بقلم: إيهاب شاكر
منذ وجود الإنسان على الأرض، ومنذ دخول الخطية للعالم، وأصبح دم الإنسان رخيصًا على أخيه الإنسان، فقد قتل قايين أخيه هابيل، واستباح دمه، هل تعلمون لماذا وباسم ماذا، قتله لأنه أرضى الله، وقدم ذبيحة أرضت الله، ولأن الله رفض عطية قايين المقدمة من الأرض ومن تعب يديه، وهنا الله يقول أن الخلاص ليس بأعمالك ولا منك أصلا، بل من الله وبالطريقة التي يراها الله، وهنا تم القتل باسم "الدين" نعم قُتل هابيل باسم الدين، لأن قايين رأى أن هابيل "كافر" ولابد من قتله، ليس فقط بسبب الحقد، فالحقد هو من ضمن أعراض المرض، مرض التدين، الذي يرى أن عليّ أن أرضي الله على طريقتي أنا وبمجهودي أنا، وكل من يفعل غير ذلك هو كافر، ويستحق القتل، فأنا أمثل الله على الأرض وأنا أدين أخي الإنسان، وسأقتله وبذلك أقدم خدمة لله، أما الله فقال لقايين، صوتُ دَمِ أَخيك صارِخٌ إِليَّ من الأَرضِ، فعلى الرغم من أن دم هابيل كان رخيصا جدا على قايين، إلا أنه كان غاليًا جدًا على الله، فالله لم يخلق الإنسان ليقتل ويسفك دم أخيه الإنسان، بل ليعيش في المحبة معه، كما يحب الله الإنسان، ويحب الآب الابن، لكن بدخول الخطية دخل الشر، وسفك الدم، والحروب، وكل نتائج السقوط، نتائج العصيان، ومن ضمن النتائج أن يُضطهد كل مؤمن بالله حقيقي مِن مدعي الإيمان بالله، من متدين، وكلمة تدين هنا ليست بفضيلة، بل المتدين هو الذي يتبع بعض الطقوس الخارجية، ويظن أنه عن طريقها يتقرب لله، والله قد أعد طريقا آخر غير التدين، لكن الإنسان هو الإنسان، فهو يحب أن يعمل بيده ويخلص نفسه بنفسه، فيقدم من ثمر الأرض التي هي ملعونة أصلا، من ضمن النتائج أن يُعتدى على المسيحي قولا وفعلا، بسبب إتباعه للمسيح، بسبب اعتماده على ذبيحة الله التي قدمها لخلاص العالم، ويظن كل من يعتدي عليه أو يقتله أنه يقدم خدمة لله، ويأتي قول الله: "صوتُ دَمِ أَخيك صارِخٌ إِليَّ من الأَرضِ" لكن هل فقط سيستمع الله لصوت الصراخ ويظل ساكنا؟؟! الله العادل القدوس الذي يقول: "لي النقمة أنا أجازِي يقُول الرب"، فماذا فعل الله مع قايين؟