نفس الشعب بعد أحداث محمد محمود، وقالوا "يسقط يسقط حكم العسكر" في نوفمبر. 
 
قام الإخوان بالاعتداء على الأقباط، واعتدوا على الكاتدرائية في 7 أبريل فماذا سيحدث لهم في خلال 40 يومًا؟؟؟؟ بالطبع ربما يكون قد حدث حيث ظهور الجريدة، بعد شهر من الأحداث، ربما.
 
حيث باقي 38 يومًا على نهاية حكم الإخوان، بحسب هذا التحليل. 
الله أخذ حق هابيل، وهو يدين المسكونة بالعدل، فانتظروا عدله، وهو في العلا أقدر.
تحدثت في هذا  المقال عن دم الإنسان الذي أصبح رخيصًا على أخيه الإنسان، في العدد القادم، إن تأنى الرب في مجيئه وأحيانا، وأعطانا فرصة، سأتحدث عن الدم الغالي!!

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع