الأقباط متحدون - يوميات البصخة 2013
أخر تحديث ١٩:٢٠ | الاربعاء ١ مايو ٢٠١٣ | ٢٣ برمودة ١٧٢٩ ش | العدد ٣١١٣ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

يوميات البصخة 2013


5- أربعاء البصخة
بين هرون و قيافا
Oliver كتبها
بدأ الكهنوت بهارون سابك العجل الذهبي و أختتم الكهنوت بقيافا ذابح العجل المسمن.قال هرون أن موسي قد مات فوق الجبل و قال قيافا أن يموت المسيح فوق الصليب.
غاب موسي أربعين يوماً و اربعين ليلة علي الجبل فقالوا مات.و إحتجب الله خمسة آلاف عاماً يرتب أمر الخلاص فلما ظهر في الجسد قالوا فليمت.
قال هرون أن العجل الذهبي سينقذ الشعب و قال قيافا أن موت المسيح أفضل من موت الأمة اليهودية.
جمع هرون اغلي ما يملكه الشعب و سبك منه عجلاً .الكهنة أيضاً صلبوا أغلي ما عند البشر الحمل الحقيقي.
قال هرون هذه هي آلهتك يا إسرائيل.هوذا إسرائيل لم يكفه الإله الواحد فلجأ إلي آلهة من صنع يده.قيافا أيضاً كان يعبد قيصر.كانت القياصرة أغلي عند إسرائيل فهتفوا ليس لنا ملك إلا قيصر.
في ذاك الوقت كان هرون يتكلم عن موسي كمن يتكلم عن خصم .وهكذا كان قيافا يتكلم عن المسيح كمن يريد التخلص منه.
نزل موسي ليطلب الصفح عن الكاهن هرون و الشعب .و نزل المسيح من مجده ليفدي الجميع.
أخذت إسرائيل خبرة العجل و صنعت مثله . وضعته في بيت إيل في السامرة ثم صنعت عجلاً آخر في دان و أمصيا الكاهن كان يبخر لها .بدا لإسرائيل أن تراب العجل أغلي من دم المسيح .
 كانت نهاية العجل الذهبي تراباً منثوراً و هذه نهاية كهنوت هرون  و كانت نهاية الصلب حياة أبدية هذا هو جوهر كهنوت يسوع المسيح..
كان فصح اليهود قريباً.و سيبقي فصح اليهود قريباً دوماً لأنه المسيح.كان عيد الفطير قريباً و سيبقي دوماً قريباً لأن المسيح هو خبزنا.
صدر الأمر.إن عرف أحد أين هو فليدل عليه لكي يمسكوه.هل تعرف أين هو؟إن عرفت أمسكه و لا ترخه.أدخله خبأ قلبك و لا تسمح له بأن يغادرك.
الكهنة دائماً يقدمون الذبائح عن الشعب لذلك صدر الأمر من الكهنة هيا أقتلوا الذبيحة.
أصدروا الأمر بالقتل ثم بدأوا يفكرون كيف يقتلونه؟هكذا الحقد يُذهب العقل.
 خاف الكهنة من الشعب لأنه عند الموت يخشي القاتل أكثر من الضحية.
فرح رؤساء الكهنة لما جاءهم الخائن ليفاوضهم.الخيانة تفرحهم و القتل يريحهم ما هؤلاء الكهنة و رؤساءهم؟
الشيطان و التلاميذ
تدور التساؤلات عن كيف يتحول التلميذ إلي قاتل إلي خائن كيف يدخله الشيطان؟
إذ أن الشيطان لم يجد مدخلاً للمسيح فبحث بإجتهاد في أقرب المقربين منه.لا سيما و أن المسيح منحهم ضمن ما منحهم السلطان علي الأرواح الشريرة.لقد إنتقلت المعركة من مواجهة مباشرة إلي معركة خفية.
كان المسيح له المجد يعلم هذا و أخبر سمعان قائلاً أن الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة.كان يريد إبليس أن يهز إيمانهم كما يهزون الحنطة في المناخل.لكن المسيح حصنهم منه بطلبته عنهم لكي لا يفني إيمانهم.
 لم تكن محاولة الشيطان مع يهوذا هي الأولي من نوعها.جرب الشيطان مرة مع بطرس و نطق علي لسان قائلاً حاشاك يا رب أن تصلب.و جرب مرة مع إبني الرعد فأوحي لأمهما أن تطلب أن يجلس أحدهما عن يساره بينما أن الذين عن يساره هم الملعونين. ثم جرب معهما مجدداً بأن قالا للمسيح أن يطلب ناراً تنزل و تأكل السامرة.
و عاند الشيطان التلاميذ حين حاولوا إخراج الروح الشرير من غلام مصروع.
و جرب مع جميع التلاميذ و أثار بينهم مشاجرة ليعرفوا من فيهم يكون الأعظم؟
كانت محاولاته محل فشل بسبب تدخل المسيح بإستمرار.
كما أنهم نالوا من المسيح عطية الإنتصارعلي الشيطان و عادوا من خدمتهم فخورين به قائلين حتي الشياطين تخضع لنا بإسمك.
كيف إذن حدث هذا الإنكسار و صار التلميذ شيطاناً؟
لما أصبح الهيكل بيت تجارة تحول إلي مغارة لصوص.و لما أصبح التلميذ تاجراً دخله الشيطان اللص سارق المجد.هذا ما يحارب به إبليس الكنائس .أن تصبح بيت تجارة.
ها هوذا تلميذ يشتهي المال.ثمينحدر فيسرق المال.ثم ينحدر ويعرض  المسيح للبيع  ليكسب المال.فكيف لا يدخله الشيطان. وجد الشيطان صيده الثمين.
ها تلميذ ينتقم من معلمه لأنه يتكلم عن الموت أكثر مما يتكلم عن المملكة مما خيب أمله.وجد أنه لا يكسب من حياته فأراد أن يكسب من موته.
ناردين مريم
معلمنا بعد أن أقام لعازر تغيرت أفكار اسرته جميعها.كان سمعان رجلاً شفي من البرص. و كان كبير عائلة لعازر .قرر بسرعة أن يعد عشاءاً تكريماً لرب المجد مقيم الموتي.
أسرعت مرثا كعادتها إلي بيت سمعان و أعدت عشاءاً ملوكياً لملك القيامة و الحياة.كانت مرثا هائمة في أفكار سماوية و هي تعد المائدة.
كانت تتعجب أن المسيح يأكل من يدها و هو الذي في يده الحياة كلها.
كانت تتفنن في إكرامه.اليوم تصنع له ما لم تصنعه من قبل.اليوم يوم عيد.أخي قام من جديد و سيدنا يسوع في وسطنا الآن من جديد.تعالوا يا رفاق الحي شاركونني فرحتي.تعالوا يا من حزنتم معي لتفرحوا معي.أكاد أطير فرحاً.
أما مريم فإنسلت  إلي صندوقها الخاص الذي تحتفظ به ربما ليوم عرسها.و أخرجت أثمن ما فيه.قنينة الناردين.كانت تنوي إستخدامه يوم زفافها.لكنها لم تعد تنتظر زفافاً بعد.
كان إخراج القنينة من صندوقها يعني إخراج فكرة الزواج كلها من حياتها.كانت تتساءل كيف أكافئ سيدي .كيف أشكره.كيف أعبر له عن محبتي.نعم سأتكرس له.لكن شيئاً ما يجب أن أفعله الآن.كيف أحتضنه و أقبله طوال الوقت هذا ليس مقبولاً في قريتنا بيت عنيا.أريد أن أعطه شيئاً.أريد أن أعطه كل شيء.كانت أفكارها ترتقي شيئاً فشيئاً.بعدما ضاعت أحزان موت أخيها و تبدلت بأفراح قيامته.
هان عند مريم كل شيء.رخصت الدنيا كلها في عينيها.سيدي يستحق كل حياتي.أنا مدينة له و لا أدري كيف أعبر عن هذا كله.
كانت أفكارها السامية المتعلقة بشخص المسيح تدور في الوقت الذي فيه تدور أفكار معاكسة عند التلميذ الخائن.
مريم تفكر كيف تعطي و يهوذا يفكر كيف يأخذ.مريم ترخص عندها  الأشياء و يهوذا تثمن الفضة عنده.مريم تريد أن تشتري و يهوذا يريد أن يبيع.مريم تري الطيب المنسكب مكسباً لها و التلميذ يري هذا إتلافاً.
كان الشيطان حائر بينهما.يري مريم فيبتأس و يري يهوذا و يصفق.وقف يراقب الأثنين لعله يصطاد فريسة.
خرجت مريم من حجرتها تحمل بحرص قنينتها.متجهة نحو بيت سمعان .ملأت الأزقة برائحة الناردين.
فيما تحمل قنينتها تسبح في قلبها.تشعر بفرح عجيب غير موصوف.هو فرح يختبره الذين ملأ الرب كيانهم بغير منافس.
دخلت مريم بيت سمعان و رائحة الطيب تسبقها.إلتفت الجميع صوب مريم.يهوذا يمني نفسه أن تضع القنينة عند قدميه و تذهب.لعله يتحصل شيئاً من ثمنها و يؤجل بيع المسيح إلي وقت آخر.
هل كنت ستبيع المسيح يا يهوذا لو تحصلت علي ثمن الناردين؟أظن هذا لأن العين لا تشبع و النفس الطماعة تقول هات هات.
وقفت مريم من وراءه.كان يجلس كعادة اليهود علي متكئه و قدميه إلي الخلف.سكبت طيبها.علي رأسه و جسده و قدميه.سكبته كمن تحممه.حتي قال البعض أن هذا إتلاف.لأن مريم لم تكن تعطره فحسب بل كانت تغسله بهذا الطيب.فحسبها أنها تكفنه.
كانت مريم تنظر للمسيح و كان يهوذا ينظر للطيب.و كان إبليس ينظر بين الجميع.
كفنت مريم ملك الأكوان.فيما كان محب المال مغتاظ .محبة المال أعمته عن أن يري و يفهم.محبة المال أغلقت حواسه الروحية فخرج كالمجنون يندب خسارته.
لا يفهم الروحيات إلا القلب المنسكب.و أما لمحبي المال فكل شيء مبهم.
لم تقل مريم و لا حتي كلمة واحدة.و كسبت ذكري أبدية.بينما الخائن تفوه بالكثير و لبس اللعنة كالثوب.
في صمت دخلت مريم بيت سمعان و سكبت طيبها و في صمت خرجت من بيت سمعان و لم تلتفت لمن زجروها و إتهموها بالسفاهة.خرجت و لم تفقد سلامها .خرجت متهللة من بيت سمعان و دخلت الإنجيل و لن تخرج منه إلي الأبد.
إرضاء المسيح لا يتطلب الكثير من الكلام و لا القليل بل يكفيه حباً صادقاً و نفساً خاشعة.
ها هي مريم قد تفوقت علي التلميذ الذي أخرج الشياطين بإسم المسيح.فهمت ببراءتها ما لم يفهمه التلميذ بحكمته.كفنته لأنها عرفت ما لم يعرفه واحد من تلاميذه.
ما أعظمك أيتها المرأة المتوشحة بالصمت.التي تسابقت لتقابل المسيح المذبوح و الحي.ما أحتجت إلي مئزرة ليتنشف بها المسيح بل صرت أنتِ المئزرة و بشعرك جففتي قدميه.كأنما سكبت كيانك مع الناردين.
علمت أن موته ليس كموتنا فكفنته و هو حي .آمنت أن جسده لن ير فساداً فسكبت الطيب عليه غير آسفة مثل التلميذ الغاش.
كفنوا الحمل باللفائف غطوا أفكاركم بالإنكسار و الإتضاع.مريم صارت إنجيلاً و المتضعين يتبعونها.إخشعوا في القداسات مثل مريم أصمتوا كمن يعيش في السماء لأن المسيح جالس ينتظر إنسكابكم.
سؤال لك وحدك
كيف يصمت الكلام و يتكلم الصمت.كيف تنغلق الأبصار و تنفتح البصيرة.كيف تتغير حسابات العقل إلي أرباح الملكوت.كيف يعود الإنسان خالياً من كل شيء سواك.
كيف يتفرغ العقل و تنسحب الذاكرة إلا منك.كيف تنغلق الأسماع عن اللائمين و المادحين و تبق لتسمعك.
دربني مثل مريم علي النصيب الصالح.هذه التي خضعت برأسها حتي تحت قدميك.كيف تلتصق افكاري بشخصك.
سكبت مريم مهرها عند قدميك فنالت شخصك العريس السماوي.كيف فازت بك.و كيف أفوز أنا أيضاً.
مريم تعلمت منك وحدك.ففهمت ما لم يفهمه سواها.هل أتعلم أنا أيضاً مثلها.
سمعان يحتفي بك شافياً مرثا تحتفي بك ملكاً و مريم تحتفي بك فادياً و لعازر يحتفي بك رباً  و أنا أريد أن أحتفي بك من كل وجه.
كيف لا ينقطع صوتك في داخلي.كيف تظل كلمتك تتردد بغير خفوت.كيف أعيش هذا الإتحاد غير المرئي بشخصك.
كيف تشبع بك النفس و يمتلأ بك الكيان.كيف يموت كل شيء و تحيا أنت فيَ.كيف يا سيدي يسوع المسيح


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع