الأقباط متحدون - رنا.. شائعات تحولت لحقائق !!
أخر تحديث ٠١:٤١ | الاربعاء ١ مايو ٢٠١٣ | ٢٣ برمودة ١٧٢٩ ش | العدد ٣١١٣ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

رنا.. شائعات تحولت لحقائق !!

بقلم : جرجس وهيب 

تعيش محافظة بني سويف بصفة عامة ومدينة الواسطي احدي مدن المحافظة أجواء ساخنة وعدوانية ضد الكنيسة والأقباط منذ اختفاء فتاة الواسطي رنا حاتم كمال خلال شهر فبراير الماضي وهذا الموضوع دليل قاطع علي أن الشعب المصري تربة خصبة للغاية للشائعات ولديه القدرة والقابلية لتصديق أي شيء 
أولا أؤكد علي تعاطفي التام مع أسرة الفتاة كما أتعاطف مع جميع من لديهم أبناء مفقودين سواء كانوا بنين أو بنات كبار أو صغار مسلمين أم أقباط فاختفاء احد الأبناء أيا كانت الأسباب شيء مؤلم للغاية  
 
وأعود إلي تحليل موضوع اختفاء فتاة الواسطي فهذا الموضوع عبارة عن مجموعة كبيرة من الشائعات والاجتهادات والتخمينات والتحليلات والاتهامات والافتراءات تحولت بمرور الوقت لمجموعه من الحقائق والمسلمات التي يتم تداولها ألان  
 
وسأركز علي الجزء الخاص بالكنيسة أما الجزء الخاص بالمتهم بإخفائها إبرام هو أجدر عن الدفاع عن نفسه وعن الاتهامات التي توجه إليه ويستطيع أن يدافع عن نفسه من أي مكان هو موجود فيه ليريح ويستريح ليؤكد أو ينفي هذه الاتهامات   
 
وفيما  يخص الاتهامات التي وجهت للكنيسة بعد ترويجها من عدد من الشيوخ كلها اتهامات باطلة وافتراءات وتحريضات لإيهام العامة من المسلمين بان الكنيسة لديها عصابات ( تنظيمات ) لتنصير الفتيات بعد عمل السحر لهم لإعطاء المسلمين الحل والمبرر في مهاجمة الكنائس وهي طبعا طريقة التيار السلفي الذي يتنفس كذبا فيما يخص الأقباط وعقائدهم ويعتمد علي الأمية المنتشرة بين قطاع عريض من المصريين الذين لا يعقلون الكلام 
 
 فالربط بين الكنيسة واختفاء الفتاة لأنه وجد عند الفتاة مجموعة من الأوراق التي بها معلومات تخص تعلم العقيدة المسيحية ليست دليل تماما علي علاقة الكنيسة بها فهذه الأوراق عبارة عن خواطر للفتاة مكتوبة بخط اليد يمكن أن تحصل عليها من المواقع الاليكترونية أو الفضائيات فالمعلومات عن أي شيء سواء الأديان أو الفنون أو الآثار تملأ المواقع الاليكترونية وهل هذه الأوراق عليها أختام للكنيسة ؟ بالطبع لا وهل في هذه الأوراق ما يخص احدي الكنائس ؟ بالطبع لا وهل شاهد احد الفتاة تتردد علي الكنيسة ؟ لا وهل الكنيسة بالواسطي لها علاقة بالموضوع ؟ لا وهل وجد ما يثبت وجود علاقة للكنيسة باختفاء الفتاة ؟ بالطبع لا 
 
كما ادعي البعض أن الفتاة كانت تتردد علي احد الكهنة وهو الذي علمها المسيحية فانا تقابلت مع الكاهن المقصود وقال لي انه لم يقابل الفتاة مطلقا ولم يراها في حياته ورقم التليفون الذي قيل انه رقم تليفونه وهو رقم يبدأ 011 وانه ليس لديه رقم في شبكة اتصالات مطلقا وانه قال هذا الكلام لأسرتها عندما زرته 
كما ادعي البعض عن عمل سحر للفتاة لأنها من وجهة نظرهم كانت تشعر بألم في جسمها وتشعر بالعطش كلام واهي ولا يصدقه طفل فمن منا لا يشعر في بعض الأحيان بألم في جسمه ومن منا لا يعطش هل فتاة الواسطي الوحيدة التي تحس بالعطش كلام فاضي حوله بعض شيوخ التحريض والعنف إلي حقائق يتم تداولها الآن علي أنها حقائق بل ألصقت بعقول البسطاء ويتعامل عدد كبير من المسلمين البسطاء ألان مع المسيحيين علي اعتبار أنهم سحرة ويختطفون الفتيات المسلمات فهذه جريمة كبري لابد أن يحاسب عنها من أشاع هذه الشائعات التي شرخت العلاقة بين المسلمين والمسيحيين بمدينة الواسطي بعدما كانت علاقة متينة 
 
والادعاء بوجود تنظيمات تابعة للكنيسة اتهام ساذج للغاية فكيف للأقباط والكنيسة في هذه الأيام التي تعتبر أسوء أيام تمر عليهم منذ عصر الاستشهاد تقوم الكنيسة بتشكيل تنظيمات فالأقباط يعيشون بالعافية وسط حالة من التعصب الاعمي ضربت المجتمع منذ تولي مرسي الحكم بدعم من جماعة الإخوان وحلفائهم الإسلاميين وما هو الدليل علي هذه المعلومة وأين تكون هذه التنظيمات ؟ ومن هما أعضائها ؟ ولماذا لم يتقدم صاحب هذه المعلومات ببلاغ للنائب العام؟
 
وأوجه علي المستوي الشخصي عدة رسائل 
الأولي لفتاة الواسطي أن تخرج لتتحدث لأسرتها مباشرة عن مكانها وعن وضعها الحالي وهل هي اعتنقت المسيحية أم ما زالت مسلمة وهل تم اختطافها أم غادرت المنزل بمحض إراداتها لابد أن تتكلم لتزيل هذا اللغط وتريح أسرتها ومن يعاقبون من الأقباط بسبب غيابها    
والرسالة الثانية لأسرة الفتاة نحن جميعا نتعاطف معكم ومن حقكم أن تطمئنوا علي ابنتكم ولكن هناك من يتلاعب بكم ويستخدم الموضوع سياسيا وطائفيا فمهاجمة الكنائس ومتاجر ومنازل الأقباط لن يحل المشكلة ولكن الذي يحل الموضوع هو الهدوء والتعاون بين الجميع  سواء الأمن أو الكنيسة والأزهر  فالكل مطالب بالمشاركة في البحث عن الفتاة كما أطالب الأجهزة الأمنية بالبحث عن جميع الفتيات المختفيات سواء المسلمات أو القبطيات وإعادتهم لأسرهم لان جميع الأسر تتألم كما تتألم أسرة فتاة الواسطي
 
وأخيرا انأ لا استبعد إن يكون تم احتجاز رنا وإبرام من قبل جهة ما لإفساد العلاقة بين المسلمين والمسيحيين وبخاصة قبل الانتخابات البرلمانية  ولشغل أنظار المواطنين عن الفشل الذريع للرئيس محمد مرسي وعن عمليات أخونة الدولة بدليل أن أبرام المتهم بإخفاء الفتاة لم يخرج سواء بخطاب أو بمكالمة ليدافع عن والده أو والدته وابن عمة أليس ذلك غريب !! أو أن تخرج رنا عبر فيديو مصور تؤكد أو تنفي كل ما يقال من شائعات
 
فمن استئجار مليشيات حماس لقتل المتظاهرين في ميدان التحرير واقتحام السجون وأقسام الشرطة لا يستبعد أن يفعل أي شيء ليحقق ما يريد   

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter