الثلاثاء ٣٠ ابريل ٢٠١٣ -
٠٠:
٠١ م +03:00 EEST
بقلم: صبحي فؤاد
اصبح لايمر يوم الا ونسمع توسلات واستجداءات المتأسلمين والجهادين وارهابين القاعدة فى سوريا للادارة الامريكية وزعماء دول الغرب بالتدخل عسكريا فى سوريا وتوجيه ضربات قوية لها لاسقاط ماتبقى من نظام بشير الاسد هناك.. طيلة الاسابيع والشهور الماضية ونحن نرى القتل المتعمد لا يتوقف للحظة واحدة والتخريب والدمار يزحف الى معظم المدن السورية على ايادى اصحاب الذقون والسراويل الطويلة الذين يسمون انفسهم ثوار ومعارضين تحت ذريعة التخلص من النظام الحالى الذى كان جريمته انه لا ينتمى الى الغالبية السنية فى عالم العرب العجيب الغريب ..
المتأسلمين فى سوريا مثلمهم مثل المتأسلمين فى مصر وليبيا وتونس واليمن صاروا لايمانعون فى قصف الطائرات الامريكية وحزب الناتو لمدنهم لتدميرها وتدمير جيشهم كما حدث فى العراق من اجل الوصول الى السلطة فى سوريا وتأسيس نظام دينى عنصرى متطرف حتى لو كان المقابل قتل مئات الالوف وتشريد الملايين وتمزيق البلد بين السنة والشيعة والعلويين والدروز والمسيحيين واتباع الظواهرى وجماعة الاخوان المسلمين وغيرهم ..
المتاسلمون فى سوريا حللوا كل ما هو مقدس ومحرم من قتل للابرياء وجزر الاعناق على طريقتهم الخاصة واغتصاب النساء ثم قتلهن باسم الدين ..بل وافتوا لنساء المسلمين والعرب بالتوجه الى سوريا للجهاد فى سبيل الله ودين الاسلام بممارسة الجنس مع القتلة الارهابين للترفيه عنهم وفى نفس الوقت كسب صواب وحسنة عند الله !!
واليوم رأيناهم يكشفون عن عورتهم فى سوريا وخيانتهم لشعبها العظيم عندما وجدناهم يهللون لاسرائيل لانها قامت بضرب بعض المواقع داخل سوريا ولولا الحياء لكانوا قدموا الهدايا والحلويات وقاموا بالحج الى اسرائيل للاعراب عن شكرهم لقادتها ..
هل حقا ما يحدث فى سوريا اليوم هو ثورة شعب حقييقية ضد الحاكم والنظام ام انه تمرد من اقلية عميلة خائنة متطرفة تبغى مصالحها الشخصية وتحقيق اجندتها الدينية العنصرية واحلامها الدون كيشوتية التى لن تتحقق ابدا ؟ هل ما يرتكب من جرائم بشعة من قبل اقلية ومرتزقة من بعض الدول الاسلامية ضد الاطفال والنساء والشيوخ والمدنيين العزل عامة له علاقة بالاسلام وتعليمه او الديمقراطية والحرية التى طالما سمعنا هؤلاء الخوارج السفاحين القتلة يتحدثون عنها ؟
ان الانسان منا لا يجب ان يكون عبقرى زمانه لكى يدرك ان التقاء الاهداف والمصالح بين التيارات الاسلامية المتشددة والجماعات الارهابية من عدد من الدول الاسلامية على ارض سوريا واتفاقهم على اسقاط النظام هناك مهما كان الثمن وعدد الضحايا وكم الخراب والدمار الذى سوف يلحق بها ان دل فانما يدل على ان هناك خيانة ..مؤامرة لتحويل سوريا الى بلد ضعيف ممزق ضائع مشتت يسيطر عليه مجموعة اما من العملاء لامريكا واما متطرفين عنصريين متخلفين عقليا يتصورون ان فى مقدورهم اعادة الخلافة الاسلامية وغزو العالم بمساعدة امريكا واسرائيل والدول الغربية !!
دعونا نسأل انفسنا يا سادة يا كرام : هل ستكون سوريا افضل حالا بعد التخلص من نظام الرئيس بشير الاسد ؟ هل ستكون اكثر امنا وامانا وديمقراطية وحرية ورخاءا لجميع ابتاءها من علويين وشيعة وسنيين ومسيحيين ؟
هل بعد رحيل بشار سوف تكون سوريا الدوله التى يريدها اصحاب السراويل والذقون وحاملى السيوف والعقول الملوثة بالافكار الظلامية المتخلفة ام انها ستكون الدولة التى تريدها امريكا واسرائيل ام الدولة التى تريدها السعودية وقطر ام انها ستكون الدولة التى تريدها مصر وتركيا ودول اخرى ؟ وهل انغماس تركيا ودعمها العلنى للمعارضين للنظام السورى يعنى انها بصدد قبول قيام دولة للاكراد على حدودها مع سوريا ؟ وهل سقوط النظام السورى الحالى يعنى ضياع الجولان الى الابد وضمها الى سوريا بصفة نهائية ؟
اخيرا اود ان اقول بكل صراحة ان المتأسلمين فى الدول العربية بما فيهم الاخوان المسلمين اصبحوا الورقة الرابحة فى يد الغرب وامريكا بصفة خاصة لاسقاط الانظمة التى لا تتعاون معها وتنفذ لها طلباتها والسلاح الفعال القوى الذى يضمن لها تحقيق اجندتها الجديدة فى منطقة الشرق الاوسط ولذلك فلا عجب او غرابة ان نجدها تتمسك بهم وتدعمهم بالمال والسلاح وكل احتياجاتهم حتى تحقق عن طريقم كل اهدافها بالكامل.