الأقباط متحدون - البلاوى فى الفتاوى
أخر تحديث ٢٢:٠٠ | الخميس ٢ مايو ٢٠١٣ | ٢٤ برمودة ١٧٢٩ ش | العدد ٣١١٤ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

البلاوى فى الفتاوى

البلاوى فى الفتاوى
البلاوى فى الفتاوى

فاروق عطية

  استطبع أن أجزم أن أشد أعداء الإسلام لو أنفقوا بلايين الدولارات لتعبئة العالم لكراهية الإسلام لما استطاعوا أن يقوموا بالجهد الذى قام به المدافعون عن الإسلام بما يقدمونه من فتاوى أقل ما يمكن أن تصفها بأنها مقززة وحتى لا تليق بمن يفتى بها, وأصبح مثلهم مثل الدبة التى أرادت أن تحمى صاحبها النائم من ذبابة حطت على أنفه فضربته بحجر فحطمت رأسه..!!

   امتلأت محطات الإذاعة والتلفزة بالعديد من مدعى الفتوى بدون علم أودراية يفتون فى الغث والثمين, كصنبور سائب بدون جلدة  يسح الماء بلا توقف.

والغريب أن معظم الفتاوى تافهة والأغرب أن المستفتى والمفتى أشد تفاهة, على سبيل المثال تستفتى سيدة وأظنها إمرأة لعوب عن حرمانية خلع ملابسها فى وجود كلبها, فيجيبها المفتى الهمام أنه إذا كان الكلب أنثى فلا جناح عليها أما إذا كان الكلب ذكرا فحرام حرام حرام.

إلى هذا الحد من السفه وصلت فتاوى مدعى الدين والتدين وهم أجهل من الجهل نفسه. قد يكون هذا مقبولا من دعاة شباب لم يتفقهوا فى الدين ولم تعركهم الحياة، ولكن أن تصدر الفتوى من شيخ جليل يتربع على كرسى أستاذية الحديت والسنة بكلية أصول الدين ويضع فى كتابه الذى يُدَرّس لطلبة الأزهر أحاديث لا يقبلها عقل ولا منطق فهذا ما يحير ويثير السخط والسخرية.

فقد قدمت الإذاعية الشهيرة هالة سرحان فى برنامجها الناجح هالة شو ثلاث حلقات مع الشيخ عبد المغنى عبد القادر والعديد من الضيوف الذين أجمعوا على استنكارهم لحديث رضاعة الكبير خمس رضعات مشبعات حتى تصير أما له بالرضاعة ولا تحل له. وأمام طوفان المعارضة أصر فضيلته على أن الحديث صحيح لا شك فيه لقوة سنده, مدعيا أنه وضعه فى كتابه دفاعا عن السنة ضد المهاجمين الأمريكان, وأن من واجبه الدفاع عن السنة كمتخصص فيها. ثم عرج على حديث الذبابة وأصر على أنه حديث صحيح أيضا, ولمن لا يعرفون حديث الذابه فهو كالآتى: جاء فى صحيح البخارى أن الرسول (ص) قال:" !ذا سقطت ذبابة فى طعام أحدكم فليغمسها حتى آخرها ثم يخرجها لأن فى أحد جناحيها داء وفى الآخر دواء", ثم أردف قائلا أنه قرأ بحثا علميا لأستاذ كبير فى دولة عظمى أنه اكتشف أن تحت جناح الذبابة الأيمن دواء شاف لمرض السكر جارى تصنيعه. ولست أدرى ما دخل أمريكا فى هذا الموضوع؟ ربما أراد فضيلته استدرار عطف المعارضين بمهاجمة أمريكا كما يفعل الكل بلا مناسبة.

وليت فضيلته يعلم أن أكبر مراكز الإثارة لدى الأنثى تكمن فى ثدييها وأن مجرد مداعبة حلماتها تنهار كل مقاومة لديها وتستسلم لمن يفعل. اليست دعوته رضاعة الكبير هى دعوة للدعارة وليست للوقاية من الفتنة..؟!! أما عن حديث الذبابة الذى يصر على أنه صحيح رغم أن ما جاء به لا يقبله عقل ولا منطق بل يؤدى للتقزز والغثيان. وكلامه عما أثبته العلم حول ذلك ليس إلا كلام مرسل لا سند له, وأنا أتحدى أن يدلنى عن أى متخصص فى علم الحشرات قد قرأ هذا البحث ويدلنا عن إسم هذا العالم القائم به وإسم الدورية العلمية المنشور بها هذا البحث علما بأن كل البحوث العلمية موثقة ويمكن الرجوع إليها بسهولة وبسر.

   كما اتصل بى صديق مشاغب يسألنى عما كتبه أخى د.عزت عطية عن فتواه التي يبيح فيها للمرأة ارضاع زميل العمل منعاً للخلوة المحرمة والتى أدت لاستياء وسخرية علماء الدين خاصة بعد ان طرحت عبر وسائل الإعلام بشكل فج مما دفع اعضاء مجلس الشعب " قبل الخريف العربى" للتهديد بتقديم طلبات احاطة اذا لم يتحرك الأزهر ويتخذ إجراءًا عقابياً  وان يقوم مجمع البحوث الإسلامية باصدار بيان يحسم فيه هذه القضية التي أثارت لغطا كبيرا في الشارع المصري.  فقد أباح د.عزت عطية للمرأة العاملة ان تقوم بارضاع زميلها في العمل منعا للخلوة المحرمة اذا كان وجودهما في غرفة مغلقة علي ان يكون الإرضاع خمس رضعات مشبعات حتى تياح الخلوة, وأضاف في فتواه ان المرأة في العمل بعد رضاعة زميلها يمكنها ان تخلع الحجاب وتكشف شعرها أمام من ارضعته مطالبا بتوثيق هذا الإرضاع رسميا ويكتب في التوثيق ان فلانة ارضعت فلانا.  فضحكت وقلت له إن هذا المفتى لا يمت لى بصلة قرابة ولا أعرفه مجرد تشابه فى الأسماء, ورغم سقطته هذه فهو عالم فاضل ورئيس قسم الحديث بكلية أصول الدين جامعة الأزهر.

   يقول د. محمد المسير الاستاذ بجامعة الأزهر: إن ارضاع الكبير ليس حكما شرعيا وقد أجمع الفقهاء علي ان هذا الإرضاع لا يثبت التحريم. وما ورد من آثار حول هذا الموضوع قضية خاصة لا يقاس عليها ولا يفتي بها ولا تمثل مشكلة في المجتمع الإسلامي, وأضاف ان هذه الفتوي كاذبة شرعا لاننا بهذا نبرر الجريمة ونقنن الفاحشة وندعو إلي الفجور, وتساءل من هو الإنسان السوي الذي يرضع ثدي امرأة حتي لو حلب له اللبن ؟ بلاشك سيكون إنسانا شاذا وغير مستوفي الأخلاق ومتهماً في فطرته. يقول د. عبدالصبور شاهين الأستاذ بكلية دار العلوم جامعة القاهرة: إن هذا نوع من الدعارة الرسمية ولا يقبله عاقل لا لأخته ولا لإبنته ولا حتي يقبله مسلم لغير المسلمة ولذلك أتمني ان يهال التراب علي هذا الرأي وعلي صاحبه, وأضاف اننا للأسف وصلنا لحد اننا نبيح أعراضنا أمام العالم ولا ينبغي ان نلتمس المبررات للدعارة وسلوك الفاحشة, وطالب باتخاذ إجراء عقابي من الأزهر لردع أي إنسان يخرج عن ثوابت الدين, وان يصدر مجمع البحوث الإسلامية بياناً يستنكر فيه ما حدث لتصحيح الصورة العامة للإسلام والمسلمين.

   والأخطر والأشد إثارة للدهشة انزلاق قدم رجل جليل كنت أظنه المثل الأعلى فى الانضباط وإعمال الفكر فيما يكتب على الأقل بحكم منصبه وهو فضيلة الشيخ د.على جمعة مفتي الديار المصرية "السابق" فى فتواه عن تبرك الصحابة بشرب بول النبي وقد تكون فتواه هذه أخطر علي الدين من فتوي إرضاع الكبير‏  ليس فقط لأنها تخاصم العقل الذي ينبغي أن يكون المعيار الأساسي لتقويم أي نص ديني يزعم البعض انتسابه للإسلام‏ لأن الإسلام يعلي قيمة العقل‏ ويجعل التفكر والتدبر والتأمل واستخدام العقل فريضة تلزم كل مسلم‏ فضلا عن الجهالة وفساد الذوق اللذين يتسم بهما هذا القول الذي يصعب تصديقه حتي وإن ورد في نص مكتوب‏. ولأن وجود أي نص في أي كتاب خارج النص القرآني‏ لايمنحه حصانة من النقد أو يعفيه من ضرورة إخضاعه لأحكام العقل مهما كان اسم الكتاب ومهما يكن ذيوع شهرة صاحبه‏.‏ وأظن أن الضرر الذي يلحق بالدين الإسلامي جراء نص التبرك بشرب بول النبي بالغ وخطير‏‏ لأنه يضع المسلمين في دائرة التخلف‏, ويتصادم مع صحيح الدين الذى يعتبر بول الإنسان نجسا ينبغي التطهر من آثاره حتي تصلح صلاته وعبادته بما في ذلك بول النبي‏, لأن الرسول بحكم النص القرآني بشر تسري عليه كل ضرورات أحكام الطبيعة الإنسانية التي تسري علي البشر بما في ذلك الموت‏.

  منذ أيام فى حديث تليفونى مع الدكتورة منال الطيبى فى برنامج تلفزيونى للإعلامى وائل الإبراشى أفتى الشيخ ياسر برهامى بجوازمعاشرة الصغيرة جنسيا من سن ثلاث سنوات, وحين حاوَلَت محدثته الاعتراض قال لها: أنا باقول آية من القرآن يعنى كلام الله وليس كلامى, ثم أردف كنوع من الإرهاب الفكرى قائلا: هوانتى مقتنعة بالقر’ن ولا لأ ؟

http://www.youtube.com/watch?v=M_5gfL1xiwE

   وبمناسبة الأعياد المسيحية وعيد القيامة المجيد قام الدكتور عصام العريان (على غير عادة الأخوان, وربما كان لدواعى الانتخابات القادمة) بتهنئة الأقباط بعيدهم, ولذلك تلقى العريان انتقادا حادا من السلفيين, فقد شن الشيخ زين العابدين كامل عضو الدعوة السلفية هجوما حادا عليه قائلا: أن من يهنئ الأقباط فى عيد القيامة فهو آثم, مؤكِدا أنه لا يجوز إطلاقا تهنئة الأقياط على اعتقادهم المناقض لصحيح الدين الإسلامى ونص كتاب الله, من أن المسيح عيسى عليه السلام قد صلب, وكيف يجلس المسلم الموحد بالله فى مكان يقال فيه أن الله تعالى له ولد وأنه صلب ومات يوم الخميس ثم قام يوم الأحد ليجلس على يمين أبيه وطالب “الشحات” الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة بالتوبة والندم علي ذنبه الذي ارتكبه بتهنئة الاقباط علي صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك” وأقول لهذا المدعى التقوى والإيمان أن التهنئة بالأعياد لا شأن لها بالاعتقاد الدينى فحين نهنئ مجوسيا أو بوذيا أو هندوسيا بأعيادهم ليس معنى ذلك أننا نؤمن بدياناتهم, فقط نحن نتمنى لهم الخير والعافية, وعموما نحن لا يشرفنا أن تأتى التهنئة من جاهل بأصول دينه ويكفينا التهنئة القلبية من عموم المسلمين المخلصين لدينهم وعلى رأسهم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب. كما أذكره بأن موت السيدالمسيح وقيامته لا يخالف العقيدة الإسلامية وليقرأ الأية الى تقول:"سلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا"
   كما أفتى شيخ السلفية اليمنى الحبيب عمر بن محمد بن سالم بن حفيظ بفتوى شديدة الغرابة جاء فيها" والغالب أن الجن ينكحون النساء وهن على الكراسى. إن من أخطر المفاسد التى بليت بها أمتنا العظيمة ما يسمى بالكراسى وما شابهها من الكنبات وخلافها, مما هو شر عظيم يُخرِج من الملة كما يخرُج السهم من الرمية, وأن السلف الصالح كانوا يجلسون على الأرض ولم يجلسوا على الكراسى, ولو كان فيها خير لفعله حبيبى وقرة قلبى وروح فؤادى المصطفى عليه الصلاة والسلام ومن تبعه بإحسان. وما يجلبه الكرسى أو الأريكة من راحة تجعل الجالس يسترخى, والمرأة تفتح رجليها, وفى هذا مدعاة للفتنة والتبرج. فالمرأة بهذا العمل تُمكّن الرجل من نفسها كى ينكحها, وقد يكون الرجل من الإنس أو الجن, والغالب أن الجن ينكحون النساء وهن على الكراسى."

http://rem2s.com/news/general/28783.html

   وأحدث الفتاوى وأكثرها إساءة للإسلام والمسلمين فتوى جهاد المناكحة. وهى فتوى صدرت من قبل الداعية السعودى الوهالى الشيخ محمد العريفي مدعمة بصورة من تغريدة له على تويتر, ورجال دين اخرون ممن يدعمون الحركات الإسلامية المقاتلة في سورية, ما سمي بـ”جهاد المناكحة” في سورية. وتنص هذه الفتوى على إجازة أن يقوم المقاتلون ضد النظام السوري من غير المتزوجين أو من المتزوجين الذين لا يمكنهم ملاقاة زوجاتهم بإبرام عقود نكاح شرعية مع بنات أو مطلقات لفترة قصيرة لا تتجاوز الساعة أحياناً يتم بعدها الطلاق وذلك لإعطاء الفرصة إلى مقاتل آخر بالمناكحة. وذكر رجال الدين الذين أفتوا بهذه الفتوى "إن الهدف منها هو تمكين المقاتلين من حقهم الشرعي بالمعاشرة وهو ما يزيد من عزائمهم ويرفع من معنوياتهم القتالية". ومن بين الشروط المطلوب توافرها في الفتيات المجاهدات بالنكاح هو أن تتم الـ14 من العمر أو تكون مطلقة وترتدي النقاب أو الزي الشرعي, وقد اعتبروا أن هذا الجهاد هو "جهاد في سبيل الله وفق الصيغ الشرعية يخول للقائمة به دخول الجنة", ولعمرى فهم يقننون الدعارة ناسين أن الزنا فى صحيح الدين من الكبائر التى تدخل النار ويئس المصير, وأعجب كيف يقوى المجاهد على القتال بعد جهد جهيد قضاه فى متعته الرخيصة  ؟!!

http://www.elbashayer.com/news-254897.html

    وفى النهاية أتساءل ما هي الفائدة التي تعود علي الأمة من وراء هذه الفتاوي وما الداعى لكثرتها فى هذا العصر الأعوج أم ان الأمر يراد به اشغال الناس بسفاسف الأمور وتافهها, ولمصاحة من نشكك فى الديانات ونرميها بكل قبيح..؟!!  سنظل متخلفين طالما تمسكنا بهذه التفاهات التى لا يقبلها عقل ولا منطق. يسير العالم من حولنا  بسرعة الضوء ونحن نسير بسرهة الجحش, يبحث علماء العالم فى علم الجينات والاستنساخ لاستنباط قطع غيار بشرية ونحن نتداوى بالرقى والحجامة وبول البعير, يبحث العالم فى عظائم الأمور ونحن نبحث فى سفاسف الأمور مثل هل الأفضل ارتداء جلباب قصير أم طويل, وهل ندخل الدار بالقدم اليمنى أم اليسرى, نتبول وقوفا أم جلوسا, تلبس المرأة الحجاب أم النقاب...؟!!
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter